كنت قديماً أعتقد أن الحصان الأبيض رمزٌ للفروسية والنبل, إلى أن جاء ذلك اليوم -يوم المولد النبوي الشريف- حيث لاحظت أننا نفعل مثل المشركين قديماً عندما كانوا يصنعون إلهاً فيه عزتهم من العجوة ثم يأكلونه!!
ولكننا الآن وبعد 1400 سنة نقوم بنفس الشيء، ولكن بعد الإسلام, ولا يتمثل عندنا في إله من العجوة، ولكنة حصان حلاوة!!!!!!
وسبب تعجبي هو أننا حتى في ثقافتنا في المأكولات لم ننتبه لهذا, حيث صادرنا الفروسية كجهاد ونبل وأخلاق في أفكارنا، وفي مجتمعاتنا ولم نكتفي بهذا بل صادرناها أيضاً في معدتنا لنظل نحفظ عهدنا بالكسل!!
الطريف فعلاً هذا العام أنني لم أستطع كتابة هذا الموضوع إلا بعد أن توغلت أنظاري في فراشات حلوى المولد النبوي لأجد عدم وجود الحصان إلا فيما ندر ويبدو أننا أصبحنا لا نؤمن بالنبل والفروسية ولو حتى في معدتنا؟!
ويبدو أنه كان كالكنز المدفون, أمس عندما عثرت أخيراً على حصان وسط كميات تعد بالأطنان من الحلوى!
وساورتني بعض الأسئلة البغيضة للقارئ, ووجدت ما شاء الله معلومات جيدة عن موضوع المولد النبوي ونبدأ بالأسئلة:
1- كيف يعاني المجتمع من الفقر وبالرغم من ذلك لا زال يعتبر الحياة وردية ويشتري الحلوى بكميات كبيرة؟؟
أليس من الأحرى توفير هذه النقود, وإن كان لابد من شراء حلوى بحجة الأطفال فلنقتصد إذن ونوفر تلك النقود للسلع التي نحتاج إليها بشكل ضروري.
2- كيف يرى الآباء الحياة وردية, وأن الأبناء لابد أن يفرحوا؟؟
وهناك أطفال تنتظر الموت في غزة (لك الله يا غزة) بدلاً من أن يربوهم علي الإحساس بالمسئولية, وأن هذه السنة لن نأكل حلوى (أو هي قطعة صغيرة) لأن إخوانكم يموتون في غزة من العدو الصهيوني تحت الحصار, والأحرى أن ننفذ تعاليم ديننا ونأخذ بالأسباب لكي ننتصر علي اليهود, وكما علمناهم أن يفرحوا بالمولد النبوي نحثهم على أن يشعروا بإخوانهم في فلسطين؟!
3- كيف يتأتى لنا الاحتفال بمولد الحبيب صلى الله عليه وسلم في وقت ديننا يحتاج فيه لوقفة وليس احتفالات ومهرجانات؟؟
4- كيف تحتفل بالمولد النبوي وقد سُب رسولك ولم تدفع عنه الأذى, ويعلق أحدهم ويقول نحن نقاطع المنتجات الدنماركية, وأرد عليه لقد سُب رسولك فقط أما أبناؤنا فيسبون الدين علانية في ألفاظهم الخارجة, أليس من المفروض أن نربي هذا الجيل؟؟ ولا نكتفي بالمقاطعة؟؟؟؟؟
5- ألا نلاحظ أن هموم المجتمع تتمثل في عاداتنا في المأكولات؟؟
فمثلاً نلاحظ عدم وجود الحصان الحلاوة الأبيض مع انتشار كبير جداً لعرائس المولد, وهذا يدل أولاً على اختفاء الفرسان (نظراً لأنهم لا يقدرون على امتطاء حصان) وبالتالي ستظل عروس المولد تبحث عن الحصان والفارس فيجدونه قد ولّى, وأيضاً كان زي العروسة قديماً أشرطة وورق ملون, اليوم ما شاء الله أقمشة والتل وحاجات أخرى فاخرة بالنسبة لدمية من هذا القبيل, وأكيد الفارس هاجر بحصانه إلى أوروبا أو إلى بلد خليجي ليعمل ويكفي احتياجات العروسة المزوقة, وهذا يدل على الواقع بشكل لافت للنظر وأننا تركنا البساطة, وكما يقول المثل "من رضيَ بقليله عاش".
