النواحي النفسية والعصبية للاضطرابات الجنسية (1)
الاضطرابات العصبية والضعف الجنسي في الإنسان:
(1) التصلب المتناثر (Multiple sclerosis):
وهو مرض له أصل وراثي ومناعي ويتميز بالتهابات الأعصاب المركزية بالمخ والنخاع الشوكي وأيضًا الأعصاب الدماغية وأهمها العصب البصري (Optic nerve) ثم يحدث فقد للغشاء المحيط بالعصب وهو المسئول عن توصيل السيال العصبي (Myelin sheath) مما يفقد العصب وظيفته.
وفى التصلب المتناثر يحدث نقص في الرغبة الجنسية وكذا الإحساس الجنسي والاستمتاع في كل من الجنسين ويقل كذلك الانتصاب عند الرجال. وتحدث هذه الاضطرابات الجنسية في 26-90% من المرضى وذلك بسبب الإصابات الباثولوجية الحادثة في المخ والنخاع الشوكي مع العلم أن زيادة النشاط الجنسي قد لوحظت في بعض المرضى الذين تمتد الإصابة بهم إلى الفص الأمامي والجانبي للمخ (Frontal and parietal lobes).
(2) مرض السكر (Diabetes Mellitus):
ويصحب مرض السكر نقص في الانتصاب ملحوظ والى حد ما تحدث اضطرابات في القذف عند الرجال. وتنتج هذه الاضطرابات من حدوث إصابات للأعصاب الطرفية للجهاز العصبي اللاإرادي. أما في الأنثى فيحدث نقص في إفراز السوائل الجنسية المرطبة وخصوصًا في مرض السكر المعتمد على الأنسولين (Insulin dependent Diabetes Mellitus).
(3) إصابات النخاع الشوكي (Spinal cord lesions):
وهو واحد من أهم الأسباب المؤدية إلى الاضطرابات الجنسية عند الرجال.
ففي إصابات النخاع الشوكي العنقية والصدرية العلوية تتأثر وظائف القذف أكثر. وعلى حسب المستوى فإن الانتصاب القائم على رد الفعل العصبي قد يبقى سليمًا عقب الإثارة الموضعية أو النفسية ويحدث هذا في الإصابات الهرمية الكاملة (Complete pyramidal lesions) وخصوصًا في الرجال المصابين بالمنطقة العنقية.
وقد يبقى الانتصاب كرد فعل لمؤثرات نفسية سليمًا مع حالات الإصابة تحت القطعة الشوكية التاسعة من النخاع الشوكي الصدري.
أما في الأنثى فإن الإفرازات الجنسية المرطبة تختفي بينما تبقى القدرة على الإنجاب سليمة.
(4) مرض الصرع (Epilepsy):
وتحدث الاضطرابات الجنسية في مرض الصرع إما في أثناء النوبات الصرعية أو فيما بينها على هيئة عواطف وأحاسيس جنسية خاطئة في مناطق الأعضاء التناسلية أو قد يحدث التجوال الجنسي (Sexual automatism) وخصوصًا في نوبات الصرع من النوع المعقد نوعا (Partial complex seizer) وذلك عندما تمتد البؤرة الصرعية إلى الفص الصدغي للمخ (Temporal lobe).
وفي مرض الصرع فإن الاضطرابات الجنسية ما بين النوبات الصرعية هي الأكثر شيوعًا. ورغم أن الشذوذ الجنسي أو زيادة النشاط الجنسي قد يحدث في بعض المرضى إلا أن الضعف الجنسي هو الأغلب. ويفسر بعض العلماء ذلك الضعف الجنسي في مرض الصرع أن مضادات الصرع وخصوصًا الكاربامازيبين (Carbamazepine) ترتبط بهرمون الذكورة في الدم وتقلل من نشاطه كثيرًا وهكذا تقل الرغبة الجنسية.
والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان هذا هو السبب فى الضعف الجنسي, فلماذا لا تتحسن الأعراض عندما يتناول المرضى هرمونات الذكورة كعلاج للضعف الجنسي؟.
(5) الشلل الرعاش (Parkinsonism):
نلاحظ زيادة في النشاط الجنسي على مرضى الشلل الرعاش ويعزى ذلك إلى تناولهم أدوية ترفع من نشاط الدوبامين بالمخ مثل سينيمت (Sinemet).
(6) السكتة الدماغية (Cerebral stroke):
تؤدي السكتة الدماغية إلى ضعف النشاط الجنسي لأسباب كثيرة منها الأدوية المخفضة للضغط, نقص تفاعل الشريك الآخر, عدم القدرة على الحركة وقد يكون السبب هو تأثر بعض المناطق بالمخ بسبب نقص الإمداد الدموي لها.
(7) حوادث الرأس (Head trauma):
وقد تؤدي إلى إصابة بعض المناطق بالمخ وعلى ذلك تؤدي إلى ضعف النشاط الجنسي إلا أن بعض الإصابات في منطقة الفص الصدغي للمخ قد تؤدي إلى زيادة النشاط الجنسي. وقد يحدث الضعف الجنسي في حوادث الرأس بسبب إصابة المسار الهرموني الممتد ما بين الغدة النخامية وتحت المهاد (Hypothalamo-Pituitary axis).
(8) خبل الشيخوخة (Dementia):
ويؤدي هذا المرض إلى ضعف الانتصاب إلا أنه قد يؤدي إلى زيادة النشاط الجنسي كنوع من الاضطرابات السلوكية المصاحبة لهذا المرض.
ويتبع>>>>>>>: النواحي النفسية والعصبية للاضطرابات الجنسية (3)
واقرأ أيضًا:
جنسي زواجيMarital Sexual Problems خلل وظيفي / جنسي زواجي Marital Sexual Problems برود جنسي / جنسي زواجي تثقيفي Educational Cognitive Marital / نفسجنسي تثقيفي Educational Cognitive Sexual