حادث "عزبة شمس الدين"
الأهرام ـ السبت 31 ديسمبر 2005 ـ الصفحة الأولى
كشف لغز مذبحه بني مزار ـ الجاني مريض نفسيا ارتكب المجزرة بصورة هستيرية
توصلت أجهزه الأمن إلى معلومات محددة ودقيقة من شأنها كشف الغموض الذي أحاط بمذبحة عزبة شمس الدين ببني مزار بالمنيا، وتشير المعلومات التي حصل عليها المحرر القضائي للأهرام إلى أن مرتكب المجزرة شخص مريض نفسيا، وهو من سكان البلدة، وأقدم على جريمته الوحشية بدوافع هستيرية في تنفيذ الجريمة، والتمثيل بجثث الضحايا العشرة، خاصة الأطفال منهم بطريقة بشعة، واستئصال أعضائهم وأخذها معه.
ومن المنتظر أن تعلن وزاره الداخلية خلال الساعات المقبلة تفاصيل المذبحة وسيناريو تنفيذها، وفقا لاعترافات الجاني التفصيلية، بعد جمع الأدلة والقرائن المؤكدة على ارتكابه للجريمة ومتابعة من السيد حبيب العادلي وزير الداخلية.
وكانت عمليات الفحص الفني للطب الشرعي والمعمل الجنائي لآثار المذبحة وتشريح جثث الضحايا قد أكدت وحده الأداة المستخدمة في الجريمة البشعة وتماثل طريقة القتل والإصابات التي لحقت بالقتلى وتماثل أسلوب دخول المنازل الثلاثة للضحايا الذين تم اختيارهم بطريقة عشوائية إجرامية.
كما أشارت المعاينات إلى أن السفاح باغت الضحايا في أثناء نومهم بطريقة فجائية، ولم يكن أمامهم فرصة للاستغاثة أو السيطرة على القاتل المتوحش الذي راح يمثل بجثث قتلاه بطريقة عبثية وحشية حيث تبين ذبح جميع الضحايا من الرقبة باستخدام آلة حادة بطريقة واحدة وشق بطونهم بالأداة نفسها، ثم الضرب بعنف على مؤخرة الرأس من خلال سنجة أو ساطور، فضلا عن استئصال أعضاء الذكورة بطريقة متماثلة، والعبث بالأعضاء التناسلية للسيدات.
وكانت أجهزة الأمن في إطار بحثها المكثف عن الجاني وكشف لغز المذبحة قد استجوبت عدد كبيرا من أهالي البلدة وأقارب الضحايا في سباق مع الزمن للوصول إلى المجرم، ومن خلال جمع الأدلة والمعلومات تم التوصل إلى تحديد شخصية مرتكب المجزرة والذي لم يرحم حتى الطفلة الرضيعة، كما أوضحت المعلومات عدم وجود عنف في اقتحام القاتل لمنازل ضحاياه بل دخل بطريقة عادية مما يرجح أنه شخص معروف للقتلى، وقد سادت حالة من الذعر والرعب سكان البلدة حتى أن بعضهم لم يبت ليلتها في منازلهم خوفا من تعرضهم لمذبحة جديدة.
بني مزار ـ محمد شمروخ ـ قبل مرور يومين على وقوع مذبحة بني مزار البشعة.. كشفت أجهزة الأمن الغموض الذي أحاط بالجريمة حيث توصلت لمعلومات تفيد بأن الجاني مختل عقليا ومن أبناء القرية وأنه ارتكب المذبحة بدوافع هستيرية، ومن المقرر أن تعلن وزارة الداخلية التفاصيل الكاملة للجريمة خلال الساعات القادمة.
