أنت تعرف صديقك حين يتوتر، وتعرف أمك حين ترغب في طلب منك بشكل مراوغ، وتعرف طفلك حين يقول عكس ما يشعر، وتجهل كثيرا نفسك!، فكم عاشرتها، وعاشرتك سنوات طويلة تعيها بتصرفاتك، وتعييك بمفاجأتها لك في أشد الظروف وطأة، وكلما تصورت أنك أخيرا فهمت نفسك، وتعلم تماما ما تريد، كلما زاد جهلك بها في مواقف قد تكون بسيطة بساطة مخزية!
فحين تغضب غضبا شديدا لموقف تافه، وحين تتورط في علاقة عاطفية مع زميلة لك في العمل دون مبرر حقيقي، وحين تخون صديقك الذي أكلت وشربت معه، وحين تغمض عيناك عن حق واضح أمامك، وكذلك حين تتحلى بجرأة لم تكن تتوقعها من نفسك في موقف مشتت، وحين تدمع عيناك رحمة في موقف يمر مرورا خفيفا على من حولك.
كل ذلك يقول لك أنك لا زلت لا تعرف نفسك التي بين جنبيك كما هو مفروض!، ورغم كرهي الشديد لكلمة "مفروض"؛ إلا أنها هنا هامة؛ فإن لم تعرف من أنت؟، وماذا تريد؟، ولماذا تحيى؟؛ فأنت على "كف عفريت" يفاجئك حين يرغب، وليس كما ترغب.
وطريق فهم أنفسنا ليس طريقا سهلا، وليس طريقا متشابها مع آخر، وليس طريقا يمكن ترقيعه، أو التغافل عنه حتى وإن مرت السنون؛ فستقف حتما يوما ما في عمر ما في موقف ما مناسبا لظروفك، أو غير مناسب لتعرف من أنت، وماذا تريد، وكلما زاد الهروب الآن، كلما زادت وطأة هذا الموقف أكثر!.
فلتبدأ من الآن وأنت قادرا على وعورة الطريق بدلا من السير في وعورته بأرجل لم تعد تتحمل الكثير من الجهد... ﻷني أريد مساعدتك قلت ما قلته، فلتبدأ من الآن فأنا أنتظرك لنمضي معا.
واقرأ أيضاً:
تاراباتاتووووووه / يوميات مجنونة