إن علم التوحيد هو أحد أجل العلوم وأعلاها شأنا ويتناول هذا العلم الجليل العقيدة الإسلامية وبمعنى آخر (كل ما يجب أن نؤمن به) ويعرف علم التوحيد الإيمان بأنه ((الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والحساب والقدر خيره وشره حلوه ومره)) ليس ذلك فحسب بل ويبرهن بالحجج والأدلة العقلية والأصولية على وجود الخالق وصفاته وكمالاته التي لا تتناهى ولا تعد والحكمة من إرسال الرسل وصفات الأنبياء وأولي العزم منهم (أكثرهم ابتلاء) وصفات الرسل والملائكة وبعض المعلومات عن الأصول (الكتب المقدسة) والقضاء والقدر والإشكال فيه والغيبيات (الجنة والنار وصفتهما كما ورد بالقرآن والجن....) والطوائف الإسلامية والاختلافات بينها... الخ.
ويخبرنا هذا العلم أن الجن هم مخلوقات من نار بسم الله الرحمن الرحيم (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)(الحجر:27) صدق الله العظيم، قادرة على التشكل بأشكال قبيحة وجميلة و..... فقط وذلك شأن كل الغيبيات في أن المعلومات المتاحة لبني البشر عنها قليلة وذلك يتضح في قوله تعالي في سورة الجن بسم الله الرحمن الرحيم ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا)) صدق الله العظيم... ثم يأتي الخالق بمنتهى الوضوح ليخبرنا في الآية التالية من المستثنى من القاعدة السابقة وهم ((إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا)).
وربما نكتشف في العقود القادمة كما اكتشفنا نطاقا للترددات المسموعة نطاقا مرئيا للصور والمجسمات أو الطاقات المختلفة وأريد بذلك أن أقول أن الجن خلقا موجودا ومعلوما من الدين بالضرورة (أي ثبت بالكتاب والسنة ويتعين على المؤمن الإيمان به) أما قضية تكفير منكره فمن يقول بها يستند لكونه معلوما من الدين بالضرورة تماما كإيماننا أن الصلاة ركن من أركان الإسلام.
والله أعلم