تعتصر قلوبنا على ما يحدث ونقف مكتوفي الأيدي، ولم يسبق أن درس علماء النفس الحالات النفسية للقصف المتواصل للمدنيين حيث لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا، ومدى الصلابة النفسية لديهم ودور العقيدة والإيمان في التخفيف من تلك الآثار. لكن حين ينكشف الحق واضحا جليا أمام كل العالم تتعدل المفاهيم وتتغير المعادلة، إن العقلاء ومن لديهم عدل في هذا العالم نجتمع معهم في صف واحد، هؤلاء الذين اكتشفوا أن ما كانوا يظنون أنها الحقيقة ما هي إلَا تزييف وأن الدول لا تعامل بالمثل ولا تسري عليها نفس القوانين الدولية، بل بعضها تعامل على أنها أقل إنسانية!! فتلك المؤسسات -أيا كان اسمها-التي تدعي "الإنسانية" إنما تدافع عن الظلم والجور وتحمي المعتدي وتسخر له كل ما تملك ليستمر في بطشه وطغيانه.
فلسطين
إنها أرضنا فيها عاش فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وأرض داوود ويعقوب وزكريا عليهم السلام، وفيها قبلتنا الأولى وثالث حرم وهو ما كان يجب أن نشد له الرحال، وكانت في محراب بيت المقدس السيدة مريم بنت عمران. كما دفن في فلسطين بعض الصحابة، بل وبعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.... في فلسطين أشجار الزيتون، وشجرة الزيتون ليس عمرها أطول من عمر إسرائيل فحسب، بل إن شجرة الزيتون المباركة هي شجرة معمرة تعيش أكثر من ألف سنة، بعضها تعيش منذ زمن المسيح عليه السلام، فحرق الشجرة إنما هو رمزية لمن يتوحش ولا يبالي بمن لديه تاريخ.
كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى هو من يضع الأقدار، والأمل بالأجيال القادمة التي ستزرع شجر الزيتون والغرقد.
واقرأ أيضاً:
الحرب الصهيو غربية على قطاع غزة / كلماتٌ في وداع أخي الشهيد وأطفاله الشهداء