همسـة عتــاب.. للمشاركين في مؤتمر العلاج بالقرآن بين الطب والدين
العلاج بالقرآن.. شبهات وردود(3)
العلاج بالقرآن.. شبهات وردود(2)
العلاج الدوائي كعلاج أمراض السكر والضغط والقلب وباقي الأمراض النفسية منها والجسدية هو علاج رباني، فقد قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى قال: «نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء. أو قال: دواء إلا داءً واحدا». قالوا يا رسول الله وما هو؟ قال: «الهرم».
إن الذي وضع خاصية علاج مرض السكر في الأنسولين هو الله.. ومن وضع خاصية علاج ضغط الدم بخافضات ضغط الدم هو الله.. ومن خلق الأسبرين الذي يخفف الصداع هو الله.. ومن وضع كل خواص الأدوية هو الله عز وجل برحمته وفضله وإحسانه.. ولذلك فلا داعي للتشنج وتجريم استعمال الأدوية التي يكتبها الأطباء أو عمل الأبحاث التي يحاول أصحابها إثبات أنه لا داعي لعلاج الأمراض بالأدوية، ويكفي علاجها بالقرآن، وهذا مخالف للشرع ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
إذن ما فائدة إنشاء عيادات للعلاج بالقرآن؟
الفائدة الوحيدة هي تقنين المخالفات والبدع التي يفعلها هؤلاء وبدلا من أن يفعل ذلك زيد سوف يفعله عبيد. لا يوجد حرفة تسمى معالج بالقرآن وليست هناك طريقة ولا قواعد لهذه المهنة.
ما الحل؟
لكل ما سبق فنحن نعارض بشدة إنشاء عيادات للعلاج بالقرآن، ولكن نقدم توصية ونضع ضوابط تكفل الممارسة السليمة للعلاج بالقرآن سوف نذكرها إن شاء الله. والحل باتباع الصورة الصحيحة للعلاج بالقرآن، وتصحيح العقائد، وتزكية النفوس.
أولا: العلاج بقراءة القرآن:
إن القرآن من أوله إلى آخره علاج شافٍ بإذن الله لكل الأمراض القلبية والروحية والجسدية لمن آمن به وتدبر معانيه وعمل به قراءة وسماعًا، ولم يثبت بأي حال من الأحوال تخصيص آيات معينة -سوى الفاتحة والمعوذتين- لعلاج السحر أو الجن أو الحسد، كما تجد بكثرة في الأسواق، والمكتبات في الكتب، أو الشرائط المسموعة، والمحاضرات والخطب.
الدليل من القرآن الكريم:
1- قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57].
2- قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82]. فالقرآن كله شفاء.. من أوله لآخره.
3- قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [فصلت:44].
الدليل من السنة:
1- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده.
2- وقال صلى الله عليه وسلم: "اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
3- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين ويقول: "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة".
4- وكان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل، قال: "باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين".
5- وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبى العاص: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: باسم الله، ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". وفى هذا الحديث نلاحظ تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية أن يرقي الإنسان نفسه فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم. والرقية تكون بالنفس (ترقي نفسك).. أو بالسماع من الغير (يرقيك غيرك).. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض دعا له، ويقول: "أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما".
توصية مهمة
أني أنصح إخواني بألا يرقي المرأة في هذا الزمان إلا محارمها، وعدم سماح الرجل لأي إنسان مهما كان ورعه وتقواه وعلمه وحفظه أن يلمس أي امرأة من محارمه لو كان عنده ذرة من دين أو غيرة أو رجولة أو أخلاق. جاءتني مرة امرأة فلبينية أسلمت حديثًا وأنا أعمل في بلد خليجي وقد تحجبت سريعًا ومنعتها أم زوجها من النزول أو الاختلاط مع بنات العائلة.. حتى ضاقت الحياة فكانت تنتابها نوبات من الغضب والصراخ فجاء لها زوجها بمعالج روحاني لكي يرقيها وتركه معها وذهب لقضاء بعض حوائجه فوضع الراقي يده على صدرها وفخذها و.... فسكتت فظنت أن ذلك من شعائر الإسلام ثم عندما أدخل هذا المعالج يده تحت ملابسها وبدأ في ملامسة جسدها رفضتت وجاءتني في العيادة تشتكي وتسألني عن مشروعية هذا العمل في الإسلام!!! وهذه القصص تتكرر آلاف المرات والجميع يعلم ذلك.
