تفسير الأحلام: الكوابيس2
الأساليب العلاجية
• الأسلوب التحليلي النفسي: مستندًا إلى نظرية فرويد، يعتبر هذا الأسلوب الأحلام نوافذ إلى اللاوعي، بهدف الكشف عن الأفكار والعواطف المكبوتة.
• الأسلوب الجيوني: يركز هذا الأسلوب على اللاوعي الجمعي والأشكال النمطية، مما يشجع العملاء على اكتشاف معاني شخصية أعمق والتواصل مع المواضيع العالمية من خلال الأحلام.
• العلاج السلوكي المعرفي: يدمج بعض المعالجين العصريين عمل الأحلام ضمن إطار العلاج السلوكي المعرفي، مستخدمين محتوى الأحلام لتحديد التشوهات المعرفية وتطوير استراتيجيات لتغيير السلوك.
فوائد علاج الأحلام
• اكتشاف الذات: يمكن أن يحصل العملاء على فهم أعمق لأنفسهم وفتح عواطف أو رغبات مخفية.
• الشفاء العاطفي: معالجة المشاعر غير المحلولة من الأحلام يمكن أن تؤدي إلى شعور بالراحة والشفاء العاطفي.
• حل النزاعات: من خلال استكشاف الأحلام، يمكن للأفراد تحديد النزاعات الداخلية والعمل على حلها في حياتهم اليقظة.
• تقليل التوتر: الانخراط مع الأحلام بطرق إبداعية يمكن أن يوفر شكلًا من أشكال تخفيف التوتر ويمكن أن يعزز الرفاهية العامة.
باختصار علاج الأحلام هو نهج علاجي قيم يعترف بأهمية الأحلام في فهم الذات وتعزيز الشفاء العاطفي. بالرغم من أنه لا يتم اعتماده عالميًا في جميع الممارسات العلاجية، إلا أنه يمكن أن يكون أداة فعالة لأولئك المهتمين باستكشاف أحلامهم من أجل النمو الشخصي.
حلم اليقظة
حلم اليقظة، المعروف أيضًا بالفكر العفوي، هو ظاهرة معرفية شائعة تنطوي على تحويل الانتباه بعيدًا عن البيئة الخارجية إلى الأفكار الداخلية. هذه نظرة موجزة للمفهوم.
1.التعريف والأنواع
يحدث حلم اليقظة عندما ينخرط الفرد في تدفق من الأفكار التي غالبًا ما لا تكون مرتبطة بالمهمة الحالية أو الوضع. يمكن أن تشمل:
• تصوير بصري: إنشاء صور ذهنية للأحداث أو السيناريوهات.
• التخطيط: صياغة أفكار حول الأنشطة أو الطموحات المستقبلية.
• سرد القصص: رواية الأحداث أو التجارب في سرد ذهني.
2. الآليات المعرفية
تشمل العمليات المعرفية المشاركة في حلم اليقظة:
• شبكة الوضع الافتراضي (Default Mode NetworkDMN):
هذه الشبكة من مناطق المخ تكون نشطة خلال الراحة وترتبط بالأفكار الذاتية، واسترجاع الذاكرة، وتصور المستقبل. تشمل مناطق مثل القشرة الجبهية الداخلية والقشرة الحزامية الخلفية.
• الوظيفة التنفيذية: بينما يمكن أن يؤدي حلم اليقظة إلى عدم مؤقت من المهام المركزة، فإنه يمكن أيضًا أن يعزز حل المشكلات الإبداعية من خلال السماح للعقل باستكشاف إمكانيات مختلفة.
3.المحفزات والسياقات
يمكن أن يتم تحفيز حلم اليقظة بواسطة:
• الملل أو نقص التحفيز.
• المهام الروتينية التي لا تتطلب مشاركة معرفية كاملة.
• الحالات العاطفية، مثل القلق أو الحماس.
4.الفوائد
• الإبداع وحل المشكلات: يمكن أن يؤدي حلم اليقظة إلى تعزيز الإبداع والتفكير الابتكاري من خلال السماح للعقل باستكشاف الأفكار بدون قيود.
• تنظيم العواطف: يمكن أن يوفر مساحة آمنة لمعالجة المشاعر والتدرب على التفاعلات الاجتماعية أو النتائج.
