يقولون أن الخيانة قد انتشرت، وتطالعنا عناوين الصحف عن الخائنات وأنواع وحوادث وملابسات سقوطهن وضبطهن .
والحكاية دائما تبدأ بزوجة غبية لا تعرف كيف يكون حسن التبعل لزوجها !!
لم يعلمها أحد شيئا عن هذا، فتظنه ملبسا نظيفا، أو كلمات مجاملة بلاستيكية، أو متعة جنسية عابرة !!!
تبذل محاولات لإرضاء زوجها كما تتصور أنه يرضى، ولو علمها أحد، ولو انتبهت هي لحالها وما ومن حولها لعلمت أن إرضاء الرجل أسهل مما تتصور وتحاول، ولكنه الغباء والجهل، وقد يتوازى مع هذا أو يترتب عليه رجل مثلها لم يعلمه أحد كيف يكون زوجا وأبا، وبدلا من أن يعترف بالجهل والنقص، ويتعلما معا، يهجرها بحثا عمن تفهم، وتخون هي !!!
المرأة العربية كارثة تسير على قدمين، فهي لا تعرف ما هي، ولا ماذا تريد بالضبط !! وهي تتخبط وتتقلب، وتحسب نفسها تنضج وتتطور حين تتعلم استخدام الكمبيوتر والمحمول، أو حين تخرج للعمل فتتشوش أكثر في علاقتها بالرجال وبالحياة، وهي مترددة طوال عمرها تريد أن تكون محافظة ومتفتحة، متمسكة بالدين ومعاصرة في نفس الوقت، ورفاق السوء مثل وساوس المرض يصبون في آذانها ما يلخبطها أكثر، فتعدو كما فعلت "هاجر" بين الصفا والمروة "جيئة وذهابا" كلما وصلت إلى نقطة ظنت الماء في الطرف الآخر فهبطت تسعى إليه، وأزمتها مع الرجل أنها تريد أن تستقل عنه ولا تحتاج إليه، وفي نفس الوقت هي تنظر إليه وتنتظره، وتحاسبه على ما لا يفعل، وتعتبر نفسها وعملها وأخطاءها – حين تخطيء– من حصاد أفعاله هو !!!
ومن يتزوج من امرأة عربية ينبغي أن يكون أمهر من كل الأطباء النفسانيين ليفهم هذا كله ويتفهمه، ويستوعبه ويرتفع فوقه لأن الضلع الذي خلقه الله أعوجا قد ازداد عوجا والتفافا وتعقيدا، وصار لا يملك لنفسه إصلاحا، ولا لغيره عونا، وليس لديه سوى العجز أو قلة الحيلة أو التخبط، وقليل من العطاء .
المرأة العربية هائمة على وجهها تبحث عن هوية وسط المتناقضات التي نعيشها، وتبحث عن قضية، وتبحث عن صورة ترسمها لنفسها غير الصورة التي أمعنت كل الخطابات في نقدها، صورة المرأة : -الأنثى، الزوجة،، الأم، الإنسان بتوازن، وحواء العربية حائرة تدور حول نفسها، ثم تسقط من الإعياء، ثم تقوم وتستأنف، لا ترحم نفسها، ولا يرحمها أحد
وآفة الرجل العربي المعاصر أنه يصدق زوجته أو أخته أو زميلته، يظنها فعلا ملتزمة حين ترتدي العباءة، أو متحررة حين تقول ذلك، أو مستقلة عندما يبدو منها هذا، وهي مجرد متقلبة بين الأدوار .
يظنها قوية حين تستفزه، أو حرة حين تشاركه، أو مسئولة حين تطلب مساحة أكبر من الحركة والفعل!!! آفة الرجل العربي أنه يتعامل مع حواء العربية بجدية فيحاسبها على تقصيرها، ويرصد تناقضاتها وتخبطها، وينتقد تشوشها أو عجزها مثلما ينتقد صديقه!!!
والنتيجة أن كلمة النقد أو اللوم تجرحها، لأنها لا ترى نفسها إلا مقدسة فعلا، ولا ترى غير معاركها ومحاولتها المضنية للتوفيق بين رغباتها التي لا تعرفها بوضوح، وما تتصوره عن طلبات من حولها داخل وخارج الأسرة، الحديث عن التقصير يوجع المرأة، ربما لأنها تعرف أنها مقصرة، وربما لأنها أصلا لا تحب النقد، وربما لأنها تشعر دائما أنها بذلت كل ما في وسعها، ومن هذه الأوجاع التي تتراكم في نفس حواء العربية نتيجة لصمت زوجها حين يصمت أو انفجاره بالسخط حين ينفجر، ولأنها لا تعرف كيف تتصرف في مثل هذا الوضع، في هذا السياق غالبا تنشأ الخيانة بحثا عن كلمة حلوة، عن قربان – ولو بسيط – على مذبح القداسة المدعاة واحة وسط لهاث الركض والضغوط.
بحثا عن طرف لا يضغط ولا يلوم ولا يحاسب ولا يعترض، فقط يغازل ويمتدح، ويسرف في تدليك الذات المتعبة الطموح، وهو يفعل ذلك مقابل ما يظفر به منها بالمقابل، وهي تجزل العطاء لأن عطاءه لذيذ، ولو كان خداعا وخيانة !!!
والشيطان موجود يقلب الحقائق، ويوسوس في الآذان التي يزعجها النقد والزن والتكرار والقاسي من الكلام، والمرأة هي كما هي، كما تريد وتختار، وكما تكون رغم القناع، والقشور الخارجية: ضعيفة، كلمة توديها، وكلمة تجيبها، وهي لا تعترف بهذا، فقط تعيشه!!!!
ويتبع : ............. على باب الله: في الخيانة مشاركة
اقرأ أيضاً:
على باب الله: أن تبوح صادقاً / لماذا يحب المصريون باولو كويلو / يوميات أب مصري (مثكف)
التعليق: أعتقد يا دكتور أحمد أن الرجل الشرقي متخبط أيضا فهو محتار إما يكون سي السيد وإما يكون الرجل المعاصر المتمدين مثل الغرب لذلك رجال هذا الزمن فقدوا هويتهم ولذلك النساء حائرات بين أنوثتهن التي لن تجد لها سي السيد وبين الحياة العملية لأنها لن تجد الرجل المتمدين الذي يتفهمها
العيب ليس عيب النساء العيب في الرجل الشرقي فاقد الهويه الذي لا يعرف كيف يعامل المرأة وةكيف يعززها فلا تحتاج لسواه