الزواج العرفي تقديم للدراسة
الزواج العرفي في الاصطلاح الحديث: أطلق على عقد الزواج غير الموثق بوثيقة رسمية سواء أكان مكتوبا أو غير مكتوب.
عوامل انتشار الزواج العرفي:
لعل السؤال الذي يدور بذهن الجميع عن ماهية الأسباب والعوامل والدوافع التي تدعو الرجل أو المرأة إلى الزواج عرفيا على الرغم من أن لائحة ترتيب المحاكم الشرعية التي نصت في الفقرة الرابعة من المادة 99 منها على أنه (لا يسمع عند الإنكار لدعوى الزوجة أو الإقرار بها إلا إذا كانت ثابتة بوثيقة زواج رسمية عند الحوادث الواقعة من أول أغسطس سنة 1931).
والإسلام لم يأل جهداً في سبيل الترغيب في الزواج والحث عليه وذلك لأنه اللبنة الأولى في أي مجتمع، وإذا كانت الأسرة قوية مترابطة برباط المحبة والتراحم والمودة كان المجتمع قوياً صالحاً.
بيد أنه في الفترات الأخيرة، إزاء الأحوال المادية الصعبة التي يمر بها الكثير من الشباب، بالإضافة إلى التدخل التشريعي القانوني المتلاحق للأحوال الشخصية، هذا التدخل الذي وضع العديد من القيود على الزواج التي تمثلت في حق الزوجة في طلب الطلاق في الحالة التي يتزوج عليها زوجها، وذلك للضرر الواقع عليها أثر هذا الزواج الثاني، وأيضا من حق الزوجة الثانية في حالة ما إذا كانت لم تعلم بأن زوجها متزوج من قبل.
بالإضافة إلى أن القانون قد أوجب على الزوج أن يقوم بإعلان وإخطار زوجته بالزواج الثاني، وإذا أضفنا إلى ما تقدم أن القانون قد أعطى للمطلقة الحاضنة الحق في أن تستقل بمسكن الزوجية هي وطفلها، ونحن نعلم كيف يحصل الشباب على مسكن في عصر الرخاء الذي نعيش فيه..!!؟؟.
فهذه أهم القيود التي وضعها القانون أمام الشباب، وليس هذا فقط بل هناك عقبات أخرى من أهمها:
1- غلاء المهور والمبالغة في تكاليف الزواج.
2- عائق الدراسة ومحاولة الإرواء الغريزي غير المشروع.
3- ما يواجه الشباب من فتن ومغريات سواء في الشوارع أو على شاشات التلفاز.
4- قلة الأجور وانتشار البطالة.
5- غلاء المعيشة وعدم توافر المسكن الملائم الذي يحفظ للإنسان كرامته.
6- ضعف الوازع الديني، ومقاومة الدولة لكل ما هو إسلامي، والتخلص من الدعاة المخلصين الذين يحاولون الأخذ بيد أبناء الوطن والزج بهم في غياهب السجون، لا لشيء سوى أنهم دعاة إصلاح..!!
فلقد عزل الشيخ رشيد صقر عن مسجد صلاح الدين، والشيخ عمر عبد الكافي عن مسجد أسد بن الفرات بالدقي، وهو الذي كان يحضر عنده أكثر من 25 ألف شاب من بولاق وإمبابة وهي المناطق العشوائية المكتظة بالسكان – وكان يحثنا عن الدار الآخرة والجنة والنار ويصبر الشباب على ما هم فيه، فماذا فعل هل تكلم في السياسة أو قلب نظام الحكم..!!
كل هذه العوامل التي تعتبر عقبات في سبيل الزواج هي نفسها العوامل الأساسية التي جعلت الشباب يهرب من الزواج الرسمي أو الزواج الموثق إلى ما يسمى الزواج العرفي الذي يتحلل فيه الزوج من الكثير من القيود.
كما أنه توجد العديد من الدوافع في بعض الحالات:
1- مثل المكانة الأدبية العالية للزوج وخاصة إذا ما كان متزوجا من قبل أو يبغي الاقتران بمن هي دونه في المستوى الاجتماعي، وتكثر هذه الحالات بين الطبيب والممرضة والمدير والسكرتيرة والسيد والخادمة، وغيرهن من الزيجات الغير متكافئة مادياً وفكرياً واجتماعياً والتي قد تثمر في النهاية طفلا ينشأ تحت ستار الزواج السري.
2- قد يريد الزوج التزوج بأخرى ولا يريد ترك الزوجة الأولى حفاظاً على الأولاد وعلى مشاعرهم وعلى تمكينه من رعايتهم وصونه لهم.
3- العديد من الضرورات المادية التي تجعل البعض يقدم على الزواج العرفي في مثل حالات عدم الرغبة في التنازل عن المعاش للزوج أو الزوجة التي توفي زوجها ولها منه ولد يرعاها فلا تتزوج بعد زوجها إلا عرفياً، لإعفاء الابن من الدخول في الخدمة العسكرية. أو الزوجة التي ليس لها أبناء وتريد الاحتفاظ بالمعاش.
4- الزوجة المطلقة وفي حضانتها أولاد وتخشى إذا تزوجت أن تنزع حضانتهم منها فتتزوج عرفيا لتتمتع بالمسكن وأجر الحضانة ووجود لأطفال معها.
وفى هذا من الآثار التي لا يقرها الشرع عليها، منها:
1- استيلاء صاحبة المعاش أو المتمتعة بامتيازات أو حقوق من غير حقها الذي لا تستحقه بالزواج ومعلوم أن ذلك حراما، فهو أكل للأموال بالباطل.
2- في ذلك ظلم لمن يدفع هذا الحق، أو لمن ضاع عليه حق بسبب مزاحمة الزوجة له وكل ذلك حرام.
*وتعد أخطر نتيجة للزواج العرفي هي الآثار المدمرة على حياة الزوجة إذا ما اكتشفت الزواج الثاني الذي ليس فيه مبرر شرعي مقبول.
وتواجه الزوج مشكلة العدل بين الزوجات التي حث عليها الشارع الحكيم حيث قال "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"(1)" اعدلوا هو أقرب للتقوى" (2)"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" (3)
وهناك ظاهرة انتشرت بين الطبقات الفقيرة في المجتمع المصري وهى تزويج بناتهم الصغيرات إلى كهل عربي ثري –والقانون المصري لا يسمح بعقد الزواج إلا بشروط، وعادة لا تتوافر هذه الشروط في الكهل الثري – فيتزوج الفتاة القاصرة عرفياً ويقبض وليها الثمن وهي ظاهرة تثار هذه الأيام على صفحات المجلات والجرائد(4).
1- سورة النحل (90)
2- سورة المائدة (8)
3- سورة النساء(129)
4- الأهرام: بتاريخ 14/4/1995
ويتبع:............ الفارق بين الزواج العرفي والزواج السري
اقرأ ايضاً على مجانين :
محكمة الأسرة وروح القانون / نفسية المصريين : الزواج :أهم الاحتياجات العاطفية / الأبعاد النفسية للزواج ومشاكله في مصر / سر الخلافات الزوجية المتكررة