دووم سكرولنج أو إدمان البحث عن أخبار الموت1
• تأثير البحث عن أخبار الموت على الصحة العقلية
• إن التعرض المتكرر لصور مؤلمة حية من وسائل الإعلام يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية طويلة الأمد، ليس فقط على الصحة العقلية ولكن أيضًا على الصحة البدنية.
• كذلك فإن مثل هذا التعرض للوسائط يمكن أن يؤدي إلى استجابة إجهاد تؤدي إلى عمليات فسيولوجية مختلفة مرتبطة بزيادة المشاكل الصحية بمرور الوقت.
• وتختلف الآثار النفسية والجسدية بحسب عوامل متعددة منها العمر والخبرات الحياتية، ونوع محتوى الوسائط وكثافة التعرض لها فقد تتراوح بين أعراض نفسية عابرة إلى تأثيرات أعمق قد تستمر لفترات طويلة كشهور أو الأسوأ تلك التي تكون بسبب التعرض لمحتويات عنيفة في الإعلام تؤدي لصدمات تبدأ آثارها بالظهور بمرور الوقت، بعد سنتين إلى ثلاث سنوات.
• بطبيعة الحال هنالك فئات تكون أكثر وأسرع تعرضا للآثار السلبية لمشكلة إدمان البحث عن الموت والكوارث، وهم أولئك الذين يعانون أساساً من القلق أو الاضطرابات المرتبطة بالقلق.
• من العلامات المبكرة للتأثير العاطفي لهذا التوتر، والقلق بسبب التعرض المفرط للأخبار:
• صعوبة إنجاز المهام
• صعوبة في التركيز
• الخوف والقلق من المستقبل
• اللامبالاة والتخدير العاطفي
• الانفعال والغضب لأسباب تافهه
• الحزن والاكتئاب
• الشعور بالعجز
• الجوع الشديد / قلة الشهية
• صعوبة اتخاذ القرارات
• البكاء "بدون سبب واضح"
• الصداع أو مشاكل في المعدة أو أعراض جسدية أخرى كالإرهاق والوهن
• صعوبة النوم
• الإفراط في الشرب أو تعاطي المخدرات
• الشعور بالانسحاب والانعزال
• ومن الآثار التي قد تظهر متأخرة ما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة (الكرب التالي للرضح):
وهو اضطراب ينتج عادة عن التعرض لظروف قاسية في بيئتنا المحيطة تشكل رضحا "Trauma" أو موقف صادم، كحالة الحرب والعنف والقتل بشكل يومي بالتواجد بمكان الحدث، مشاهد لا يحتملها العقل البشري، ولكننا اليوم نتحدث عنه كنتاج للتعرض الكثيف لأخبار الحروب والكوارث من خلال تكرار مشاهدة تفاصيل الحدث مرارا وتكرارا، وعندها يدخل الشخص في دوامة إدمان البحث عن الموت وأخباره ويبحث عن المزيد.
• يخزن العقل هذه المناظر وقت رؤيتها، ولكنه غالبا لا يتعامل معها أو يحللها. فعقولنا في الأوقات العصيبة تكون في حالة تسمى وضعية البقاء على قيد الحياة وهي تسعى فقط إلى النجاة، ولا تقوم إلا بالمهام قصيرة المدى التي تساعدها على البقاء، ولكن بعد مرور الوقت وانقضاء فترة "وضعية البقاء على قيد الحياة" يبدأ الشخص بالتعرض لنوبات الهلع کردة فعل جسمانية عند بدء تحليل واستيعاب ما حدث، وقد يعيش الشخص المشاهد نفسها مرارا وتكرارا كأنه لم يرحل عنها أبدا، وتزوره هذه الأحداث المؤلمة في صورة كوابيس، وما يعرف بالرجائع الزمنية Flashbacks فيسيطر عليه شعور بالقلق والشك وتتعطل" ذاكرة الدماغ ومراكز التفكير مثل محرك الأقراص الثابتة بجهاز الكمبيوتر، مما يؤدي إلى الشعور المستمر بالتوتر الذي يبدو أنه لا يمكن إيقافه حتى يعاد ضبطه.
