العرب يتحاملون على لغتهم، وفي مقدمتهم قادتهم ورموزهم ونخبهم الذين لا ينطقون بلسان قويم، وتهلل لهم الجماهير وتمجدهم ليمعنوا بجهلهم وإهانتهم للغة الضاد.
وقد أسهم المفكرون والفلاسفة في تأكيد أن العلة في اللغة والدين، وهم يعرفون للمجتمعات البشرية لغاتها وأديانها، وما تشكت منها، وإنما أدركت أن العلم طريقها لصناعة الحياة.
ولا توجد لغة لا تستطيع التفاعل مع العلم، فكل لغة مؤهلة لتكون لغة علم، والدليل أن العديد من مجتمعات الدنيا تدرِّس العلوم المعاصرة بلغاتها.
فإذا كانت اللغات الصينية واليابانية والكورية لغات علم فكيف لا تكون العربية؟!
فالعيب في أهل اللغات لا بها!!
ذات مرة شكوتُ للمرشد السياحي أثناء زيارتي لليابان، بأني ما وجدتُ مَن يتكلم الإنكليزية، فأجابني بقوة: نحن لا نحتاج للغة أخرى، فلغتنا تصلح لكل شيئ!! وكأنه حسب سؤالي اعتداء على هويته اليابانية.
بينما مجتمعاتنا المعادية للغة الضاد، تتعلم لغات الوافدين إليها، ولا تضع شرط تعلم اللغة العربية من متطلبات العمل عندها، ولهذا تجدنا في بعض دول الأمة لا نحتاج للعربية، وعليك أن تتحدث بلغة العاملين فيها، والقادمين من كل حدب وصوب، والعجيب في الأمر، أن العديد من نخب الأمة، أصبحوا يأنفون من الكلام بلغتهم العربية، ويتحدثون ويكتبون بلغات أجنبية. ذات مرة أحد الزملاء تواصل معي قائلا بأنه يفضل التخاطب باللغة الإنكليزية، لأنه يجيد الكتابة بها أحسن من العربية، فأنكرته.
وذات مرة تكلمت فنانة بالإنكليزية وما أجادت الكلام بها، فانهالت عليها التعليقات والمقالات التي تنتقدها لأنها لا تعرف الكلام السليم بالإنكليزية، وفي حينها كتبتُ مؤيدا لها ومدافعا عنها، فهي تجيد الكلام بلغتها العربية على أحسن ما يرام، وتساءلتُ لماذا لا يهبون بوجه الذين لا يستطيعون النطق السليم بالعربية، وفي مقدمتهم أصحاب الكراسي؟
فالعرب يهينون لغتهم، وبهذا السلوك يهينون أنفسهم، ويريدون الوصول إلى غير ذلك، وهم في تهاونهم يمرحون!!
فاحترموا العربية يا عرب!!
واقرأ أيضاً:
الجاهلون بالعربية!! / الأمة والرموز المستباحة!!