نملة في المغسلة
أرسلت أميمة (21 سنة، طالبة بكلية الصيدلة، مصر) تقول:
د. قاسم؛ بداية أحب أن أحيي هذا الأسلوب الأدبي الرائع والتشبيهات الأروع في وصفك لهذا الموقف، وأحيي فيك القدرة على التأمل فكثير منا قد لا ينتبه لنملة في مغسلته ولا يأبه إ ذا ما قتلها عامداً أو غير عامد.
ذكرني مقالك هذا بموقف مشابه لي مع النمل منذ 3 سنوات.... كنت تحت ضغط كبير، وكانت أيام امتحانات والهمة بدأت تضعف والملل والسأم قد بدأ ي لوح أمامي مهدداً ومنذراً بضياع الجهود السابقة... وأنا في هذه الحال رأيت مجموعة من النمل يحملون شيئاً ما كان ثقيلاً عليهم، كانت أربعة نملات يحملنه وقد اتخذت كل منهم موقعاً معيناً بحيث يحافظ على الاتزان العام ليقاوموا الجاذبية لأنهن كن على حائط ويسرن بعكس اتجاه الجاذبية.. وفي منتصف الطريق لجحرهن بدأن في الانزلاق للأسفل ..يبدو أن وزن ما يحملونه ثقيل... المهم بدؤوا في تغيير مواقعهم ليعيدوا الاتزان لما يحملونه.
وجاءهم إمداد آخر واستمروا في المسير نحو الجحر.... تارة يمشون باستقامة وتارة يهبطون ثم يعيدون توزيع الأماكن والأدوار إلى أن أوصلوه للجحر....
لا أدري.. وقتها ظللت أتأملهم لمدة زادت على 15 دقيقة وأنا أرى أنهم طبقوا دروس العمل الجماعي وعدم اليأس وعندها كتبت شعاراً لي ألصقته أمامي..
النمل لا ييأس في الوصول لطعامه لذا فالأولى ألا تيأسي أنت في الوصل لأهدافك.
وكتبت الدروس التي استفدتها من هذا الموقف البديع وهي:
* الإصرار حتى النهاية:
وإن كنا على مشارف السقوط والفشل فلنعدل من أهدافنا وطريقة تنفيذها (كما كان النمل يغير مواقعه ليحافظ على اتزانه في مقاومة الجاذبية).
* ولنجعل أعيننا دائماً على الهدف ولنسر بخطوات ثابتة في خط مستقيم تجاهه (كما فعل النمل عندما كان هدفه الوصول بالطعام للجحر).
* ولا يجب أن ننسى أثناء قيامنا بأعمال جماعية أن الولاء للهدف المشترك يجب أن يكون أكبر من أي حسابات أخرى فإذا وحدنا نظرتنا كمجموعة نحو إنجاز الهدف فسنستطيع تقبل
الاختلافات بيننا ونتجاوز عن أي مشكلات قد تصدر وتعيقنا عن تحقيق الهدف المشترك.
من يومها وأنا أحترم هذا المخلوق الصغير الرائع الذي لا يدخر جهداً في العمل والذي يضرب أروع الأمثلة في العمل الجماعي والتفاني في العمل..
صحيح أنني أضطر لقتله أحياناً كثيرة لأني إن تركته يملأ الحجرة والشقة فسأعيش في بيت النمل، لكن هذا لا يمنع أني أحترم هذا المخلوق، وسبحان الخالق الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى..
شكرا مرة أخرى على طرحك الموضوع.
3/6/2009
حضرة الأخت أميمة حفظك الله، السلام عليكم ورحمة وبركات؛
"إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا" وهذه النملة التي شغلتكِ كما شغلتني هي من مخلوقات الباري عزّ وجلّ، وإن شد انتباهك لها هو دليل على أنك ترين وبوضوح الإنسان بكليته، وسوف تنجحين إن شاء الله في التعاطي معه، لأن الذي يرى النملة مثلك بالطبع يستطيع أن يعبد الله في عباده وخدمتهم والاعتناء بهم.
شكراً لشكركِ على مقالة "نملة في المغسلة"
وفقك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقرأ أيضاً:
لقد أكل الحملان الذئب!!! / ماء... مّــاء... مّـــاء... كهربــاء / الإنسانيّة... إلى أين؟