• إن الإدمان على تتبع أخبار الموت والدمار يسلبك عيش اللحظة الحالية، لأنه نشاط غير مدروس ليس ذا فائدة، يعطل أفكارك ومشاعرك، ويضر أيضًا بصحتك العقلية والجسدية.
• قد لا تكون مدركًا تمامًا لمدى تأثير ذلك عليك أثناء قيامك بالبحث خلال جميع هذه المقالات والصور والفيديوهات وقد لا تكون على دراية بكيفية تأثير كل هذه المعلومات السلبية على نفسك، ولكن بمجرد أن تغمض عينيك وتحاول الذهاب إلى الفراش، فإن عقلك يدور بصور رهيبة علاوة على الإجهاد اليومي.
• وإليكم بعض الاستراتيجيات لإعادة الأمر تحت السيطرة:
• الاهتمام بشيء آخر: في اللحظة التي تدرك فيها ما تفعله – توقف، أو أعد توجيه انتباهك إلى شيء آخر على الويب أو قم ببساطة بإغلاق هاتفك أو تسجيل الخروج من جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
• وضع حد زمني: على الرغم من أنه من الجيد البقاء على اطلاع، احرص على تحديد الوقت للأخبار مثلا لمدة 20- 30 دقيقة فقط من البحث.
• ابحث عن الإيجابية: شاهد شيئًا مضحكًا، أو انظر إلى صور العائلة، أو اقرأ قصة عن شيء جيد في العالم.
• درب نفسك على الامتنان: حدد الأشياء التي تكون ممتنًا لها بدلاً من الأشياء التي تحتاج إلى الخوف منها.
• الانكباب على مطالعة الأخبار السلبية يصف الحاجة القهرية لمحاولة الحصول على إجابات معيّنة عندما يسيطر الخوف على البشر لذا فإن الوعي بطبيعة هذه العادة، هو أفضل طريقة للإقلاع عنها.
• من المهم تتبع مقدار الوقت الذي نقضيه في مطالعة الأخبار السيئة، ومتى هل هو نهارا أم ليلا؟، ثم اتخاذ الخطوات المناسبة لكسر هذه العادة فكما هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً، على سبيل المثال، يُعدّ الاحتفاظ بسجلات الطعام والسعرات الحرارية، "أحد أكبر العوامل التي تُنبئ بالنجاح" بفقدان الوزن، لأنه يجعل الناس على دراية بعاداتهم الحالية. يمكن أن ينطبق الأمر نفسه على تصفّح الأخبار السلبية، لا تتجاوز سعراتك النفسية.
• توقف عن استخدام الهاتف ليلا، أو على الأقل البدء بمتابعة الأخبار السارة أيضاً، فصحيح أن ذلك لن يُبطل بعض العادات التي تشكلت عبر شهور طويلة، كالانغماس في الأخبار السيئة، إلا أن التوقف عند المحتوى الإيجابي يمكن أن يجلب لنا الشعور بالسعادة، ويجعلنا أكثر وعياً بكيفية تأثير سلوكنا عبر الإنترنت على حالتنا العاطفية.
o وإليكم كلمة أخيرة، لن تتوقف الحياة ومفاجآتها السارة والمبكية المفجعة، ولكن أنت من يتحكم أين ينظر وعن أي شيء يشيح النظر، انظر إلى ضوء الشمس وليس ظلها وتذكر أن سلوكياتك تجاه الأخبار السيئة، مثل صندوق من الأقلام الملونة التي تلون عالمك، أنت تختار، قم بتلوين صورتك باللون الرمادي دائما، وسيظل عالمك قاتما مظلما كئيبا أو حاول إضافة بعض الألوان الزاهية إلى الصورة عن طريق تضمين الدعابة، والفرح وستبدأ صورتك في الزهو.
o ولو استطعت الى السيطرة على الإدمان سبيلا، كن أنت مصدر ألوان الفرح لغيرك.
واقرأ أيضا:
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي1 / إدمان الجنس : الجنس القهري : توطئة وتقديم