قبل المداولة: في فقه المخالطة2
قبل المداولة: الأستاذ علاء عبد المطلب وفقه المخالطة
الأستاذة الفاضلة؛ صفية الجفري
الحق أني استمتعت بقراءة الجزء الأخير من مقالك لعمق الأفكار فيه. والحق أيضاً أني أتفق مع معظم ما جاء به. ولكني أخشى من أن يساء فهم إحدى الجمل الواردة به وهي "أم الأمر يحتاج منا إلى فقه للمخالطة، وأن نعيد قراءة تراثنا الشرعي نصوصا وفقها، في ضوء التغيرات الجديدة"، وأعني أن يساء فهم تلك الجملة من أنصار المخالطة المفتوحة. وأتمنى لو أسمع أو أقرأ لأحد العلماء الفقهاء الثقات من أمثال العلامة يوسف القرضاوي في مثل هذا الأمر. وأدعو الأستاذ مسعود صبري للدلو برأيه في هذا الأمر وكذلك محاولة التوثيق مع د/ يوسف القرضاوي ونقل رأيه لنا في ذلك. ومرة أخرى أحييك على مقالك الجميل وأحيي الموقع ومؤسسه على هذا الحوار الراقي.
د. علاء عبد المطلب
الأخ الكريم: د. علاء عبد المطلب
جزاك الله خيرا على تواصلك، وملاحظاتك، وتأكيدك على مسالة مهمة وهي معرفة قول العلماء الثقات –أهل التخص- فيما يطرحه الكتاب من مسائل، هذه مراجعة لا بد منها، والحمد لله أن في الأمة مثلك..
وبعد، فسطوري عن إعادة قراءة التراث أنا فيها ناقلة لا مبتدعة، وستجد في كتاب (المدخل) لفضيلة المفتي الشيخ علي جمعة ما ينشرح به صدرك بإذن الله تعالى. ثم إني من ذات المدرسة التي تنتمي إليها يا سيدي الكريم، والتي لا تتجرأ على القول في الشرع بغير علم أو رجوع للعلماء الثقات، أقول ذلك تأكيدا لما تفضلت به، فكاتبة هذه السطور من المتخصصين في دراسة العلم الشرعي، وقد تعلمت من مشايخي أن لا أبادر إلى قول حتى أرجع إلى من أثق في فقهه وعلمه، وأسأل الله الثبات والسداد والقبول.
أما عن مسألة أن يساء فهم بعض العبارات، فهذه الدعوى يا سيدي لا يصح أن تكون سببا يغلق لأجله باب الحوار المتبصر، والطرح المتأمل، فإن أساء أحد ما فهم ما يطرح وضحنا له، وتعلمنا كيف نطور أسلوب خطابنا بما يجعله جليا لا لبس فيه، فإن أساء أحد بعد ذلك، فليس علينا أن نوقف بيان الحق والتباحث فيه لأجل المبطلين. والله أعلم.
أما دعوتك للشيخ القرضاوي، وأخي الكريم الأستاذ مسعود صبري، فأنا أضم صوتي إلى صوتك فيها، ففقه المخالطة يحتاج إلى مباحثة ومراجعة لصياغته بما يلائم عصرنا. وسأكتب في ذلك سطورا جديدة قريبا إن شاء الله. والله الموفق
واقرأ أيضاً:
السنة والشيعة ومفهوم الأمة الواحدة / غربة وألفة / الحزن الحر