الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تطوير أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري كالتفكير والتعلم وحل المشاكل واتخاذ القرارات.
والتفاعل بين الآلات من أخطر التحديات التي ستواجه الأجيال القادمة، لأنها ستصل إلى مستويات ذكاء بعجز البشر عن الارتقاء إليها.
فعقول المخلوقات محدودة ومرهونة بالنفس ومآلاتها، وبغيرها من الظروف الذاتية والموضوعية، أما عقول الآلات المتفاعلة فمطلقة، مما يعني أنها ستتفوق على قدرات العقول البشرية، وستستحضر أفكارا ومعطيات من العسير التوافق معها واستيعابها، أي أن الآلة ستقودنا وتقرر مصيرنا.
الذكاء الاصطناعي مخلوق مادي والأحياء مخلوقات بايولوجية!!
فهل أننا نقاتل عقولنا بعقولنا؟
وهل أن أقواما قبلنا قتلوا عقولهم في هذه المعمورة الأزلية؟
من الصعب الإجابة، لكن العقود القادمات ستكشف الغطاء، وستتعرى الكثير من المفاهيم والتصورات، وسنندهش بأننا كنا نعيش في صناديق أوهام.
فالعقل يصنع آلة تنافسه وتنتصر عليه، وتحيله إلى موجود ضعيف، وكينونة خالية من القدرات الفائقة، والتطلعات الأصيلة، لأن الآلة ستسبقه بأشواط ربما تقدر بعدة قرون.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المعاصرة مذهلة، والآتيات من البرامج ستجعلنا نقف واجمين أمام قدرات الآلة على ابتكار ما لا تطيقه عقولنا.
الذكاء الاصطناعي يتفوق على قدراتنا الحالية ويجعلنا نشعر بالضعف، مقارنة بما يستحضره من معلومات فورية طازجة، وحسبنا أن نتكيف مع هذا الضخ المعرفي الفياض.
ويبدو أن الإنتاجية الفردية بأنواعها قد تضاعفت وتيسرت عما كانت عليه في سابق العقود، مما يعني بأن الثراء المعرفي والابتكاري سيتواصل بوتيرة متسارعة ومتواكبة مع تيار الفيض المعلوماتي الهادر.
فهل لنا الدخول في دنيا العقول الجديدة ونشارك في التفاعل مع مستجدات التكنولوجيا المتراكمة بقوتنا الشبابية الطالعة نحو آفاق فجر أثيل؟
و"العلم رأس مالٍ لا يفنى"!!
"وكل عزٍّ لم يؤيَّد بعلمٍ فإلى ذلٍ يصير"!!
واقرأ أيضا:
ننعى ولا نرعى!! / دموع الضاد!!