إن أول ما يشغل بالنا في الحرب، أي حرب ، هو كيف نواجه عدونا، وكيف نتعامل مع رغباته فينا، ونظل نخطط لذلك طوال الوقت!!
ثم نحن لا نلتفت بأي شكل أو بأي درجة لأنفسنا، لا نهتم بأمورنا نحن، لا نهتم بأعدائنا فينا، لا نهتم بما يقلل من تأثير ما نفعله في أعداءنا أو ما نجهزه للقائهم... وقبل أن استرسل في توضيح ذلك، وحتى لا يتورط البعض في تحميل فكرتي بعض ما لا أقصده، فأود أن أؤكد منذ البداية أنني لا أقصد هنا أننا في الشرق أو حتى في الوطن العربي بيننا خونة، وهناك من يحمل لنا الضغينة في وسطنا، وكل ما يقع تحت نظرية المؤامرة الداخلية والخارجية..
ولكن كل ما قصدته هو أننا بحاجة لمواجهة أنفسنا، لفهمها، للتأكد مما لديها، نحن بالفعل في حاجة إلى "إعادة تنظيم البيت من الداخل"، وهي كلمة تنطبق شكلاً ومضموناً على الإنسان العربي الفرد، كما تنطبق على الأسرة العربية، وتتسع لتشمل العالم العربي.
نحن بحاجة إلى معرفة حقيقية بإمكاناتنا، وقدراتنا، شعوباً وأفراداً، فكل منا يملك ملا يملكه الأخر، والنجاح الحقيقي هو أن تعرف نفسك، حتى قبل أن تعرف عدوك أو على الأقل تتم معرفتك بالاثنين معاً، وعلى خط متوازي. فلكي تحارب، أو حتى تدافع لابد أن تعرف قوتك، وإمكاناتك، وطاقاتك الحالية، وتلك التي يمكن استنفارها عند الحاجة، بالإضافة إلى معرفتك بإمكانات عدوك وطاقته، واستعداداته، وربما لابد أن تخطط بناء على تصور مدروس لإمكاناته التي يمكن استنفارها لديه عند الحاجة.. وما دعاني الآن للكتابة حول هذا الموضوع تحديداً هو سؤال العديد من شبابنا - وهو السؤال المعتاد عند تعرضنا لكل أزمة والذي يتعلق بـ :
ماذا يمكن أن أفعل لنصرة لبنان؟
لا يوجد باب للجهاد، وإلا لكنت أول المتطوعين أو المقاتلين للحصول على هذه الفرصة..!
وأستسمح هؤلاء الشباب في بضع أسئلة ربما توضح لهم بعض الأمور:
1- هل تعرف قدراتك واستعداداتك وما يمكنك فعله من خلال قدراتك التي تملكها؟
2- هل تعرف شيئا عما تحتاجه البلاد في هذه الظروف؟
3- ماذا تعرف عن العدو، وما هي الأمور التي يمكن أن تؤثر في قواه، وتقلل من طغيانه؟
أعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة لدى الأغلبية العظمى من الشباب ستكون بالنفي!!!!
من هنا كانت دعوتي لمحاولة الفهم الحقيقي، والبحث عن ذواتنا، وسد ثغراتها، والتعامل مع رغباتها و... هذا.. وقد طرحت لنا أزمة لبنان، صوراً وأشكالاً متنوعة من الأدوار التي يمكن أن نفعلها في نصرة هذه الشقيقة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- مقاطعة المنتجات التي يمكن أن تؤثر على اقتصادها واقتصاد أعوانها.
2- نشر المجازر التي تصنعها الفاشية الصهيونية في المدنيين من النساء والشيوخ والأطفال.
3- التبرع المادي والعيني لمناصرة إخواننا هناك.
4- كتابة رسائل من المحمول وإرسالها لأي شخص داخل لبنان باستخدام كود البلد وإضافة أي أرقام.
5- التبرع بالوقت، وذلك عن طريق الإعلان عن دورة أو عمل والتبرع بأجره لمناصرة إخواننا هناك.
6-الدعاء، والصلاة لأجل لبنان..
هذه بعض البدائل، وهناك الكثير، اختر منها ما يتناسب مع قدراتك، واستعداداتك، وعليك أولاً بفهمها ومعرفتها.. بقي أن أشير إلى أن دعوتي ليست للأفراد فقط، ولكن للشعوب أيضاً: يا ترى هل تعرف شعوبنا العربية إمكاناتها، وقدراتها، واستعداداتها، و.... أتمنى.
اقرأ أيضًا:
ساخن من لبنان: دفقة أمل (4) / يا سلام على لبنان / وحملوها... فطارت في الهوا الإبل