أبدأ في كتابة اعترافاتي يوم الجمعة عاتلة هم أسبوع مشحون بالتوتر وغالبا بالإحباطات وأضيف عليهما آلاما في الظهر ربما هي إحدى علامات التقدم في السن.... ورغم ذلك التشاؤم الذي كثيرا ما أستغله لحفز همتي ومضاعفة مجهودي كي أتجاوز بهذا التحفيز طبيعتي الكسولة المتراخية...
يوم الاتنين سيكون موعد الاستفتاء على تعديل الدستور وكل المحيطين بي رغم اتفاقهم على أنها تعديات وردة وتهدر أي أمل في حدوث انتخابات نظيفة وذلك من خلال المادة التي تفسر الإشراف القضائي بتحديده على اللجان العامة وهدر مكتسب "قاض على كل صندوق" وهو ما يقطع الأمل على كل مصري ينشد التغيير عبر الصناديق الانتخابية أي بشكل ديمقراطي وبعيد عن العنف ولكن يبدو بوضوح أن المسيطرين على هذا البلد لا يريدون إلا صوتا واحدا هو صوتهم ولا يريدون أن يتنفس أحد إلا من سار على دربهم...
ناهيك عن المواد التي تسمح وتدستر الاعتداء على الحريات الشخصية للمواطنين فتحولنا إلى سجناء ومعتقلين داخل هذا الوطن الذي يريدون أن يحولوه إلى المشهد الأسود لميدان التحرير يوم الخميس قبل الماضي يوم دعت حركة "كفاية" إلى التظاهر ضد التعديات الدستورية، الذي ورد على ألسنة المراقبين بأن الميدان قد تحول إلى "سواد" بفضل الوجود المكثف لقوات الأمن المركزي.
وسط كل هذه الأفكار المتلاطمة أخلص أن الأمل في هذا البلد هو سياسة النفس الطويل وعدم فقدان الأمل مع طي التوقعات لعدم الوقوع في الإحباط... قبل أن أكتب اعترافاتي بعثت برسالة إلى قريبي النائب "طاهر حزين" أقول له إني فخورة به فما زالت في هذا البلد أصوات عنيدة في كل مكان لم يتوقعوه...
يوم الاثنين سأذهب مع أمي وأختي لنرفض التعديلات الدستورية فكل أسرتي لديها بطاقات انتخابية ولكن هذا غير كاف من وجهة نظري لذا طلبت من أمي أن تخيط لي يافطة تقول "قول لأ" ويوم الثلاثاء سأتوجه مع الأستاذ محمد عبد العال المحامي لمجلس الدولة لجلسة من قضية إسقاط الورقة الصفرا التي تقيد حرية الإعلامي في السفر والتنقل... هذه هي أحلامي البسيطة لأسبوع مليء بالأحداث فهل ستفاجئني العقول التي تستكثر على المختلفين حق التعبير بسيناريو مغاير؟... الله أعلم
اقرأ أيضاً:
الفرق بين المُزَّة والمناضلة/ هل تعاني من المخاوف المرضية؟/ اعترافاتي الشخصية: متى نشعر بالخوف؟/ تقليل الضغوط يحمينا من الأمراض/ اعترافاتي الشخصية: تعبت من كثرة التفكير؟