البوصلة العدوانية تقود السلوك القائم في الأرض، وتسعى لتأمين الخراب وتنامي الحروب اللازمة للدمار المطلوب، فعلينا أن نقتل بعضنا، وأن تصاب الدنيا بالحريق الفظيع، للهيمنة المزعومة والتنبؤات المشؤومة.
العالم في مأزق مروع، لأنه محكوم بالعقائد، وهذا أخطر وضع يواجه البشرية، وسيأخذها إلى جحيمات سقر، على أمل أن يتحقق للبعض الظفر.
ومن الواضح أن دول الأمة ستكون الفريسة والبضاعة في مزادات الوجيع والدمار الفتاك.
المستضعفون سيُقتلون كما يُباد الجراد، والآفات الزراعية بأنواعها، لأن البشر تحول في عرف البعض إلى آفات تناهض الحياة.
البشرية تتدحرج نحو الهاوية، والأمة صاغرة، ومتفرجة ترفع رايات السمع والطاعة، وتدين بالخنوع والتبعية واللامبالاة.
الطوفان سيكتسح الجميع، ولا عاصم من الغرق أي جبل شاهق أو صامت.
قارون يرفع سيفا من ذهب، والأرض أفواهها فاغرة، وعروقها عطشى للدماء، وتريد حصتها من الأبدان المتحركة فوقها.
نيرون أحرق روما، والبشرية تنجب نيرونات بين آونة وأخرى!!
أُرضة الفناء الوجودي تنخر جوهر الأشياء والأحياء.
العالم يتدحرج على سفوح النهايات.
الطغيان ينفجر وينتحر، فلا قادر على القوة المفلوتة إلا القوة نفسها، فهي التي ستقضي على ذاتها وموضوعها، وتغيب في غياهب المجهول.
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا يا أبناء الأمة، فأين أنتم من نداء السماء؟!!
يا ويلنا من بعضنا، بجراحنا كلماتنا، نمشي على أوهامنا، وندّعي أحلامنا، ماذا جرى يا أمتي،
ما إننا كأننا!!
واقرأ أيضا:
القوة والعلم والشعر!! / أمة العلم!!