لكل زمان لغته ولكل عصر أسلوبه ولكل فعل ردة فعل وكل من ينطق بالحق سيقطع لسانه هذه العملة السائدة في يومنا هذا يوم الكذب والتجمل والتلون بألوان الطيف الكثيرة من الشخص الواحد، زمن الأقنعة والهمبقة أو الهرطقة السياسية والاجتماعية فقد قلبت موازين القيم وبدلت الحقائق بأكاذيب ليستسيغها صانعها وسامعها ومتابعها، كل هذا وغيره من الخرافات بل الانهيارات يعانيها أبناء شعب عانى الويلات فبات رده على الموقف بظليمة وعلى الكلمة بخنجر، فمما نعاني؟؟.
هذه الأسئلة التي لا بد أن يجيب عليها أبناء شعبنا كي يغيروا ما بأنفسهم ليساعدهم الله الجليل على التغير الأوسع، فهل نحن أبناء الأزمة؟؟ هل نحن ربيبة تناقضات الدول؟ أم نحن ضحايا الاحتلال؟ أم اختلطت علينا الأمور فبتنا نلعن من يحمدنا ونقدس من يشجبنا؟ هل نعاني رذيلة الفكر والأفكار؟ أم نبتدع أساليب الرد القاسي والتصرف الأهوج لنتمكن من محاورة الآخر ونيل الحقوق.
أي شعب بتنا؟؟ شعب فلسطين شعب السلام شعب التضحيات شعب العطاء والانتظار لعل الفرج آت هل أضل أبناءنا الطريق؟. الحقيقة أن الإجابة على كافة التساؤلات تحمل إجابة متقاربة من نعم، نحن أبناء الأزمة من عانينا على مدار ستين عام الظلم والجور من قبل قوات الاحتلال فلجأنا إلى قيادات الأمم وشعوبها ونلنا الدعم المعنوي والمادي تارة والإجحاف أخرى فبتنا في ضياع فكيف لنا استيعاب وقبول قسوة أمواج البحر تلاطمنا في الاتجاهات الأربعة وفي كل مرة نعود نجرجر أذيال الخيبة على أمل القادم وما أتى هذا المجهول القادم إلا ويحمل بؤس اكبر.
لكن كل ما عانيناه لا يفسر ولا يبرر سوء ما بات كثير منا يحمله من أفكار وتصرفات، فقد باتت ثقافة التشتت والفرقة تغزو مضاجعنا وللأسف هي دخيل رحبنا به، بات الرفاق في شقاق وما الأمر أتت الفتح ونادت حماس الطلاق، حررت غزة وفق بصر بلا بصيرة واعتبره البعض الترياق، اخترنا الهجوم فيما بيننا وفقدنا أسمى ما تمتاز به الشعوب إلا وهو الوفاق عمي الخصمين وفقد الشعب الاستنشاق.
لم الردح لنيل المدح أم أن السبيل للعلو بات باعتناق ثقافة الفضح؟ ولما لا تطال السن الرادحين أولئك الفاسدين من على خزائنهم مراقبين وكجهنم للمزيد معلنين، أين هذه الألسن عمن يعبث بأمن أبناء الشعب الفلسطيني الصحي والغذائي، أين انتم عن فساد الغذاء وشح الماء والعبث بالدواء والدمار في البناء، لما لا تطالهم السن المسئولين والإعلام كما يجب ولا شيء أغلى على الإنسان من روح الإنسان التي باتت في ملعب أشباه الاحتلال في ملعب المفسدين وبين أيدي العابثين أو في خزينة من اختاروا الثري والغناء على جثث الفقراء؟.
فلا نعتقد أن العقل يستوعب فتور ردود الفعل الفلسطينية عما يحاك ضدهم من عبث وفساد وتلاعب وضغينة يمارسها أناس دائما تخفى أسماءهم عمدا أو سهوا، وتتم التسلية بأسماء وأشخاص آخرين لا لشيء إلا لنيل سبق صحفي واهي وكاذب في حين البعد عن الحقائق الواضحة هو الأمر المعتاد.
فأين انتم من تقولون أن فلان فاسد وفلان عابث دون أدلة أين انتم عن معاقل الفساد الحقيقي أين انتم عن ممارسات البؤس والضغينة والظلم والظليمة في كثير من المؤسسات، لما يغض الطرف عن كل المظالم والتذمرات من قبل العامة وتتشبثون بما هو واهي، فقد بات إعلامنا العربي أو مرادحنا العربية تصب جل اهتمامها على هذه الراقصة وتلك المغنية وذك الأمير وابن الوزير والنية في استهداف مشاعر السفير وهنا لنتوقف نحن إعلام يحاسب على النية وعلى المشاعر نحن امة تركنا جوهر الأمور وتشبثنا في القشور نحن من اخترنا إعلاء الصوت كي نغطي على الموت.
وهنا النكتة التي نضحك أنفسنا عليها،،، فالأكيد أن غدنا مشرق آذ غدا سنبتعد عن الإشاعات وسنرى المحاكمات على الشاشات ونرى المفسدين والعابثين بمقدرات هذا الشعب ومستقبل وأرواح أبناءه متهاوين،، غدا سيحاسب من امتلك تلك المؤسسة العامة وكون من وراءها ثروة لورثته فطال عمره ليلتهم الأخرى، غدا سيحاسب ذاك اللص ولا تجدد ولايته، غدا ستعلن أسماء المفسدين ويتم النيل منهم وفق القانون، غدا سيتم إبعاد متملكي ومتملقي الفضائيات وستقدم وجوه جديدة فسيتم إراحة هذا المرهق والذي ما أن تتركه فضائية إلا واستدعته الأخرى ولنفس الموضوع لكن بأقواله المتضاربة فقد فقدَ السيطرة وأجهد، غدا الفرج غدا الحرية غدا الدولة،،،، هي الأحلام البسيطة التي يتطلع إليها أي مواطن عادي هذا المواطن الذي ينتظر الحق والحقيقة لا الزيف والتشهير والتدمير، والأكيد انه شعب لا يروق له أن تفتح الملفات وتغلق كما لو أنها قصة كليلة ودمنة أو أي كتاب أريد من فتحه إضاعة الوقت.
اقرأ أيضاً:
كيف نفهم الخلاف بين فتح وحماس؟