وكانت قرية شمس الدين بالمنيا قد فوجئت بتفاصيل المذبحة المروعة في الوقت الذي كان يلملم فيه العام المنصرم صفحاته استعدادا للرحيل. وراح ضحية المذبحة10 أشخاص من ثلاث أسر مختلفة عثر عليهم أهالي قرية شمس الدين جثثا ممزقة داخل منازلهم صباح أمس الأول. شكلت تفاصيل الجريمة الدامية خيوطا متشابكة من الألغاز حيرت الجميع حول الدافع وراء ارتكابها بالتزامن في التوقيت بل وبنفس التفاصيل.و رجحت المعلومات الأولية أن يكون الانتقام هو الدافع وراء المذبحة، ولكن بوجود الأهرام على الأرض التي شهدت أحداث المجزرة كانت هناك تكهنات قوية سادت أجواء القرية في أن يكون مرتكب المذبحة مريضا نفسيا أو مختلا عقليا وهذا ما أكدته المعلومات فيما بعد.
عزبة شمس الدين تبعد عن مدينة بني مزار شمال مدينة المنيا ما يقرب من خمسة كيلو مترات ولها نفس معالم القرية المصرية التقليدية حيث المنازل الريفية المتلاصقة والشوارع الضيقة والمزارع المترامية، أما عن الشارع الذي شهد الفاجعة فهو يبدو واسعا نسبيا يسمى داير الناحية ويطلقون عليه أحيانا شارع الجسر. وبطبيعة الحال ليس للمنازل أرقام، وعند منتصف الشارع تقريبا يقع أول المنازل المنكوبة وهو منزل المزارع سيد محمود عبده، وهو مكون من طابقين ويتخذ شكل الطراز الريفي القديم، وداخله دارت أولى حلقات مسلسل الرعب الثلاثي، فقبل دقائق من الحادث كان يرقد صاحبه وبجواره زوجته صباح على عبد الوهاب وغير بعيد عنهما طفلهما أحمد8 سنوات وفاطمة7 سنوات، والوضع الذي عثر فيه على الجثث الأربع يشير إلى أن الجاني قد اغتال أرواحهم وهم نيام.
ونترك منزلين وندخل المنزل الذي يليهما; لنجد تفاصيل الجريمة الثانية التي راح ضحيتها المحامي الشاب طه عبد الحميد محمد28 سنة ووالدته وفي الغالب كانا أيضا خالدين في النوم وقت ارتكاب الحادث حتى أن بقع دمائهما تناثرت على الوسائد والأرض وتركها الجاني ليختتم جرائمه البشعة في منزل غير بعيد عن المنزلين السابقين على الجانب الآخر من الشارع مستخدما نفس الأداة والأسلوب السابقين في قتل صاحب المنزل وهو المدرس يحيي أحمد أبو بكر البالغ من العمر ( 48 عاما) وزوجته بثينة علي محمد (35 سنة) وطفلتهما أسماء ذات العشرة أعوام ولأن الجاني تملكته الرغبة الجامحة في سفك الدماء امتدت يداه الآثمة إلى الطفل الرضيع محمود الذي لم يكمل شهوره الثلاثة فلم يكتف بكتم أنفاسه بل ذبحه بنفس الطريقة الشنعاء.
الك لمات لا تكفي لوصف ما حدث في واحدة من أكثر الجرائم بشاعة فالقتلى العشرة ذبحوا باستخدام السكاكين وكان أسلوب الذبح من الرقبة بجرح قطعي ممتد يبدأ من منتصف الرقبة ويمتد إلى أسفل الأذن. وبنفس الطريقة لكل الضحايا العشر وحتى الأطفال، وتزداد الوحشية فيقوم الجاني بالتمثيل بجثث ضحاياهم في غاية من الانحطاط عندما انتزع الجاني الأعضاء التناسلية للقتلى حتى الأطفال.
ومهما كان الوصف مريرا فالواقع أكثر مرارة وفزعا، ثم يأتي بعد ذلك تصرف غريب فقد قام الجاني بذبح بعض من طيور الحمام وألقاها بجوار الجثث لتختلط دماؤها بدماء الضحايا حتى ترك الجاني أماكن جريمته في الظلام وترك وراءه لغزا كبيرا والعديد من الأسئلة الحائرة. أول ما وضع على مائدة البحث أمام رجال المباحث كان محاولة التوصل إلى دوافع الجريمة، فلا توجد أية دلائل تشير إلى تلك الدوافع، فلا هي للسرقة ولا خلافات بين الضحايا وبين أي أحد، بل لا يوجد أي عامل مشترك بين المجني عليهم سوى أنهم أبناء قرية واحدة وشارع واحد.
