السلام عليكم؛
هذا المقال هو تغطية لجلسة الدكتور أحمد عبد الله مع فريق موقع عشرينات:
يقولون عن الطبيب النفسي أنه صديق جيد ومستمع رائع.. إلا أن عيبه الخطير أنه يأخذ "فلوس"ليفعل ذلك..!! عن نفسي أكره هذا العيب جدا.. لكني أعترف لأي طبيب نفسي بمميزاته الرائعة.. الصديق الجيد.. والمستمع الرائع.. هذه المرة زادت الصفات الجيدة لتشمل أشياءا جديدة غير تلك التي بدأت بها كلامي.. أب حنون.. وشاب منطلق.. وصاحب تجربة علمته أن شابا صغيرا .. يستطيع أن يفعل الكثير..!!
أتحدث عن الدكتور أحمد عبد الله المدرس بجامعة الزقازيق ومستشار صفحة مشاكل وحلول بشبكة إسلام أون لاين والمتخصص في الطب النفسي..
استضفنا الدكتور أحمد في ندوة عشرينات واستمعنا له لساعتين كاملتين دون أن يتسرب إلينا الملل أو نزهق من نصائحه المتكررة كعادة الدكاترة..!!
تحدث معنا كثيرا عن نشأته وطفولته وعن تجربة الحياة في السعودية والدراسة بها في سنوات حياته الأولى.. ثم قفز معنا ليصبح وهو ابن عشرين عاما أمين اتحاد طلاب جامعة القاهرة بعد أن التحق بها ليدرس الطب ومن بعدها يدرس الطب النفسي..!!
الدكتور أحمد يقر أنها فترة هامة في حياته وتجربة فريدة إفادته كثيرا وساهمت في تكوين أفكاره ومعتقداته ونظرته للحياة..!!
السؤال الذي قفز إلي زهني وقتها وخرج مني دون وعي.. دكتور.. يعني إيه تكوين يا دكتور..؟؟
ومن هذا السؤال فتح الدكتور في الكلام الذي لم أكن أتخيل أنه سيؤثر في لهذه الدرجة..
التكوين التكوين التكوين
أتكلم مع كل الناس.. خليك قادر علي الحوار.. خلي بابك مفتوح لكل الناس.. اسمعهم.. يمكن وأكيد ستستفيد..!!
الحوار.. نصيحة الدكتور الأولى والتي توقف أمامها طويلا ليحكي عن فوائده أثره..!! وفي جمل خاطفة ركز الدكتور علي القراءة والكتابة والتي يعتبرها خطوات هامة جدا لتكوين أي شخص.. أقرأ حتى تعرف كيف كان يفكر الكاتب وأكتب حتى يعلم من حولك كيف تفكر أنت وحتى تصبح قادرا علي التعبير..!!
الدكتور أحمد يعتبر السفر أيضا عامل مهم من عوامل التكوين.. والفن كذلك.. والعمل لصالح الناس.. وحب الناس كذلك.. والعلاقة الروحانية مع الله... كل هذا يعتبره هاما لكنه توقف كثيرا عند التفكير... نعم التفكير في كل شيء حولك.. وفي كل شيء من الأشياء السابقة.. في الفن والسفر التفكير في الله.. التفكير لأجل التفكير.. فقط اجعل عقلك يتحرك.. حتى لا يصيبه العطب..!! سألت الدكتور.. ألا تري معي أن هذه الأشياء تخلق إنسانا مشتتا بين مائة قالب.. فنان لفترة ورحال "شوية" وكاتب "مفيش مانع" ومحاور جيد.. إذن.. أنت مين يادكتور..؟!!
إنسان.. يبحث عن الحقيقة.. ربما يجدها.. لكنه مازال يستمتع بالبحث عنها.. ولماذا أكون شيء واحد.. لماذا أضع نفسي في قالب يحرمني من أن أفعل أشياء أخري قد تكون نافعة للناس ولنفسي.. أرفض فكرة القوالب.. وأتعصب في رفضها..حين تقيمني.. قيم أفكاري.. وأحلامي وأعمالي.. لا تقيم اسمي ولا شكلي ولا حتى اسم التيار الذي أنتمي له..!!
هذه العناصر التي طرحها الدكتور أحمد لتكوين الشخصية الإنسانية أثارت نقاش حول طبيعة الشعب المصري التي تميل لوضع الناس في قوالب معينه أو أنماط محدده فمثلا اليسارى يسارى وباقي الناس على خطأ، والفاسق فاسق و مستحيل أن يتحول لإنسان محترم، والمتدين متدين وكل شيء عنده حرام لدرجة أن أحد الناس لو وجد شخص متدين يضحك أو "يهزر" مع صديق له مستنكراً عليه ذلك........ وهكذا.
وكان رأى الدكتور أحمد أن حالة الوسطية أو الإنسان المستنير الذي يستطيع أن يخلق لنفسه حالة خاصة بعيش فيها سوف يستنكرها الناس في البداية ولكنهم سرعان ما يعتادون عليها ويؤمنون بأنها السبيل الوحيد لخلق مجتمع دون كراهية أو فئات متناحرة.
هذا هو الدكتور أحمد عبد الله..بأحلامه وآماله وفكره..
دكتور نفسي.. هو كما يقولون عن أبناء مهنته.. صديق جيد ومستمع رائع ..لكنه لم يأخذ مننا فلوس.. بل أخذ منا عقولنا الراكدة وأعطانا عقول جديدة.. تفكر في أن تكون أفضل
واقرأ أيضاً:
أسبوع في مصر المحروسة: زمن القاهرة / كوردستان العراق / فتوى بتحريم التماثيل الكاملة