أرسلت مممم (20سنة، طالبة) تقول:
بالأمس كنت ألعب مع ابن أخي الصغير وبما أنها كانت آخر ساعة في نهار الجمعة قلت له: تعال أدعو لك وتدعو لي، فبدأ يدعو لي دعوات كثيرة لكن إحداها استوقفتني فبل أن أؤمن عليها، قال لي: الله يخليك روحي تقاتلي اليهود، أعادتني كلماته لأحلام طفولتي فقد كان أكبر أحلامي وأنا طفلة أن أذهب إلى فلسطين وأقاتل وأستشهد، تذكرت أحلام الرجل الآلي العملاق الذي سأخترعه ويكون مضادا للرصاص والقنابل والصواريخ ولا يقتل إلا اليهود لأنه يكتشف الخمر في دمائهم حلا لمشكلة أنهم والفلسطينيون في مكان واحد، أجده الآن حلما مضحكا لكن أجمل ما فيه الأمل الذي بلا حدود لم أكن أعرف المستحيل بل كل المستحيل ألا تتحقق أحلامي، حقا الطفولة نعمة لا يأس فيها ولا إحباط ليت لي نفسية كالأطفال لا تعرف اليأس وتحيى بالحلم والأمل، عدت للصغير لأقول: آمين بشيء من أمل الطفولة، لكن شتان بين يقين الأمس وتمني اليوم الممزوج بالكثير من اليأس.
في اليوم التالي وأنا أقلب قنوات التلفاز وصلت لقناة الأقصى التابعة لحماس فوجدت صورة الشهيد المهندس يحي عياش ومكتوب ذكرى استشهاده، توقفت أيضا وعدت للوراء لا أدري كم عدت لكن كأني أستمع لأناشيد شريط صقر الكتائب يحي عياش الآن.. يحي عياش هاالبطل لاقاني: عياش غنى والوطن مواله ما همه أهله ما همه عياله... لن يملك بيعك يا وطني في هذا العام إنسان، ياااه لازلت أتذكر الأناشيد، عدت للتلفاز لأسمعه يقول الذكرى الثانية عشرة يا الله اثنا عشر عاما كنت حينها في التاسعة تقريبا ولازلت أذكر الأحداث كأنها اليوم، انفعلت جدا عندما استشهد، كرهت الغدر والعملاء، أحببت التضحية وعشقت العبقرية التي تخدم الوطن، وعلمت أن هناك عظماء لن تقبل نفسي إلا أن تسير على خطاهم، لم أكن وقتها أحب الصلاة أو الدين بشكل عام ولكني أحببت وقتها العلم الذي جاهد به يحي عياش، ويبدوا أن لدي خلل في تحديد الأولويات منذ طفولتي فلدي في الغد امتحان وأنا أكتب هذه الكلمات!!
المهم أحسست بمعنى التربية أو العلم في الصغر كالنقش على الحجر وفرحت أن ولدي أخي الأكبر لن ينسيا الشيخ أحمد ياسين وما حكيت لهم عنه من معاني جليلة، والدليل أنه بعد مدة طويلة يقول إنشاء الله روحي تقاتلي اليهود، وقد علمتهم أنك لتقاتل اليهود ليس شرطا أن تحمل سلاحا وإنما علم وعمل وحتى نسمع كلام بابا وماما لكي يرضى الله عنا وينصرنا على اليهود، فهلا قاتلنا اليهود!!!
معلومات عن الشهيد البطل يحي عياش...
حي أنت في قلوبنا يا بطل، أنت وكل من سار على دربك .
واقرأ أيضاً:
عملية السلام العارية!! / هل تتهيأ إسرائيل لحرب جديدة؟ / لا سـلام صدقوني!! / السلام المحموم في الزمن المأزوم / مطلوب تحرير أبو مازن من مختطفيه