التفتت إليّ في حدة قائلة: أريد أن أخرج من هنا
قلت لها ببساطة: اخرجي يمكنك ذلك
قالت: لا أنا أريد الخروج من هذا المكان كله لا أريد الخروج من هذه الغرفة لأجد نفسي في السجن الكبير
قلت: هذا ليس سجنا وتذكري جيدا.. أنت من أتت بنا إلى هنا
قالت في حدة: بل هم.. الأشرار من فعلوا ذلك.. أنهم يهزؤون بي ولا يصدقونني
قلت لها في صبر هذا لأنك تقولين أشياء لا تصدق يوم تدعين أنك ملكة جمال مصر.. ويوم تقــ.. قاطعتني قائلة أنا كنت ملكة جمال مصر
قلت لها: لم تكوني ولن تكوني.. ولا تقاطعيني...... ويوم تقولين أنك حسام حسن ولعبت مع المنتخب القومي.. واليوم الذي يليه تدعين أنك ابنة ملكة انجلترا تأمرين وتنهين.. ويوم آخر تدعين أنك كنت ديناصورا في العصر الحجري..!! وآخر الأمر والذي وصل بنا إلى هذا المكان.. تقولين أنك والدة ريا وسكينة..
قالت وهي توشك على البكاء: وما شأنهم بي؟؟ ومن يكونون حتى يتحكمون بي ويحبسونني هكذا؟
قلت معك حق إذا كانت ادعاءاتك لا يترتب عليها أفعال، من حقك تماما ادعاء أنك ديناصور ولكن ليس من حقك إرهاب المارين فى الطرقات والهجوم عليهم لالتهامهم. كما أنه من حقك ادعاء أنك حسام حسن ولكن ليس من حقك إجبار المدير الفني للمنتخب على اختيارك للمباراة القادمة!!
هنا طرق الباب.. قالت لي اختبئي سريعا.. لكني رفضت.. لا اختبئي أنت ودعيني أتصرف هذه المرة.
اختبأت وفتحت الباب.. فإذا بسيدة لطيفة تخبرني أن شقيقتي جاءت لزيارتي مع ابنتها الصغيرة وتسألني هل تسمح للضيوف بالدخول.. بالطبع أدخليهم بسرعة هذه أنا وليس الأخرى.
دخلت شقيقتي مع ابنتها الصغيرة.. سألتني لماذا تجلسين وحدك؟؟.. ابتسمت ولم أعلق.. إنها لا تعلم..
لعبنا كثيرا جدا.. وأثناء ذلك حاولت الأخرى الخروج لكني منعتها بصعوبة.. لعلني أخرج من هنا سريعا، انقضى الوقت سريعا كعادة اللحظات السعيدة.. وخرجت شقيقتي مع ابنتها وسمعت ابنتها تقول في الخارج: أمي.. لماذا تعيش خالتي هنا؟
قالت وهي تبتعد: خالتك تعاني من مرض وهي هنا كي تأخذ العلاج المناسب وسوف تعود للمنزل قريبا بإذن الله.
نظرت من النافذة وتنهدت إذ رأيت اللافتة الكبيرة المعلقة هناك ومكتوب عليها "مستشفى الأمراض العقلية".
واقرأ أيضا :
لـــن!! /عسى..يا عَسى! / تعالي..تعالي! / تقوى ! / كوفاد / من قصيدة لبغداد