5. العيوب المحتملة
• قد يؤدي حلم اليقظة المفرط إلى التسويف أو صعوبات في إكمال المهام.
• في بعض الحالات، يمكن أن يكون حلم اليقظة المزمن عرضًا لحالات مثل اضطراب عجز الانتباه فرط الحرك أو حلم اليقظة غير القابل للتكيف، حيث تتداخل الممارسة مع الوظائف اليومية.
6. الدراسات العصبية
أظهرت الأبحاث باستخدام تقنيات تصوير الأعصاب، مثل تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي، أنه عندما يحلم الأفراد باليقظة، هناك زيادة في النشاط في شبكة الوضع الافتراضي. تشير الدراسات إلى أن محتوى أحلام اليقظة غالبًا ما يعكس هموم الفرد الحالية ورغباته وعلاقاته الاجتماعية.
7. اتجاهات البحث المستقبلية
هناك أبحاث مستمرة حول كيفية تأثير حلم اليقظة على الصحة العقلية، وتعزيز التعلم، ودوره المحتمل في الاضطرابات التنموية العصبية. قد تستكشف الدراسات كيف ترتبط أشكال مختلفة من حلم اليقظة بسمات الشخصية وأنماط التفكير.
باختصار يعتبر حلم اليقظة نشاطًا معرفيًا متعدد الأبعاد يلعب دورًا هامًا في الإبداع البشري والرفاهية العاطفية. بينما له جوانب إيجابية وسلبية، يمكن أن يوفر فهم آلياته الأساسية رؤى قيمة في عمليات التفكير والسلوك البشري.
نقاش عام
هناك إجماع بأن الأحلام التي يتحدث عنها البشر تحدث فقط وقت النوم حركة العين السريعة حيث يتم تنشيط المناطق التالية في الدماغ:
• سقيفة الجسر التي ترفع من درجة فعالية الدماغ Pontine Tegmentum.
• اللوزة Amygdala التي تتحكم في الذاكرة العاطفية.
• منطقة قرن أمون أو الحصين Hippocampus التي هي مخازن الذكريات.
• التلفيف الحزامي الأمامي Anterior Cingulate Gyrus الذي هو جزء من الجهاز الحوفي العاطفي.
لذلك ليس من المستغرب أن تنطلق ذكريات مخزونة في الدماغ بفعل هذا التنشيط ولكن لا تصل هذه الذكريات إلى درجة الوعي ولا يمكن للإنسان أن يضعها في إطار وعي معرفي ولسبب واحد وهو أن الفص الجبهي لا يزال عاطلاً أثناء هذا النوع من النوم.
يصحو الإنسان من نومه وهو في حالة من الخدار Twilight ما بين النوم واليقظة. في هذه الحالة لا يمكن للإنسان أن يستوعب أو يفهم ما الذي استقبله من محفزات مصدرها الدماغ نفسه أو بعبارة أخرى مصدرها داخلي وليس خارجي.
بعد هذه الفترة القصيرة من الخدار يكون الإنسان في كامل وعيه والذي يحدث:
• قد ينسى ما حدث أثناء النوم.
• أو يبدأ بصياغة المحفزات بأسلوب معين اعتماداً على خلفيته الثقافية والحضارية وكذلك حالته الوجدانية في تلك الفترة الزمنية.
يمكن القول بأن ما يتحدث به البعض عن مشاهدة حلم ما ويعطي التفاصيل الغريبة هو أشبه بفنان يكتب سيناريو لفيلم بدون قصة أما في الحياة فلدى الإنسان رواية ثم يبدأ بكتابة السيناريو لمسرح الحياة وإن لم يكن ذلك ممكناً فسيحفظه في عالم الخيال الخاص به هذه العملية الأخيرة ربما ما يمكن أن نسميه بأحلام اليقظة.
إن هذه التفاعلات بين مناطق الدماغ المختلفة تفسر قوة المحتوى العاطفي لبعض الأحلام والتي نطلق عليها الكوابيس. في هذه الحالة تكون الذكريات المشحونة بعاطفة سلبية أكثر تسلطاً ولكن الأهم من ذلك هو أيضاً الحالة الوجدانية للفرد. تكثر وتكرر الكوابيس في اضطرابات القلق المزمن، الاكتئاب والإدمان على الكحول.
