كراكيب (1): بزينيس التعليم الأمريكاني
لا أدري كم مر علي من الزمان منذ ذلك اليوم....
كل ما أدركه أن مرارة العلقم لم تفارق حلقي... وأن الدموع قد جفت في مقلتي؟!!!
أسابيع... شهور... لم أعد أعرف ..ولا يهمني أن أعرف... لم يبق لي إلا ذكريات هذا اليوم الأسود الكريه... لا تفارقني...
كنت نائمة.. أحلم أنني في بيتي... في وطني..وأن سياج الأمان يحوطني... هزني الحلم بعنف... لا لم يكن حلما... بل كابوس مريع....
وأسوأ ما فيه أنه "الحقيقة"... صحوت لأجد نفسي على قارعة الطريق... حولي أكوام من البشر... أياديها تمتد نحوي... تطوقني... تنتهكني بقسوة... تقتل براءتي...
أحاول أن أصرخ مستغيثة... لا أجد لي صوتا... ولا مغيث.... أحاول أن أميز الوجوه المحيطة بي.. إنها وجوه أعرفها... يا للكارثة... وجوه أعرف فيها سمرة شمس بلدي...
تندفع الأسئلة إلى رأسي... تكاد تفتك بها وتفجرها شظايا متناثرة.. ألف ألف سؤال ولا إجابة... كيف يحدث هذا منك يا من كنت أصدق أنك "أخي"؟!!!!...
وكنت أتصور أن الدماء التي تسري في عروقنا منبعها واحد... دماء خلطت بطهر النيل... يا ابن بلدي: لماذا سمحت لنفسك أن تنتهك حرمتي وتمزقني وتتركني أشلاءً ممزقة... يا ابن بلدي:
لماذا هنت عليك وجاءت الطعنة منك وكنت أصدق أن فيك شهامة المصري ونخوته؟
لماذا بعتني بحفنة قروش لا تسمن ولا تغني من جوع.. هاأنا ذا أمامك ألمم أطراف ثوبي الممزق...
وأحاول فعل نفس الشيء مع أشلاء روحي وجراح قلبي النازفة... كل ما أدركه أن الدماء التي تجري في عروقك فقدت طهرها وتم استبدالها بدماء أخرى لا أعرفها...
كل ما أدركه أنك لم تكن يوما جنينا في رحم الطهر الذي حملني... لا لست ابن بلدي... لا أنت ولا من حرضك أو تعاون معك أو صمت تواطؤا وتشجيعا...
أهنئكم فقد نجحتم بالفعل... نجحتم في إجهاض آخر ذرة ثقة فيكم وزرعتم مكانها شجرة كره باسقة... سأرويها بدمائي...
فلا مكان لكم بين جنبات قلبي.. ولا مكان لكم على أرضي وسمائي.
ويتبع >>>>>: كراكيب(3): إهدار وطن بحاله
واقرأ أيضا:
لفتات جَـنان: أين العنصرية في مجانين دلني عليه؟! / الثقافة الإسلامية في الكتب المدرسية الأوروبية / مقال الطب والأطباء والدواء مهزلة(1) مشاركة