وأكدت تحريات المباحث الجنائية وأقوال الأهالي أنه ليس في حياة أي من المجني عليهم خصومة أو عداء بالإضافة إلى أن هذه القرية معروف عن أهلها الوداعة ولا توجد بينهم صراعات ثأرية من أي نوع وبدأت الخيوط تزداد تشابكا وتعقيدا وتغوص في ظلمة من الغموض حسب تعبير أحد ضباط البحث الجنائي أن الجريمة بدأت متخذة شكل اللغز ولم يبق سوى أن نجد الحل لدى الجاني عند القبض عليه.
لغز الحذاء المجهول
أثناء معاينة رجال المباحث لأماكن الحادث وبجوار جدار المنزل الثاني عثر على فردة حذاء تبدو جديدة ملقاة بالقرب من محول كهرباء فالتقطها رجال المباحث، حيث بدا وجودها غريبا وليس هناك ما يدعو إلى إلقائها، فلم تكن بالية وقد تم تحريزها.
وعلى جانب آخر سادت شائعات متوقعة في مثل هذه الأجواء الريفية بين أهالي العزبة، فهم يتحدثون عن الجن الذي قتل هؤلاء الأبرياء، فهم لم يجدوا أي تفسير منطقي لهذه الفاجعة التي ألمت بهم ولا يصدقون أن آدميا يمكن أن يرتكب هذه الجريمة البشعة، فهم أمام سؤال محير في مواجهة جريمة غامضة ألا وهو.. كيف يمكن أن يرتكب إنسان ثلاث جرائم قتل في3 منازل مختلفة، وفي نفس التوقيت؟! ودون أن يشعر به أحد؟!.
الكنز المفقود
الأهالي بالعزبة يتحدثون عن مشعوذ كان يزعم تحضير الجان وأنه يستطيع إخراج الكنوز من منازل الفلاحين وتردد على منازلهم بعد أن انتشرت بالعزبة ظاهرة البحث عن الكنوز الوهمية منذ فترة طويلة، ووقعت بسببها عدة حوادث. وكان المشعوذون يستخدمون الأطفال المذعورين في طقوسهم الشيطانية كما يستخدمون الطيور المذبوحة في إجراء أعمال الدجل والشعوذة ولذلك تلاحقت جهود البحث في جميع الاتجاهات لكشف أبعاد الجريمة.
القاهرة - مكتب الجزيرة - مصطفى عبد الفتاح
قالت الشرطة المصرية إن مرتكب مجزرة مدينة بني مزار بصعيد مصر شخص يدعى محمد علي محمد عبد اللطيف 27 سنة وهو مختل عقلياً، وكشفت الشرطة عن أنه تم العثور على أدوات الجريمة بمنزله واعترف أنه قام بالجريمة بمفرده دون تحريض من أحد، وكانت قرية شمس الدين بمحافظة المنيا قد شهدت مجزرة بشعة، فقد فوجئ الأهالي بوجود جثث وأشلاء 10 أشخاص داخل 3 بيوت متجاورة من بينهم 3 أطفال وسيدة، وقد قطعت رقابها بسكين، كما تم انتزاع أجزائها التناسلية. من جهة أخرى شهدت منطقة عزبة المفتي بالوراق بمحافظة الجيزة فجر أمس كارثة مروعة عندما انهار مبنى مكون من 6 طوابق فوق مبنى آخر وتسبب في مقتل 4 أشخاص بينهم طفلان.
اقرأ أيضا:
الإدمـان... نحـو استراتيجيــة اجتماعيــة جديــدة / لغز مذبحه بني مزار / تحليل علمي للتجارب المصرية واللبنانية / صالون خليل فاضل الثقافي