المواظبة على الأذكار النبوية: مثل أذكار الصباح والمساء، أذكار بعد الصلاة، أذكار قبل النوم.. وغيرها من الأذكار الصحيحة.
المواظبة على قراءة سورة البقرة لقول النبي: "اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة". والبطلة: السحرة.
فعل المأمورات قدر الاستطاعة، وترك المحظورات والمحرمات، الاستغفار، التوكل على الله، الإحسان إلى الخلق.
شراب عسل النحل الصافي لقوله تعالى: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} [النحل:69].
وأكل سبع تمرات من عجوة المدينة لقول النبي: "من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر".
وتناول الحبة السوداء فإنها شفاء من كل داء، لما روت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام" قلت وما السام قال: "الموت".
وماء زمزم لقوله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له"، وهي "طعام طعم وشفاء سقم".
والتلبينة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".
وأكل زيت الزيتون والادهان به لما رواه عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة".
وكل هذه الأشياء ورد في الشرع الكريم تناولها دون القراءة فيها، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ممنوع التشخيص
العلاج بالقرآن ينبغي ألا يشمل تقديم تشخيص للمريض وأهله.. لأن التشخيص هو المطلوب لأهداف خبيثة في أكثر الأحيان وقد ذكرنا ذلك في بحثنا. والبديل هو قراءة القرآن بدون تشخيص ثم سؤال الله الشفاء ثم الالتزام بالمنهج والتوصيات المذكورة. وأيضًا لأن التشخيص أدى بالناس إلى أن يعتقدوا أن كل شيء في الكون من لمسة أو حركة أو همسة أو شر أو فتنة هو بسبب السحر والجن والحسد ونسوا أن لهذا الكون ربًا يدبر كل شيء حتى البلاء ثم سهل لهم طرق دفع هذا البلاء.
إن المتأمل في سنن الله، يعلم أن البلاء سنة من سننه الكونية القدرية، يقول الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155].. ويخطئ من يظن أن الصالحين من عباد الله هم أبعد الناس عن المصائب والبلاء، سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه"، وهو من علامات حب الله للعبد، قال صلى الله عليه وسلم: "وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم"، وهو من علامات إرادة الله بعبده الخير، قال: "إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة"، والبلاء كفارة للذنوب مهما صغرت، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته كما تَحُطُّ الشجرة ورقها". ولذلك فإن المسلم المبتلى إن كان صالحًا فالبلاء تكفير لسيئات مضت، أو رفع في الدرجات، وإن كان عاصيًا فهو تكفير للسيئات، وتذكير بقصر الدنيا ليقلع عن السيئات.
ثانيًا: تصحيح العقائد ومعرفة التوحيد وأصول الإيمان:
وذلك بمعرفة الله سبحانه وتعالى حق المعرفة، وهذا أصل الدين:
1- معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ومحبته ودعاؤه بها والتعبد له بمقتضاها والإيمان بكل ما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله.
2- الإيمان بالله ربًا، يعني اعتقاد انفراده سبحانه بالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة والضر والنفع وبالملك التام وبالأمر والنهي والتشريع والسيادة.
3- الإيمان بالله إلهًا لا إله إلا هو لا شريك له في ألوهيته، يعني توجه العبد بكل عبادته وأفعاله الظاهرة والباطنة لله وحده والكفر بكل ما يُعبد من دونه، فالإله هو المعبود والمطاع والذي تميل إليه القلوب وتشتاق إليه.
4- حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره واتباعه والإيمان به وتقديم قوله على كل أحد وهديه على هدي كل أحد.. واتباع السنة واجب في الأصول والفروع وفي العقيدة والعمل في الظاهر والباطن.
5- الاعتقاد الجازم بانفراد الله بحق الحكم والتشريع والتحاكم إلى شرعه وقبول حكمه والرضا به.
6- صرف معاني الحب والرضا والنصرة والطاعة والمتابعة والمعاونة والقيام بالأمر والصداقة والتشبه وإظهار المودة لله ورسوله وللمؤمنين، وينصر دين الله وينصر السنة ولا يحب الكافرين على ما هم عليه من الكفر، ولا يرضى بملتهم وطريقتهم، ولا ينصرهم ضد المسلمين، ولا يطيعهم في كفرهم ولا يتبعهم عليه، ولا يدخل في طاعتهم في المعاصي، ولا يتشبه بهم، ولا يشاركهم في أعيادهم أو في مظاهر الشرك التي يفعلونها.
