أ.ب مساندة نفسية هيا نتعلم (2)
أ ب مساندة نفسية هيا نتعلم(1)
سوف نحاول من خلال عدد من المقالات وضع تحديد لما يحدث داخل جلسات المساندة النفسية للمتضررين من الكوارث والحروب والأزمات، في محاولة منا إلى توسيع فكر المساندة النفسية، سواء من قبل المتخصصين في المجالات النفسية أو حتى من المتطوعين من أفراد الشعب من المجالات المهنية المختلفة...
وسوف نبدأ في مقالنا هذا بتناول فكرة المساندة النفسية، وكيف يتم تطبيقها عملياً في الجلسات التي تجرى بالمتضررين..
أولاً: لابد أن نعرف الهدف من المساندة النفسية ، حتى نحدد آليات تحقيق هذا الهدف.
فالهدف العام والأساسي من جلسات المساندة النفسية إنما هو:
مساعدة الأفراد على التخلص مما خلفته الكارثة أو الأزمة التي مروا بها، بحيث لا تترك لدى الفرد اضطرابات نفسية تعيق الشخصية، وتعيق قدرة هذه الشخصية على إعادة الاندماج في المجتمع، والقيام بدورها المنوط بها..
ولتحقيق ذلك، فإن هناك عددا من المهام تلك التي يقوم بها القائم بالمساندة النفسية، وهى:
1- توصيل معلومة هامة للمتضرر تتمثل في كوننا معه، ومهتمون بشأنه، وذلك باستخدام كافة الوسائل من لغة منطوقة ولغة غير منطوقة، بحيث يصل له هذا الإحساس، بأن هناك من يهمه أمره، وهناك من سعى إليه دون معرفة سابقة به، أو حتى دون النظر إلى أجر من أي نوع، فالهدف التواجد معه، فقط لمجرد كونه إنسان بغض النظر عن انتماءاته الثقافية أو الدينية أو الاجتماعية أو الاقتصادية. ويعد نجاح هذه المرحلة، بمثابة بوابة لتحقيق المراحل التالية، التي تقوم عليها المساندة النفسية..
2- محاولة دفعه للتحدث حول ما تعرض له أو رآه، بالطريقة التي يحبها، وحثه على هذا التعبير، دون محاولة لإيقافه عن ذلك، مهما تخلل هذا بكاءً أو حركات ثائرة يعبر بها عن مدى غضبه ورفضه، الذي قد يشملك أنت أيضاً، فقد تستمع منه إلى كلمات مثل: "أين كنت أنت وغيرك وقتما كنت أنا وأسرتي في المشكلة "أو" عملت إيه أنت وغيرك عشان تنقذونا"بالإضافة إلى ظهور بعض الاتهامات الموجهة لك بأنك أتيت بعد أن عادت الأمور لمسارها الطبيعي.... بالطبع عليك تقبل كل هذا، ومساعدته على إخراجه، حتى يهدأ .
3- محاولة التعرف على حالته وتشخيصها إن أمكنك ذلك (بالنسبة لغير المتخصصين في مجالات الصحة النفسية) ويتطلب منك ذلك أن تكون على دراية بأمرين:
الأمر الأول: ويتعلق بدرايتك بأعراض الاضطرابات المختلفة طبقاً للتصنيف الدولي لها، فلكل مجموعة من الأعراض فئة مرضية تنتمي لها، ويختلف التعامل مع أصحاب كل فئة عن الأخرى.
الأمر الثاني: ويتعلق بدرايتك بأعراض الحالة التي تجلس معها، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال ملاحظتك له، والبحث عن ما يوجد لديه من أعراض بطريقة مناسبة، حيث قد لا تظهر بعض الأعراض واضحة إلا بالسؤال عنها، مثل النوم مثلاً، وما ينتابه فيه، من كوابيس أو تكرار لما حدث أو أرق أو....
وبالطبع تختلف طريقة التوصل لهذه الأعراض من الكبير للصغير، وهو ما أشرت إلى وسائله في مقالي السابق "المساندة النفسية في الحروب والكوارث"..
4- التعامل العلاجي مع الحالة بما يتناسب معها، وفى هذا لابد منك أن تحترم قدرتك على ذلك، وألا تسعى للتجريب أو اختبار قدراتك أو من باب المحاولة، فقد تضر إنسانا أشد الضرر إن أنت دخلت معه في محاولة علاجية أو حتى إرشادية، وقدراتك العلمية أو المهنية لا تسمح لك بذلك..
وحين يحدث ذلك، حين تكون حالة المتضرر فوق قدرتك على التعامل معها، فإن دورك المهم هنا إنما هو تحويل الحالة إلى مختص، مع كتابة تقرير منك حول حالته، وما توصلت إليه حتى لا يبدأ هذا المتخصص من نقطة البداية، وهو ما قد يؤخر خدمة علاجية يمكن أن تسرع من علاجه وإعادة اندماجه مرة أخرى.
كانت هذه هي المحاضرة الأولى، وسوف نتناول فيما بعد تفاصيل تحقيق ما تناولناه هنا..
ويتبع ...........: أ.ب مساندة نفسية هيا نتعلم (3)
*اقرأ أيضا:
شكرا منظمة الصحة وفي انتظار المزيد / تخيا كوريا الشمالية: يحيا حزب الله / اغتيال الحرية: لبنان عروس العرب / رسائل فك الحصار 24 /7 /2006 .