باسل.. سوف تكمل عامك الأول في عيد الربيع.. حظك أنني حين جلست لأهنئك، تذكرت مقالاً لإبراهيم عيسى يتحدث فيه عن سلبيتنا في كل شيء مدعين أننا نربي العيال، فأصبحنا نمشي بجوار الحائط وأحياناً داخله زيادة في الحرص.. ونردد دوماً:
"عايزين نربي العيال".. فهل حقاً نربي العيال؟.. في هذا الزمن توشك التربية أن تنعدم، بسبب الساقية التي ندور بها ليلاً ونهاراً لأجل لقمة العيش، والإهمال ونقص الوعي وتفشي الفساد حول أطفالنا في كل مكان.. غالباً يضيع العمر هباء في محاولة "تربية العيال".. وبفرض أن البعض ينجح في تربية عياله، فكيف هم؟..
وما هي التربية الصالحة لهذه الدنيا الغريبة التي نحياها؟..
بعد عشرين سنة مثلاً كيف ستبدو الحياة وكيف سيتعامل معها أبناؤنا؟..
وما هي القيم التي يجب أن نغرسها فيهم استعداداً لكل الأيام القاحلة الآتية؟..
إذا نشأوا على خلق قويم ومبادئ رفيعة، لن يتكيفوا مع الحياة، سينعزلون ويصابون بالاكتئاب.. بعضهم سيقاوم فيعيش في كبد مستمر..
هل لا نزال نريد أولادنا طيبين؟.. طيبين بمعنى سالمين من السوء، نعم..
ولكن طيبين بمعنى الطيبة والمثالية، لا أثق..
باسل.. بالطبع لأنني لا أزال أحمق فسوف أظل أحاول أن أقضى عمري كله لجعلك طيباً بكل معانيها ومفرداتها.. بكل مُثُل الفرسان القدامى.. بالطبع سأحاول.. لكن لا تلمني في النهاية.. لا تلمني إذا جعلتك طيباً.. ولا تلمني لو تركت العنوان هكذا:
"كل سنة وأنت مش طيب يا باسل".
- أبوك.
واقرأ أيضاً:
انفلات الروح / التوت المحروق