اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر3
السبت- 24 يونية\حزيران 2006
الساعة- 9:00
القضية- بين القمّة والقاع
اليوم أشعر بالقبح والفراغ. لأني عدت أطفو على سطح الدنيا ثانية.
ثانية!؟
ولسان حالي يبكي العمق ولا يهم إن كان في قمة القاع أو قعر القمة، كل ما أعرفه أني لا أريد أن أطفو.
ولا أقوى على الحركة لكي أغير موقعي من هنا.
أوه! الضجر يعيدني إلى نفسي فأرى ظلمة ورغبات إنسيّة، وهذا يرعبني. أن أكون إنسيّة أمر يقشعرّ له فكري ويضمحلّ حتى يصبح وجبة طعام تشبعني.
أُنصت لعلي أسمع شيئا وراء الصّوت ولا أسمع إلا صوت رفيف مروحة السقف. فأين أنا؟
أفكر كثيرا في الليالي المقمرة وأراها كلوحة زيتية أتمنى أن أرسمها بفرشاتي، وأتمنى أن أجلس على الرملة وأطلق العنان لنفسي وأرجوها ألا تفكر في العودة فأن الآن في غنى عنها.
ليل وشاطئ وقمر. وأنا بروحي كما يقول الخليجيون.
ولكن ما الفائدة؟ وأنا سأعود لأسمع صوت رفيف مروحة السقف؟
وأسمع أيضا صوت الأذان في التليفزيون بصوت الشيخ المنشاوي غفر الله له ورحمه، ولكن لم يتحرك في داخلي شيء، فمازالت نفسي تلازمني ولا أعرف كيف أطردها.
كش، كش!
عودي بالله يا روحي ولازميني حتى أغرق فيك وأشعر أن كل شيء صغير جدا لا يهمّ، بدل أن أفكر فيما يجب أن آكل أو أشرب أو أعمل أو أنام، أنا لست إنسية يا عالم، يا ناس يا هوه!
أنا حلزون الرمل!
أخشى أن تأتي روحي بعد أن أذهب وتجود بالوصل حين لا ينفع الوصل.
صمت ثقيل وظلمة دهماء وضيقٌ، ضيق لأني تهت في الطريق واختفت روحي في غياهب نفسي وكنت أظنها تنتصر لأني رحّبت بها أيما ترحيب.
لا أريد أن أكون هكذا، أريد أن أهتم للغد أو للأمس ولا حتى للآن، فكيف أفعل؟
لم أعد أقوى على حمل الأثقال.
ولا أرغب في أن يعود الزمن أو أن ترجع عقارب الساعة.
أريد أن أمضي بلا عودة وأتسلق الشجرة العالية التي تأخذني إلى الغول صاحب الدجاجة التي تبيض ذهباً، ليس لأني أريد الثروة أو أهتم لما لدى الغول بل لأنه هناك في القمة ولأني سوف أذهب صعودا وليس نزولا.
نعم أريد أن أصعد ولكن كيف؟ كيف وأنا لابد أن أسقط إلى القمة وأصعد إلى القاع؟
كم أتوق إلى السقوط من طائرة كالمظلّيين، أو مثل أولئك الذين يحملون شراعا على حافة جرف ويطيرون لكي يسقطوا في الماء. أتوق إلى التحليق في زمن غابر وعالم أغبر.
وهو في النهاية مجرد حلم، حلم طفلة لا تفقه شيئا، فليس هناك طيران أو سقوط، إنها الدنيا وأنا أريد شيئا آخر، أي شيء آخر سوى الدنيا وهذا يعذّبني!
إنها القيود التي تكبّلني، والأغلال التي تصفّدني، وأحلم بالحرية الأكذوبة.
فنحن الآن في عالم الدخان، ومبروك فقد اكتشف الإنسان فن الخداع والإيحاء، وكل ما يساعدك على أن تنطلي عليك كذبة أسمها الحياة، فلربما لستُ حيّة، هل تظن أني حصاة في قاع جدول صغير؟ لا فائدة منّي إلا أن أكون هناك تختبئ تحتي دودة أو بيضة لسمكة صغيرة؟
آه ما أحلى أن أكون حصاة في جدول، أو ورقة عشب بجانب نخلة، أو قشة على ظهر بعير، أو ديناصور انقرض فكأنه لم يكن، ولا آبه حتى لأن أكون فراشة مع ضعفها بقيت.
الغد واضح جدّا لأني أراه في يومي أو هذا على الأقل ما أظن وإن بعض الظن إثم، فيا ترى ما يظن ربي بي؟
هل يحب أن يلقاني؟ لمَ؟
فأنا مازلت نكرة
ويتبع>>>>>>>>>>>>> : اعترافات مسلمة في عالم الكفر3 مشاركة
واقرأ أيضاً:
اعترافات مسلمة في عالم الكفر مشاركة2/ اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر3/ اعترافات امرأة مسلمة في عالم الكفر4