يعني ايه سيكوباتي؟ (1)
أظن أنك سمعت هذا الحديث للرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر" رواه مسلم... هذا الحديث يلخص تماما معنى المنافق –أو ما أصبحنا نطلق عليه في علم النفس والطب النفسي مصطلح "سيكوباتي"، فهذا السيكوباتي كلامه حلو المذاق يقول عبارات لطيفة... تحيته جميلة ووعوده براقة... وعود بالزواج... وعود بالترقية في العمل والانجاز... وعود بهدايا ومساعدات ولكن كلامه كذب!!!
أجدك تسألني متى أعرف أن كل هذا كذب؟، ولم لا يكون إنسانا ممتازا أو زميلة ليس لها مثيل؟ أقول لك بالفعل هناك أشخاص ممتازون، ولكننا نحكم على الإنسان من خلال تصرفاته وأفعاله وليس من خلال كلامه، قد يحدثك بلسان الشخص العاقل الذي يخاف على مصلحتك، أو الشخص الملتزم المتدين... كثير منا يصدق ما يقال هذا السيكوباتي فالكلام مقنع جداً ولكن بعد فترة طويلة تواجه نفسك بأنه كذب عليك في أكثر من موقف، وحين يتحدث معك من جديد وتجد نفسك منجذب لكلامه من جديد... فكر بينك وبين نفسك أنه قد يكون كذب وعليك أن تتأكد من صحة المعلومات.... قد تفاجئ بعد فترة أن حكايته كذب فمثلاً يتحدث عن علاقات محرمة بين أشخاص تعرفهم، أو تجدها تحكي عن خلاف بين زميلة وزوجا- وهو خلاف من اختراع تلك السيكوباتية... يعدك ويخلف وعده...
أتذكر أن يحضر لي سلسلة روايات لكاتب معروف ولم يفعل، ثم وعدني بأن يشركني معه في عمل بحث للترقية، بدأت البحث ولم يشاركني!! وعدتني "بمشوار" تقوم به بدل مني ولم تفعل.... وعود بالزواج وأخرى بالسفر... كلها ليست حقيقة فالكذب هو البداية –بداية طريق البعد عن الله... ومادام الإنسان يكذب فمن السهل عليه أن يخلف وعده. أما الجزء الأخير من الحديث الشريف فهو أصعب مما سبق... نعم أصعب بكثير فإذا كذب عليك.. تستطيع أن تفهمه ولا تصدق كلامه بعد ذلك وينتهي الأمر، وإذا أخلف وعده مرة بعد مرة فلم يأتي في موعده أو لم يتم وعده بالزواج أو يساعدك على أن تحصل على فرصة العمل... أمر ليس سهلاً ولكن يمكن التعامل معه... أما "إذا خاصم فجر" فهو الشيء غير المتوقع.... ربما تظل سنوات تظن انه صديق مقرب أو أخت فاضلة ويحدث بينكما خلاف ما، أو تكشف أنه أخلف وعود كثيرة فتبتعد عنه، أو تخبر شخص آخر عن كذبه المستمر وكلها ليست أمور قوية تدعو للخصام ولكنك تجد الخصام قد ظهر وتفجر من جانبه، لا تتخيل تصرفه... نعم لا يمكن أن تتخيله...
قد يشيع عنك أشياء سيئة ليست بك، أو يتحدث مع رؤسائك في العمل وتفاجأ بمعاملة سيئة منهم... أو تلاحظ أن المقربين منك بدؤوا في الابتعاد عنك- من هو السبب؟ من هي تلك "السوسة" التي تنخر في هذا البيت مما يجعله ينهار على رؤوس من فيه؟ السبب هو هذا المنافق أو السيكوباتي... فرغم أن سبب الخصام كان تافهاً ولا يستحق رد الفعل، ولكن من السمات الشخصية المميزة لهذا السيكوباتي أنه إذا خاصم فجر... استعد من الآن للضرب تحت الحزام والشائعات التي ربما تمس سمعتك.. ولاحظ أنه سيظل يبتسم في وجهك ويقول كلامه اللطيف كأن الجاني شخص آخر غيره... هل لك أن تبتعد عنه لتحمي نفسك منه من الآن؟