سبع سنوات ونصف مرت منذ بدأت صفحة مشاكل وحلول على موقع "أسلام أون لاين"، ومنذ اليوم الأول أخذت العهد على نفسي أن أصدق الناس المعلومة والنصيحة، وألا أكذب على الله أو على غيره قدر استطاعتي، وإنما فقط أكتب ما أظنه صوابا نافعا، وأن أنشر ما أراه حقا ويحمل إضافة للمعرفة أو للبحث، وأزعم أنني نجحت في ذلك نجاحا لم أكن أتوقعه، ولله وحده الفضل والمنة!!
لقد نجحت في فتح أبواب وملفات كثيرة كانت من قبيل المحرمات، وتحملت في سبيل ذلك، وما زلت أتحمل الكثير، لا بأس، فقط أسال الله القبول والثبات وفاءا للحق والحقيقة لا سواها، وليكن بعد ذلك ما يكون!!
أساله جل وعلا لأن يعلمني ما أجهل، وأن يرشدني حين أزيغ، أو تختلط أمامي السبل، فلا أتخبط مثلما يفعلون، ولا أتحيز سوى للموضوعية والعقلانية والحقيقة والحكمة من أي وعاء خرجت، هو الهادي في الظلمة، والصاحب في كل ترحال، ومن يتابع السير معي لن يجد فيما أقدمه اليوم جديدا يذكر على مستوى المحتوى أو المضمون، فما بين يدي هو مجرد تجميع لمعلومات وصور ومشاهد سبقت إليها رسائل السائلين والمشاركين والمشاركات، وكنت قد طالبت مرارا بأن يكتب لنا القراء أكثر لنعرف أعمق، ونرشد أفضل حول واقع حياتنا الجنسية، وتفاصيل مسارات الرغبة، وأساليب قضاء الوطر، حتى يظهر ويتجلى أمام العيون وضعنا في ظل تأخر الزواج وتعثره، والملايين التي تذكرها الأرقام الرسمية فمن يعدون فرادى، أي يعيشون بمفردهم، أو النساء الوحيدات سواء المتأخرات بالزواج، أو المطلقات، والأرامل، وأزيد المتزوجات من صنف المهجورات جنسيا، أي كل من تعاني من عدم إشباع أو تلبية احتياجاتها الجسدية، ماذا يفعلن؟! وكيف يتصرفن؟!
وكانت إحدى القارئات قد كتبت إلي ببعض المعلومات والانطباعات المتناثرة سمعتها من هنا، وهناك، فطلبت إليها أن تنظم استقصاء واستبيان وتجميع المعلومات، وترتبها في تقرير يكون أقرب ما يكون للروح العلمية التي نحاول أن ننشدها، وأرى أنها فعلت ذلك على النحو الذي رأيت معه نشر تقريرها دون أن أتدخل فيه مطلقا، ولو حتى على سبيل التصحيح اللغوي أو الإملائي!!
إذن هكذا تبدو الصورة في عالم البنات، بما لا ينفي أن تستكملها مشاركات جديدة قد تكشف ما خفي على كاتبة التقرير!!
والهدف من وراء نشر مثل هذا الكلام بالطبع ليس المزيد من الرعب أو الصدمة أو الحسرة على ضياع البنات، ولكن لأن معرفة خريطة الواقع الصحيحة هي خطورة أولى لازمة وحتمية للحركة فيه.
ببساطة وهدوء أضع هذا التقرير أمام الأهالي وأمام الأكاديميين والدعاة، وأمام الشباب أنفسهم لنفكر جميعا فيما يمكن أو ينبغي عمله أكرر أن التقرير قد لا يضيف جديدا لمعرفة الكثيرين عما هو حاصل، في عصر انفجار تداول المعلومات، وربما تضيف إليه مساهماتكم أو مساهماتكن المزيد من المعلومات أو التحليل، ولكن يبقي للتقرير سبقه في محاولة أن يكون منهجيا متسلسلا في العرض والتفسير والبيان.
أزعم أننا نعيش فتنة جماعية على صعيد ثقافة الجنس فهما وممارسة وتعبيرا، وربما نتخبط في هذا كله ليس بسبب غياب المعلومات الصحيحة فحسب، ولكن أيضا بسبب بؤس التقاليد القديمة، وعدم وجود محاولات رصينة لتجاوزها إلى تقاليد جديدة تحترم صحيح القيم والأصول التي تعرفها مرجعيتنا الإسلامية، وفي نفس الوقت تنبذ أصنام الأساطير والخرافات، والتقاليد والعادات الجاهلية الآتية من سوء ممارسات الناس أو المستوردة من غرب يستهلك الجنس، وتستهلكه صناعات الجنس، والله ولي التوفيق.
وأنتظر تقرير الرجال!!
12/8/2007
ويتبع>>>>>>>: كيف نعيش جنسياً؟! تقرير بناتي مشاركة
واقرأ أيضًا:
جاثوم الجنس والفتاة العربية.. خبرة ومحاولة.. (4) / كيف تقي نفسك من التحرش الجنسي(2) / الجنس في حياة الفتاة العربية! / من يعلم الجنس لأولادي !؟