علاج الأحلام لا يستند على دليل علمي يتطرق إلى تفسير الأحلام وقد يذكر المريض انزعاجه من الأحلام خلال المراجعات الطبية النفسية العامة ولكنه نادراً ما يطرح هذا الأمر في الجلسات العلاجية بصورة منتظمة لعدة أسباب:
• معظم المرضى يدركون بأن تفسير الأحلام لا يستند إلى علم موثوق فيه.
• معظم المرضى يدركون بأن مسألة تفسير الأحلام مجرد ظاهرة اجتماعية تثير الفضول أحياناً ولا فائدة علاجية منها.
• الغالبية العظمى من المرضى قلما ينجحون في كتابة أحلامهم بالتفصيل إذا طلب منهم المعالج ذلك.
لكن الأمر غير ذلك في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية. حيث تبث بعضها برنامجاً خاصاً لتفسير الأحلام. إن المستحسن بأن لا يورط الطبيب أو المعالج النفسي نفسه في التركيز على تفسير الأحلام وخاصة أن الولع بها شائعاً في الشخصيات العاطفية التي تميل إلى التمارض أكثر من الاضطراب النفسي الحقيقي.
الاستنتاجات
• لا شك بأن العلم قد أثبت بأن دماغ الإنسان يمر بفترات تنشيط أثناء النوم ولكنها تختلف تماماً عن حالة تنشيط الدماغ وقت الصحو أو اليقظة بعبارة أخرى هناك فرق في نوعية التنشيط أثناء فترة الأحلام أثناء النوم وبين حالة الوعي الكامل.
• الإدراك الحسي أثناء اليقظة يتحدد إطاره ومحتواه بعوامل خارجية أما الإدراك الحسي أثناء الأحلام فهو مجرد هلاوس.
• في حالة اليقظة يكون الإنسان في حالة من التوجه الوقتي والمكاني أم في وقت الأحلام فلا وجود لهذا التوجه.
• في حالة اليقظة يكون تفكير الإنسان منطقياً وفي وقت الأحلام مشتتاً.
• في حالة اليقظة تكون الذاكرة تصريحية وواضحة وفي الأحلام معطلة.
• في حالة اليقظة تكون العواطف مركزة ومتوازنة وفي الأحلام قلما يفهم الإنسان معناها.
• الأحلام تحتوي على أعراض تشابه الأمراض الذهانية وهي ناتجة عن اضطراب في التعديل Modulation الوظيفي للدماغ. على ضوء ذلك يتفق الجميع الآن بأن الأمراض الذهانية ما هي إلا نتيجة لاضطراب فعالية الأجهزة المسؤولة عن تعديل الدماغ بسبب عوامل وراثية أو بيئية.
• وكذلك هناك آراء على أن فترة الأحلام لها وظيفتها البيولوجية لضمان صحة العينين وفعالية الدماغ على المدى القصير والبعيد وحتى في تنظيم مناعة النسيان ضد الأمراض المختلفة. أما تفسيرها فلا فائدة فيه وكلما تعمق به الإنسان تضاعف احتمال تهربه من الحقيقة وتنصله من السعي نحو الشفاء بدلاً من ذلك يستمر في انتظار الرؤيا التي لا يعرف حتى كيف يكتبها.
كتب للمراجعة:
1. "Man and His Symbols" by Carl Jung.
2. "Dreams: A Study of the Dreams of Jung, Freud, and Nietzsche" by C.G. Jung.
3. "Nightmares: A Complete Guide to Their Causes and Treatment" by Dr. David J. Lutz.
4. "The Dream Workbook: How to Use Your Dreams as a Guide to Self-Exploration" by Linda Yael Schiller.
مقالات للمراجعة:
1. Spoormaker, V. I., & Montgomery, P. Nightmare: Review of literature 2008 Sleep Medicine Reviews, 12(2), 145-157.
1. Charles, C. G., et al. (2021). Cognitive-behavioral therapy for reducing nightmares: A review of treatment methods. Cognitive Therapy and Research,2021 45(6): 1248-1265.
مواقع إلكترونية:
1. American Academy of Sleep Medicine (AASM)
2. The Sleep Foundation.
3. International Association for the Study of Dreams (IASD).
واقرأ أيضًا:
التعامل مع ارتفاع الوزن مع مضادات الذهان / الالتهاب الرئوي: أثر جانبي مهمل للأدوية المضادة للذهان