اختلاف مفهوم الجنس بين الرجل والمرأة
الدكتور الفاضل، والصديق العزيز، وائل أبو هندي، سلام عليكم؛
شدني مقالك الأخير بعنوان اختلاف مفهوم الجنس بين الرجل والمرأة المنشور بمجانين بتاريخ 9/4/2007، واسمح لي أن أشاركك الأفكار والتصورات حول هذا الموضوع.
اتفق معك يا دكتور وائل أنه لا تعميمات في الجنس أبداً لأنه سلوك إنساني خاص جداً بكل إنسان، ومتباين بتباينات البشر كلهم، وهو ما تسميه الدكتورة هبة قطب "البصمة الجنسية". وأتفق معك في كل رأيك عدا هذه الفقرة:
أيضًا أحيانا كثيرة يكون الدافع للحب عند الرجل هو الجنس، فيحب امرأة لأنها تثيره جنسيا.... من الصعب على الرجل أن يعبر عن الحب دون أن يكون طريقا للجنس بشكل أو بآخر.... خاصة الشباب في مجتمعاتنا وهو أي الرجل غالبا إن لم يكن دائما ما يعتبر الجنس أفضل طريقة يعبر بها عن حبه لمن يحب،...... كذلك فإن كثيرين من الرجال بل قولي كلهم أو على أكثر التخمينات تحفظا معظمهم أو جُلُّهم يحسب أن إكثاره أو إحسانه لممارسة الجنس مع المرأة هو ما يجعلها تحبه وتكون طوع أمره، ولا ترضى به بديلا.... وكثيرا ما تكون الحقيقة مخيبة جدا لتصورات الرجل.
فأرى أن الحب والجنس شيء واحد، فأتفق مع د.خليل فاضل في قوله أن الجنس تعبير عن الحب، فالرجال الشرقيون كما وصفتهم لا يُلامون أبداً في تصوري الشخصي لتعبيرهم عن حبهم للمرأة بالجنس لأن هذا هو الطبيعي في نظري بالنسبة لطبيعة الرجل بشكل عام الغربي والشرقي يا دكتور. وأعتقد أن المرأة تدخل في دائرة هذا الفهم للجنس!
فلو اعتبرنا (القبلة الحانية على الجبين أو الخد أو الحضن أو التربيت على الوجه أو الكتف) جنساً، فالمرأة أيضاً تعبر بالجنس عن الحب، لأن هذه طريقتها أحياناً في التعبير عن حبها. وأنا هنا لا أعمم طبعاً فكثير جداً من النساء في العالم العربي لا تفعلن هذا مع زوجها لأنها تعتقده عيب وقلة أدب! لأن هذا قد يعتبر في نظر زوجها مقدمة لطلب المعاشرة الجنسية الكاملة، وهو ما تحذر منه كثير من الأمهات بناتها!
فروت لي طبيبة صديقة مثقفة من الطبقة العليا أن أم صديقتها حذرتها من هذا قائلة لها (اوعي..........!) ونحن نعرف أن هذه الكلمة من العامية شديدة التحذير، وكأنها لم تقرأ أبداً الآية الجامعة لحقوق الزوجين في دستورنا الإلهي (القرآن الكريم) : "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف". ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
وهذه جملة اعتراضية يا سيدي وأعود للموضوع الأصلي... وإذا لم نعتبر ما سبق جنساً فهو تعبير عن الحب بصورة تقترب من الصورة التي يعبر بها الرجل عن الحب في أقل تقدير. فلا فرق كبير بين الجنسين في التعبير عن الحب، وإن تفاوتت درجته. وكنت قرأت جملة رائعة -اعتقد في صحتها- تُلخص الفرق بين الرجل والمرأة في مفهوم كل منهما للجنس وطريقة التعاطي معه، الجملة هي: (الرجل يعطي حباً ليحصل على الجنس، والمرأة تعطي جنساً لتحصل على الحب). وهو ما أكدته لي أيضاً أخصائية نفسية صديقة. والمقصود بالجملة أن الرجل يعطي رعاية واهتماماً وحناناً بعيداً عن الفراش، ليحصل على جنس رائعٍ، والمرأة تعطي هذا الأخير لتحصل على الرعاية والحب والحنان.
ولا تعميمات في العلاقات الإنسانية أبداً. لكن ربما هذا ينطبق على الأغلبية. أما أن يكون الجنس لدى الرجل دافعاً للحب كما ذكرت فهذا ترتيب غير منطقي وغير إنساني للفعل الجنسي، لأن الحب يأتي أولاً، ولو حدثت الرغبة الجنسية قبل الحب المذكور في جملتك فهذا ليس حباً في نظري إنما هو فقط رغبة جنسية (ويظل كذلك) تقترب من رغبة الكائنات الأخرى التي تمارس الجنس دون أن تحب! مع احترامنا للكائنات الأخرى لأنها لا تملك عقلاً يرشدها للسلوك السليم! فطبيعي أن تمارس الجنس مع من لا تحب!
مع كل تقديري، والسلام ختام
ولاء الشملول
الابنة العزيزة ولاء أهلا وسهلا بك وبمشاركتك الحلوة المتحمسة، جميل كلامك، ولكن خذي بالك يا ولاء يا بنتي إنه كلامي لا يختلف كثيرا عن كلامك، الحقيقة لا أدري لماذا نحن مختلفان؟ تخيلي أنني عندما تكلمت عن الرجل الشرقي كنت أقصد به الحالي المشوه غالبا، نحن العرب أصحاب الفضل في تعليم الناس الحب العذري، ولو قرأت التقديم المرافق لكتاب ابن حزم طوق الحمامة في "الألفة والألاف" لعرفت أننا نحن العرب أدخلنا للفظة Love اللاتينية معنى آخر غير ممارسة الجنس، ثم انتقلت عبر الأندلس إلى الفكر والحضارة الغربية، فما رأي حضرتك في رجال هذه الأيام؟
ما تقولينه أنت تعليقا على مقالي هو نفس ما أود قوله فقط أرى أنا أن التعبير عن الحب بالجنس الصريح -من وجهة النظر الذكورية- يختلف عن التعبير عنه من وجهة النظر الأنثوية، وأحسب أن للضمة والربتة طعما مختلفا ومعنى مختلفا لدى كل من الرجل والمرأة،
كلام مستشارنا الفاضل وأستاذنا الكريم د.خليل فاضل كلام جميل لا نقول بغيره أصلا.... لم أشعر أنني أختلف معه في الرأي بالعكس أراه صاغ ما أود قوله بخفته وبساطته المعهودة، ولكنني مصرٌ أن الجنس كثيرا ما –وليس دائما أبدا- يكون دافعا للحب لدى الرجل خاصة الشباب، وربنا يسامحني إن كنت أظلم أحدا، ولا أظن معنى ذلك يختلف عما استشهدت به من أن (الرجل يعطي حباً ليحصل على الجنس، والمرأة تعطي جنساً لتحصل على الحب)، فهو يعبر عن حبه بما تحب المرأة ليحصل على الجنس وهي تعطي الجنس الذي يحبه الرجل -من بين ما يحب منها- لتحصل على الحب والحنان في أي شيء نحن يا ولاء مختلفان؟ حيرتني والله فوضحي ما تقصدين.
18/4/2007
ويتبع.......: اختلاف مفهوم الجنس مشاركة1: مقياس التفريق
واقرأ أيضًا:
جاثوم الجنس والفتاة العربية.. خبرة ومحاولة.. (4) / كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(2) / الجنس في حياة الفتاة العربية! / الاستغلال الجنسي للطفلة التحرش الجنسي