تعتعة سياسية: آخر نكتة: الآنسة كونداليزا والمادة 88!
قالت البنت: "هل سمعت آخر نكتة يا أبي؟" قال أبوها متعجباً: "ماذا؟"، أعادت البنت: "حضرتك سمعت آخر نكتة؟"، قال باقتضاب: "لا، أنا لم أعد أسمع نكتا"، قالت: "لماذا؟" أكمل وكأنه يكلم نفسه: "..ثم أن المسألة لم تعد تستأهل التنكيت"، قالت البنت: "أية مسألة؟"، قال لها: "المسألة التي تثير النكت". قالت البنت: "وهل هي نفس المسألة التي نتبادل أنا وصاحباتي النكات حولها؟" قال: "وأنا إيش عرفني! قولي لي أنت آخر نكتة حتى أستطيع أن أحكم" قالت البنت: "لا، عيب"، وانصرفت مسرعة.
عيب!!!؟ لماذا عيب؟! هل كبرت البنت دون أن يلحظ؟ يستحيل أن يكون قد قصدت العيب الذي هو عيب، ماذا يا ترى تقصد؟ ثم ما فائدة النكت الآن أصلاً؟ هم راكبون على أنفاسنا نكتنا أم لم ننكت.
ليسوا مثل من قبلهم الذين كانت قياساتهم للرأي العام من خلال النكت، يبدو أن الحاليين اطمأنوا حتى لم يعد يهمهم رأي الناس، فكف الناس عن التنكيت، لعل آخر نكتة كانت قبل أن تولد البنت. عموما التنكيت يلزمه للتداول ذكاء لم يعد شرطا للاشتغال بالسياسة أو تولى الرئاسة، فثقيل الظل الرئيس دابليو بوش تولى رئاسة العالم بفضل غبائه، وهو لا يفهم تنكيت الإنجليز ولا الفرنسيين عليه، ولا حتى تنكيت شعبه، ينقسم غباء الرؤساء إلى غباء بحمق، وغباء بغير حمق، مثل كنتاكي بشطة وكنتاكي من غير شطة. لا يوجد كنتاكي بالسم الهاري، لكن يوجد غباء بالدم الجاري، السيد دبليو يصرح أن المصيبة سوداء عليه وعلى الذين خلفوه، وهو يعلن ذلك ببلاهة يحسد عليها ثم يلحق فورا بأنه ـ لذلك ـ سوف يتمادى فيما فشل فيه "عالبركة". نكتة سخيفة لا يخجل قائلها، ولا يضحك سامعها، لأنها مغموسة في الدم والأشلاء.
لم يشعر بالبنت وهى تقترب منه حتى لمست كتفه متسائلة: "أبي، هل حضرتك تكلم نفسك؟، ما هي المغموسة في الدم والأشلاء؟"، قال: "النكتة"، قالت: "ماذا تقول يا أبي؟"، قال: أعنى مغموسة في السياسة والبترول، قالت: "لست فاهمة"، قال: أحسن. قالت: لماذا أحسن؟ قال ساهما: حين تختلط السياسة والبترول بالدم والأشلاء أفقد قدرتي حتى على تقبيلك "قالت البنت" لقد لاحظت ذلك، ثم أردفت: "ألا تستطيع يا أبى أن تفعل شيئاً غير بيع التلفزيون الذي حرمتنا منه؟ قال: وهل في التليفزيون شيء يشاهد غير الذل والتهريج والكذب والدم والأشلاء؟ قالت البنت" طبعاً فيه، أنا أتفرج عليه عند صاحباتي، لكن قل لي يا أبى: هل إذا توقفت عن مشاهدة التليفزيون مثل حضرتك، يتوقف نزيف الدم، وتتجمع الأشلاء؟ قال: صحيح!!!!؟؟
سألت: "صحيح ماذا"، قال: صحيح ما قلته، قالت: أنا لم أقل، أنا أسأل. افعل شيئا يا أبى حتى أفعل مثلك.
جلس أبوها فجأة ـوكان واقفاـ فتعجبت البنت وهو يشير لها أن تقترب حتى ضمها برفق وهو يقول: تريدين أن أقول لك آخر نكتة؟ تعجبت البنت قائلة:"طبعاً"، قال: "إنهم يعدلون المادة 88 رأسا على عقب، لتدعيم المادة الأبدية 77 عقبا على رأس، لآن الآنسة كونداليزا حامل في الشهر الخامس". قالت البنت فزعة: "ماذا جرى لك يا أبى؟ ماذا تقول؟" قال: ألم تعجبك النكتة؟
قال الرجل لزوجته "سوف أخرج ولن أعود" قالت: "أحسن"، قال لها ماذا تقولين؟ قالت" أنت الذي تقول، وأنا وافقت. "قال" تريدين أن أختفي من حياتكم؟" قالت: وهل أنت موجود ولا مؤاخذة؟ قال لها: "هذا سبب كاف حتى أخرج ولا أعود قالت: اسم الله، إلى أين بالصلاة على النبي؟ قال لها: سأتطوع لأنقذ البشرية قالت: "ما شاء الله يا بشرية".
دخلت البنت مقاطعة وقد ارتفع صوتهما، فصمتا معا، وجهت البنت كلامها لأمها، وكأنها تخفف الموقف: هل قال لك أبى آخر نكتة؟ قالت الأم: "يعنى"، قالت البنت: وهل فهمتها من هي كونداليزا هذه؟ وما علاقتها بالمادة 88؟ ثم "دستور" يعني ماذا؟ قالت الأم "أنا مالي، أبوك ينكت على مزاجه، يخرف كما يشاء، اسأليه". قالت البنت "أبي يقول أن كونداليزا هذه آنسه، فكيف هي حامل؟ قالت: قلت لك اسأليه، يجوز أنها حامل من الذي اسمه"الدستور"؟ قالت البنت: هل الدستور رجل، قالت الأم: أنا رأيي أن كونداليزا هي الرجل، قالت البنت:"يبقى المادة 88 هي الحامل"، قالت الأم: "ربنا ينتعها بالسلامة، نحن ما لنا نحن؟!" قالت البنت: "فأين النكتة؟" قالت الأم: النكتة أن أباك سوف يتركنا ليتطوع لإنقاذ البشرية.
اقرأ أيضا:
تعتعة نفسية هل توجد عواطف سلبية؟/ تعتعة نفسية: عندك فصام يعني إيه(2)/ تعتعة سياسية: والله العظيم البنت معها حق!/ تعتعة سياسية: أريد أن افعل مثلك يا أبى.