ومن مذكرات الجبرتي نجد أن نابليون تطوع بــ300 ريال فرنسي في وقته لأجل إقامة المولد وكان يدعوا إليه كبار رجال الجيش, وكان يغرم ويقفل المحال التي لا يحضر أصحابها المولد!! أتعلمون لماذا؟؟ لأنه أيقن جيداً أنه طالما حافظ علي هذه البدع التي تلهي الناس فجيشه في مأمن... ولعلني أتوقف أمام هذه النقطة لأسأل هذا هو تفكير نابليون في أيام معدودة عند غزوه لمصر, ونحن ما شاء الله الواعدين من زمان الزمان ونحن لا نقف لحظة لنفكر في هذا, وهل نحن كلما نأكل الحلوى نتبع سنة النبي ونقدس ديننا وندافع عنه؟
ولا يُفهم من كلامي أنني أمنع بيع الحلوى, ولكن لا قيمة لها كيف نأكلها والأقصى أسير؟؟ وإن تعلل البعض أنها للأطفال فلماذا ما نراه من سفه في صناعتها وشرائها؟؟
وأترك لكم إجابة السؤال وأيضاً لماذا لم يحتفل الخلفاء بهذه الطريقة وانشغلوا بالفتح الإسلامي مع أنهم كانوا أكثر منا حباً لشخصه صلى الله علية وسلم؟؟!!!
وأخيراً آن الأوان لنعلم أن أول من ابتدع المولد النبوي كانوا العبيديون والذين نسبوا ظلماً وعدواناً إلى الفاطميين كما يذكر تاريخياً!!
لابد أن نعرف جيداً الفرق بين العادات والعبادات, وفي اعتقادي أن صناعة الحلوى في هذه الأيام هي نوع من الابتزاز الارتزاقي, وإن قيل للأطفال فأنا أعتقد أن الفاطميين عندما قيل أنهم ابتدعوها كان ذلك لأنه لا يوجد عندهم مصانع حلوى أو بالأحرى لم يتعمدوا هذا كما هو حالنا اليوم, هذا إن كان إعطاء الحلوى للأطفال أيامها علي سبيل تحبيبهم في نبيهم الخاتم وربط الحلوى بالمولد النبوي, وليس تطوعاً لإفساد الأمة وإغراقها في براثن العادات وترك الحقيقة وتربص الأعداء بنا في كل وقت وحين والتفرغ لصناعة وشراء الحلوى, وقد يغضب أحدنا لعدم شراء أهله الحلوى وينسى أن هناك أخا صغيرا فلسطينيا ذا أظافر ناعمة ينتظر الموت لعدم وجود طاقة كهربية كافية لإدارة ماكينات علاجه, وأخت في العراق ينتهك عرضها من مجموعة مرتزقة لا يعرف لهم أب من أول رئيسهم لأصغر حيوان فيهم... لم يغضب لأجل هذا مع أن بلاده هي التي تنتج الوقود وتمنعه مجموعة من اللقطاء العنصريين منه وتجعل البراءة تنتظر الموت!!!
وأترك لكم التفكير والتأمل والدعاء لعل الله يفرج عنا ما نحن فيه وفقنا الله وإياكم لما فيه صلاح الأمة.
للاطلاع:
كتاب الانحرافات العقيدية والعلمية في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين.
اقرأ أيضاً:
شهر الرسول 1 مارس 2008 / بدلا من الغضب....ردٌّ بالعقول / اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركة2 / هدف: واحد/ صفر / هاري بوتر خيال والرسول حقيقة