7- الإيمان بالملائكة والكتب والرسل.
8- الإيمان باليوم الآخر وبوجود الجنة والنار وأنهما مخلوقتان وأنهما لا تفنيان أبدًا.
9- الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره.
10- الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
11- حب الصحابة وتوليهم ومعرفة فضلهم.. وكذا أزواجه صلى الله عليه وسلم، وحب أهل بيته كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: التزكية والعمل الصالح:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة:2]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة: "تقوى الله، وحسن الخلق".. وقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
تزكية النفس
فأصل تزكية النفس وتطهيرها يحصل بأداء الفرائض ثم النوافل، ومعاملة الخَلْق بالأخلاق الفاضلة..وهناك بعض الأمور من الفرائض والنوافل تعين على تحصيل التزكية:
1- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها في المسجد جماعة، والحرص على الخشوع فيها.
2- الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام.
3- التبكير إلى الجمعة.
4- المداومة على التسبيح والأذكار قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبعد الصلاة وقبل النوم، والمُكْث في المصلى إلى الضحى، قال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه:130].
5- المداومة على حزب يومي من القرآن.
6- المحافظة على اثنتي عشرة ركعة من النوافل الراتبة كل يوم.
7- حضور مجالس العلم والذِّكر، والحذر من الإعراض عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
8- محاسبة النفس كل يوم وليلة قبل النوم أو في أي وقت آخر، ومراجعة النية والإخلاص، والحذر من أمراض القلب، ومن أخطرها: الرياء، وطلب المدح من الناس، والكِبْر، والإعجاب بالنفس، والغفلة، والانشغال بالأسباب عن التوكل، وطلب الجاه والرياسة، وحب الدنيا وتقديمها على الآخرة، والحسد والشحناء؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر:18].
9- تأمل تعاقب الليل والنهار، ومرور الوقت، وقصر الأمل، والحذر من الكسل.
10- النظر في خَلْق السماوات والأرض مع التفكر والاهتمام بالعبادات القلبية: كحب الله، والخوف منه، ورجاء رحمته، والشوق إليه، والتفكر في آثار أسمائه وصفاته، وحسن التوُّكل عليه، والتضرُّع والذل والانكسار بين يديه.. قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191].
11- بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران، قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد:22]. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة على وقتها". قيل: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين".. قيل: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"...
12- غض البصر، وحفظ الفرج، وستر العورة، والحذر من الاختلاط ولمس الأجنبيات، والحديث معهن فيما لا حاجة فيه، قال تعالى:{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].
13- زيارة القبور واتباع الجنائز.
14- أداء الزكاة المفروضة بحسابها الشرعي والإكثار من الصدقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار".
15- صوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، والمداومة على صيام ثلاثة أيام تطوعًا من كل شهر، أو صوم الاثنين والخميس، أو صوم يوم وإفطار يوم.
16- قلة الكلام إلا في الخير، والحذر من كثير الضحك والمزاح، والحذر من آفات اللسان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
17- الاعتزال عن الشر وقرناء السوء والخلوة مع النفس بين حين وآخر.
18- المحافظة على قيام الليل؛ خصوصًا الوتر.. قال النبي لمعاذ: " ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل"، ثم تلا:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16،17].
19- كثرة الدعاء والإلحاح فيه مع اليقين بالإجابة، وعدم الاستعجال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"... قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
20- المداومة على الاستغفار، خاصةً في السَّحَر، قال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} [آل عمران:17].
21- الوضوء قبل النوم، والمحافظة على أذكار النوم وآدابه والذكر عند الاستيقاظ.
22- التعاون على الطاعة والاجتماع عليها، قال تعالى:{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة:2].
23- حفظ القرآن وتعاهده، والحذر من تعريضه للنسيان؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب".
24- قراءة كتب العلم.
25- التعجيل بالحج، والمتابعة بينه وبين العمرة.
26- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدء بالرفق، والصبر واحتمال الأذى، ومراعاة القدرة والاستطاعة لما روى أبو سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
27- السعي في الكسب الحلال والعمل الحلال وتطييب المطعم.. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة : 172].. وترك الحرام كالربا والرشوة والغش والغصب والسرقة وغيرها.