تترامى على مسامعنا كلمات شتى بلهجات عدة وبكل النغمات واللغات، وعملية السمع تتم عن طريق الجهاز السمعي فعندما يخرج الصوت من الفم يسري في الهواء على هيئة تضاغطات وتخلخلات تلتقطها الأذن، وما تلتقطه الأذن تبعث به إلى المخ ليقوم بترجمتها وفرزها وطحنها وتفصيصها وتفصيلها لإخراج كل مضمون ومحتوى على حدة في عملية انسيابية عجيبة لا نملك إلا أن نقول عنها "سبحان الله"، ويقولون أن الكلمات التي تخرج مصحوبة بزفة من المشاعر تضرب وتر المشاعر بالمثل، ومن أجمل الكلمات التي تترامى على مسامعنا كلمة "أحبك" فلهذه الكلمة سحر خاص ومفعول قوي فماذا يحدث عند سماع هذه الكلمة الساحرة؟
أحيانا قد لا نعيرها اهتماما خصوصا إذا ما خرجت من قلب أجوف. وبالرغم من ذلك لا نستطيع تجاهلها. أما إذا خرجت كعروس تزفها المشاعر وتتراقص على نغماتها دقات القلب فهي تهز المشاعر بنفس الكيفية خاصة إذا كانت ممن نحب أن نسمعها منه.
ولكلمة أحبك أصناف وأشكال فأحبك التي يقولها أخي غير التي يقولها الطفل الصغير وإن كانت أحبك التي تخرج من الطفل هي الأصدق والأكثر براءة وتختلف أيضا عن أحبك التي يقولها الصديق وتختلف مائة وثمانين درجة عن أحبك التي يقولها الحبيب ويبقى سحر الكلمة واحد، ولننظر إلى وجه المحب عندما تلتقط أذناه هذا الإشارات المتتابعة أ ح ب ك . بعدها نلاحظ فترة وجيزة من السكون -وهو سكون أشبه بما قبل العاصفة- فتثبت حركة العين بعد أن تترسم عليها ابتسامة جميلة ثم بعد ذلك تسري الراحة على كل قسمات الوجه...
أما داخليا فتحدث دربكة عظمى فتزداد دقات القلب وتتسارع الإشارات من وإلى مركز المشاعر حاملة أسمى المعاني الأحاسيس هذا كله وأكثر منه بسبب إفراز هرمون الحب أو هرمون "الدوبامين" هرمون اللذة والإحساس الجميل وهو المسئول عن نقل الإشارات المتعلقة بالسعادة والراحة واللذة وعند رؤية الحبيب يفرز بكميات أكبر فتكون السعادة أكبر.
ومفعول هذه الكلمة يمتد لفترة طويلة ولا يقتصر مفعولها عند هذا الحد بل على المستوى النفسي تدفعنا لأداء أفضل وتبعث فينا الأمل والتفاؤل وتصبغ الكون بصبغة الجمال فنرى كل شيء جميلا حتى أنفسنا ويزداد الاعتداد بالنفس والثقة ويزداد النشاط والتركيز وتزداد المشاعر قوة وصلابة وتزداد مقاومة الجسم للأمراض ويتراجع الألم وتتقهقر كل المشاعر السلبية فلا عجب إن كان الحب إحدى وسائل العلاج النفسي والجسدي فلا تبخل على أحبابك بكل هذا وقل لمن تحب "أحبك".
واقرأ أيضاً:
الدموع: أنواع ومعاني / بين الماشين والسيارات الماشية مشاركة