تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة (8)
حديث البطانية... تعبير ومصطلح اتفق عليه كل من على المعبر ونقصد به موقف عبير أم روان من الوقوف المتعسف والغير مبرر على المعبر، فالمعبر مغلق والبوابة لا تفتح إلا لعربات الإسعاف التي تحمل المرضى الذين خرجوا من غزة جراء الحرب بعد 27 ديسمبر 2008 وتم معالجتهم ويتم ترحيلهم لغزة مرة أخرى وغير تلك الحالة لا عبور ولا مرور لكائن ما كان، وعبير شخصية فلسطينية كما يقول الكتاب فدمها حامي قوية مبادرة لا تحب الظلم ولا تتحمله وكانت تلك السيدة تعيش في كندا وحين حدثت الحرب رحلوها فأرادت العودة لبلدها لتكون بجانب أهلها في تلك المجزرة، ولكنها وجدت المعبر مغلق ورغم حملها للباسبور الأحمر الكندي ألا أنه لم ينجدها ولم يجعلها في مصاف "الكوسة" وظلت أسبوعا كاملا تعود للعريش للمبيت وتأتي في الصباح لعل الله يأذن بالعبور ولم يحدث! وكل حقائبها في الأمانات الخاصة بالمعبر ولا تتصور أنها أمانات بمعنى المكان النظيف والمؤمن عليه بحراس أو حتى مفاتيح فالأمانات على المعبر مجرد مخزن موضوع فيه كل ما يشجع الكائنات الخطرة والمقززة للمكوث فيه دون رابط لها أو ضابط؛
وكل يوم تبيع شيء مما ترتديه من ذهب لتدفع ثمن الغرفة ولأن الحقائب في الأمانات وأصحاب المخزن غير متوفرين يوميا فكانت هي وزوجها وأولادها يرتدون نفس الملابس دون تغيير طوال عشرة أيام!! فما يناموا فيه يصبحوا فيه حتى الملبس! وفي مرة من مرات فتح البوابة المغلقة دوما ذهبت للمخزن وبركلة قدم واحدة فتحته وأخرجت من إحدى الحقائب "بطانية" وقررت فرشها أما البوابة المستفزة وقالت بصوت عالي على مسمع من كل البشر أنها ستظل جالسة عليها هي وزوجها وباقي النساء وأطفالهم حتى تعبرأو فلتمر العربات من فوق جثثهم، وبالفعل ظللت جالسة أمام البوابة دون أن تسمح لعربة الإسعاف أن تمر!
وضج المكان وخرج لنا أخيرا ولأول مرة "أحد الباشاوات" وقلت في نفسي ظلمتك يا مراد كنت أشك أنك تجلس بالداخل تأكل وتشرب وتتركنا في الخارج لتقول لنا والله الأوامر "لسة ماجتش" وأضطر الباشا أن يتحدث معها ولكن دون فائدة واضطرت عربة الإسعاف الوقوف واضطروا كذلك للتحدث مع سفير فلسطين في مصر -وحضر بالفعل- وإحضار أحد رجال المخابرات العامة والكل يشاهد ولا يصدق نفسه حتى المصاب اضطر لإخراج رأسه ليشاهد ما يحدث!! ولا تأخذكم التصورات فلم تعبر أم روان ولكن بقى حديث البطانية الذي كلما دب اليأس في نفوسنا وأردنا أن نتحدث مع احد لنعرف ما الذي سيحدث معنا نغمز لها بأن تفرش البطانية....
ويتبع >>>>: تاراباتاتوووه ومدخلتش غزة 10
واقرأ أيضًا:
تاراباتاتوووو / يوميات مجنونة صايمة / من أنت؟