وجهة نظر : من يحلم بالموت سوف يموت

من يحلم بالموت في نومه والله سوف يموت، كما أن الذي لم يحلم بالموت، والله سوف يموت أيضاً (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) كل في أجله، ولن يتغير شيئ غير المزاج الذي يصاحب الحلم الذي قد يمتد لفترة ما قبل الموت (المحدد بأجل)، فلنحلم بالموت ثم نستيقظ لنحتفل بكونه حلم و فلا زالت لدينا فرصة للتوبة وتصحيج المسار.
 
كما قد نحلم بالخلود أو بالنجاة من الموت، ثم نستيقظ لنموت في النهاية... فلن يمنع حذر من قدر.
وتفسير الأحلام "من وجهة نظري" ما هو إلا ضرب من من التنجيم والتنشين أو حتى الاستنتاج والتوقع، ما لم يكن من يقوم بذلك مدعوما بوحي إلهي، أو منصوص على وصف حلمه بكلام نبوي شريف (فرؤية النبي عليه الصلاة والسلام موصوفة بكلام من النبي ذاته وهو من ينزل عليه الوحي، وهي من منظومة الإيمان بالغيب وليست على سبيل التفسير)، وكذلك ما ذكر عن تأويل الأحلام عند نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) وهو يشير بذلك إلى أمرين أحدهما هو إخبارهم بما سوف يأكلانه من طعام، والثاني هو تأويل حلميهما
 
كما أن رؤى الأنبياء وحي (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَر) فكما هو واضح فهي أمر وعلى النبي تنفيذه.
 
أما أن يحمل الحلم لصاحبه رسالة خاصة به، قد يدركها أو لا يدركها، كما قد يخطئ أو يصيب فيفهمها فذلك أمر مقبول عندي، وهو أمر يعتمد على كل شخص على حدة، ولا يمكن لشخص آخر مهما أوتي من علم – غير الوحي - أن يدركها، ولكنه يستطيع التكهن والتنجيم الذي قد يصيب وقد يخطئ، وعلى من يقوم بمحاولة التفسير أن يثبت إدراكه ودراسته لكل ذلك، لا أن يعتمد على القياس أو على الرؤية الشخصية والقدرات الذاتية على حسن العرض، فليس لأحدهم ميزة الوحي أو الاطلاع على الغيب.
 
فالتعميم غير ممكن لو وضعنا في حساباتنا التكوين الشخصي لكل فرد على حدة، وعجينة تجاربه الذاتية، والظروف النفسية والبيئية التي ينفرد بها أيضا كل شخص على حدة، بالإضافة إلى الصفات الشخصية، والتجارب الذاتية التي ينفرد بها من يقوم بالتفسير ذاته
 
كما أن "الجوعان بيحلم بسوق العيش" كما جاء في المثل...، أرجو أن لا يفهم من كلامي نفى وجود معني للأحلام، أو تأويل أو تأثر بما حدث وما سوف يحدث، ولكنني أستبعد بل وأنفي وجود من لديه القدرة على تأويل الأحلام في زماننا
 
 اقرأ أيضاً:
انتشار الخرافة انعكاس لضعف الأمم، ومعاناة الشعوب / إقالة وزير... تعني الكثير!!! / قناة السويس أم قناة أزهري؟ / معذرة.. إنها ليست غيرة على الأزهر