يوميات ولاء: عن (رجل وامرأة)...سألوني2
يبدو أن الصديق الذي سألني عن أهم ما يميز المرأة عن الرجل فتح باباً لا متناهٍ من الأفكار التي تتفرع بدورها لأخرى، ويبدو أن هناك شجرة فكرية ربما تكون كبيرة في طريقها للنمو في عقلي من جراء السؤال، فالأمر على أي حال يستحق.. في رأيي على الأقل!
عن نفسي دائماً ما أفكر في المرأة كإنسان لديه القدرة –في الأصل- علي العطاء، وعلى الإضافة المستمرة للحياة، وهذا ربما يكون أفضل ما يميزها خاصة لو كانت تفعل هذا بحب وتفانٍ وإخلاص بدون منٍ أو أذى أو إشعار لمن تسبغ عليه عطاءها (الإنساني في أساسه) بأنها تتفضل عليه! والحقيقة أن كثيرات من النساء العاملات أصبحن ينفقن على أسرهن –طواعية- ولكن وبالمن وربما بالأذى، وهذه الحقيقة المرة التي يدفعني صدقي -مع نفسي أولاً- إلى قوله! وطبيعي أن أضع علامة تعجب هنا.
في نفس الوقت الذي أرى فيه أن قدرة المرأة اللا منتهية على الصبر والتحمل وتقبل ظروف الحياة بكل صعوباتها وجفافها وقسوتها وتجلدها مع زوجها لتحمل مصاعب الحياة غير العادلة إنسانياً التي نحياها في عصر العولمة وفي زمن الجفاف العاطفي والإنساني، وفي زمن نضوب المشاعر والصدق والحب، قدرتها على تقبل هذه الحياة الصعبة ودورها – الذي يجب أن يكون- في مساندة شريكها في دنيانا القاحلة، هذا وذاك يصنعان منها بحق إضافة حقيقية للإنسان، خاصة لو أضفنا لهما –للقدرة والدور- فاعليتها وتكوينها لجيل صالح قوي مؤمن بحق وصدق وتوازن وتصالح مع النفس والعالم.
ويقودني الحديث هنا للأم، فقدرة المرأة على أن تكون أماً هي ربما أعظم ميزة، ويقول البعض هنا- وهذا حقهم- أن هناك دور يوازي هذا وهو دور الأب، ولكني أعود وأقول أن الجميع يعرف كيف تفوق الأم في قدرتها على تكوين عقلية وسلوك أبنائها في حين يلعب الأب دور المربي بتأثير أقل من الأم، ولهذا فالجنة تحت أقدام الأمهات، وهذه ميزة رائعة وفائقة جعلت المرأة الأم سبباً في دخول الجنة أو سبباً لدخول النار عند العقوق والعياذ بالله حفظنا الله منه وحفظ أمهاتنا وجعلهن بركة لنا وسبباً في إسعادنا دنيا وآخرة وجعلنا سبباً في إسعادهن... آمين.
وميزة قريبة هنا للمرأة الابنة فتربية بنتان أو ثلاث –وربما واحدة- يدخل الجنة بنص الحديث الشريف الصحيح الذي قال فيه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن من تعهد بناته بالتربية والتعليم والإنفاق والحفظ كانت سبباً في دخوله الجنة، فهنا أقول أن المرأة الأم والمرأة الابنة تدخلان الجنة.
ويرد علي أحد القراء الرجال طبعا متذكراً حديث الرسول الكريم الذي يقول أن من مات زوجها وهو راض عنها دخلت الجنة، حسنُ أصبح للرجال أخيراً ميزة مساوية للمرأة لكنها تبقى تحتفظ بميزتين مقابل واحدة للرجل في هذا الإطار.
لا أريد أن أبدو ثقيلة الظل بعقد مقارنات لا نهاية لها لكنني أحاول أن أجيب السؤال الذي فتح في ذهني كل هذه الأفكار المخزنة والتي حان وقتها كي تخرج بين أيديكم، والتي لا أعلم هل انتهت أم لا لكنني أعلم أن تسلسل أفكاري انتهى في هذا المقال، فإلى لقاء قادم مع رجل وامرأة من جديد.
كل حبي...