ليالي شهرزاد (الاولى)
الليلــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــة
وأتيت من أول نقاط الاشتهاء والسؤال عنك.. وملامة الغياب.. أحبك يا شرقي الملامح فاسكن روافد شراييني وأجبني: كيف يكون البعاد وأنت مرقد دمي؟؟ ما هذا الشوق المسافر إليك حتى الرمق الأخير فيّ.. تخيل من عتبات روحي.. تحاصر دمي.. تغتالني وتناديني..
أتقدم نحوك فأهديك مساماتي وروحي.. أنت لا غيرك عشقي الأزلي ورغبة محمومة تهديني إليك.. أتبعثر كنجومك وأصعد حتى عناق منتهاك.. أقبل جبين أقمارك وأستند بظهري إلى قمة غرورك فيذوب صخب اشتياقاتي حين ألمس فيك ذاتي لجوءًا أبديًا..
تعرفني يا مليكي.. يا شهرياري الرقيق.. إنني امرأة برية تزاول رقصها على نهر الحنين بك ومن كف روحك أشرب الدفء.. أتقاسم معك الانتشاء والبهاء حتى فقدان ذاكرتي حنينًا إليك..
زدني وسامة العشق بسلطان قلبك.. أشتاق إلى وقع نبضك كأضواء المدن.. مدن عشقك بي وعواصم النجوم.. نجوم الحنين العذب.. فبعثرني وكسرني ولتكون على يديك امرأة مجنونة بك حتى آخر المنتهى..
وحدك أنت مليكي وشهرياري.. وحدك أنت تثنى عليك أحاسيسي.. وأنت تشعلني بحنين وحرير الأحلام..
آه من سحرك الغافي يهديني لمسات من الاحتراق مثل غيمة مجنونة بك وتتبع فلولك حتى جميع فصولك.. شاركني اشتعال اليتم في لمسات وميضي وأطفئ الضوء حولك فأعشق سحرك حتى تغتالني ومضات نجومك.. وضمني إلى صدرك شهرياري فقد تعبت من ترحالي الطويل نحو أزقة الفرح الشحيح.. فأعانق وجدك الحبيب.. فتعال حبيبي حطم ما بيننا من مسافات.. وفي الليل نبني بيتًا من الوجد ونغفو فوق حلم السنين ونلقي خلفنا التاريخ، ونرحل إلى بيتنا.. وقبل أن ندلف إليه سأقطع الطرق وأهدم السبل وأقطع الشرايين..
قبل أن أغفو سأطفئ شموع الحب شمعة شمعة.. وإلى ظلام الحب.. يا أنت.. الذي أصبح أنا.. أيها القادم من زمن الحب حاملا في يديك باقة ورد وفي قلبك مدينة شامخة من الأحاسيس تقف تحت نافذتي: نافذ ة ولهي المعتق تغني لي مواويل الشوق والعشق تمنحني ما لم يمنحه رجل لامرأة من قبل..!!
آه.. تعانقني الذكرى فيك بليالينا الحالمة وأمسيات العشق التي جمعتنا دومًا في قصر.. هاأنا والليل يسحرنا بهمس أشواقه ونتوه في ألق العشق المجنون ونحلق.. وتأخذني إلى صدرك وثغرك يطوف بظلال مشاعري في قبلة السحر الجميل من ثغر الأمنيات وتلثم الكف الصغير ونظرة الشوق تطل من عالمك تطيح بكل ما هو مستحيل..
أيا شهرياري.. أيا معلمي في الحب.. تعال أطيب جراح هواك ولتسكن فوق ضياء أنجمي ولترتحل بي وبحكايات العاشقين كل مساء إلى هنا إلى حيث مشارف حلمي.. وهدأت قمري.. ولتمد لي يدك وتأخذني إليك لنشيد من الوجد بيت غرامنا ونستلقي هناك مع حنيننا وأذوب ألمك رويدًا رويدًا لنصبح عصفورين عشق في السماء.. لا تلتحف أستار البعد ولا تخلع عنك ثياب العشق ولتبق عصفور حب بشرفتي..
افتح لي مدنك أيها العاشق الشهرياري الذي تهالك بداخله الحرف وأينع من جديد.. وابحث بداخلك عن حرف تهاوى قبل أن يسقط مرتطمًا بأبجدية التصحر فالتيه بداخلك أم بمرّ الصحراء في راحتيك؟ واستمع لنبض شوق معربد في العين والثغر مشتاقًا لحرف هارب إلى عيني..
آه لشوق مسافر عبر الحنين المضل.. آه لحب أراد المثول بين كفي الزمن العنيد.. تعال أيها الشوق محطمًا أبجديات متراكمة ولنبدأ بحرف لم يعرفه سوانا.. إني اشتقت فيك سحرًا وعمرًا تربى قبل زمن المتعبين والعقلاء الذين مازلنا مشفقين عليهم من جهامة الرحلة بدون وله الحب وسحر العاشقين.. وبلوغ فجر يفرق بينهم كما يفرق بيننا.. فقد قارب الفجر على الاستلقاء في صفحة السماء.. وهنا لابد أن أتوقف عن بوحي الليلي لشهرياري الحبيب.. وأعدك حبيبي أن آتيك غدًا في ليلتي الثالثة.. فانتظر أشواقي وانتظرني حتى أكمل فيك رحلة حبي واشتياقاتي!!
إلى هنا وتوقف بوح شهرزاد والفجر لاح والعصافير تعالت شقشقاتها.. واغمضت شهرزاد عينها وهي تهامس شهريار بصوت أنثوي رهيف يشعل الفجر قربًا واقترابا..
((مـــــــــولاي))
ويتبع >>>>>>>>: ليالي شهرزاد (الثالثة)
واقرأ أيضاً:
الأبواب المغلقـــة / دقات الرحيل / أيها الحاضر الغائب / قماشة الشرف