إلى اللقاء أقول أم أقول وداعاً؟ وما الفارق ففي كلا الحالتين لن يعود لك أثرا في حياتي ولن تعود أنت حبيبي ولن أعود أنا المتيمة بحبك
قد نلتقي غدا أو بعد أعوام.. ستطالع عيوننا نفس الوجوه ولكن هيهات أن تكون نفس القلوب أو الروح.
أيها الوغد اللعين حذرتك مرارا من قسوة لن أتحملها... رجوتك ألا تبتعد عني وتتركني للجحيم أصلى فيه وحيدة جريحة أسيرة... كنت أصرخ في سجن أحزانك وأنى للسجين أن يُسمع صراخه وأن يستجاب لآهاته.
أنا اليوم نفس الفتاة.... أحمل نفس اسمها وملامحها وبهذا تشهد بطاقتي الشخصية ووحدي أعلم أنني لم أعد أنا... ماتت أنا منذ قتلتني
ربما شاهد الناس روحي وهي تخبو... شاهدوا عاجزين زهرة حياتي وهي تذبل... رأوا شمعة شبابي وهي تذوب بسرعة لتطفئها تنهيدة حارة...
شاهدوا الدموع تعصر من عيوني خمرا والآهات تخرج من جوفي جمرا ولحن المرار يعزف صمتا ولم يكن بيدهم حيلة.. وكان بيدك كل الحيل يا ساحر حياتي ولكنك لم تحرك ساكنا نسيت أو تناسيت أنني موجودة على قيد الحياة.. ظالم.. قاسي.. أناني ومغرور
مالي أعرض نفسي عليك المرة تلو الأخرى دونما كرامة؟ مالي وقد فقدت أمامك عزة نفسي ورجوتك أن تلحقني بركب حياتك ولو تابعة؟ كيف لملكة أن ترضى أن تكون جارية؟ كيف لكيان قائم بحد ذاته شامخ في علوه وسموه يرضى أن ينكمش ليصبح ظلا؟ لم ارتضيت الذل والهوان وأنا العزيزة؟ نعم لقد أهنت عزيز وأذللت كريم وسيرد لك الزمن الصاع صاعين وهذا ليس بيدي.... فهذا ما جنته يداك.
آه.. ما كل هذه الوحدة والفراغ بدونك كأن الدنيا سراب وخراب وهي حقيقة عامرة؟!
تبا لك لعمري إن اليأس والوحدة والفراغ أتوه فيهم وأدفن أهون عليّ من لحظة بقربك أتجرع فيها كأس السعادة والهوان معا.. وأي سعادة كنت أتوهم بقربك ما أنت سعادتي وما كنت.. فما تدري وجودك في حياتي لم يكن أكثر من مجرد تجسيد لوهم كأني كنت أبحث للخيال عن أرض أو للعطور عن ملمس.
يا أحمق ما كنت سوى وهم للسعادة وأنا الجنة التي ما كنت لتحلم حتى بالاقتراب منها.. رميت بها تحت قدميك وبين يديك لترمي بها عرض ذراعك وتدوس عليها.
والآن لنصفي الحساب لنرى من منا خاسر ومن الرابح؟.. أنت وهم لسعادة بينما الحقيقة أنت جحيم لا يطيقه حتى الشياطين وأنا النعيم القادر على إسعاد أشقى الأشقياء.
احسبها بنفسك وانظر للنتيجة مليا.. وإذا أعجبتك فهنيئا لك بها وإن لم تعجبك فانهل منها حتى تغرق فيها فهذا ما جنته يداك.
كل حب يكون مثل وردة يافعة تحتاج إلى الرعاية والعناية حتى تنمو وتزهر فتمنح صاحبها العسل والعطور..إلا حبك كان كالصبار نبت في الصحراء لوحده دونما رعاية وتحمل القسوة والجفاء كبر ونما وحده والفضل الوحيد الذي يعود لك في النبتة الصابرة الجميلة هو في موتها.... في اقتلاعها من جذورها ورميها إلى المجهول....
حسنا... إذا كان هذا ما أردته فتحمل أشواكها ولتدمى يداك بالجراح.. فهذا ما جنته يداك.. ولك أن تضيف لكل صفاتك القبيحة صفة جديدة وأنت بها جدير... قاتل
قاتل ومن حماقتك قتلت أكثر من أحبك في هذه الدنيا... قتلت حبي وحياتي.. آآه لكن تلك كانت فتاة أخرى أما اليوم فأنا أولد من جديد بقلب جديد يحلم بالحب مرة أخرى ،بذرة صغيرة تحلم بقلب يروي عطشها للحب ويرعاها بالحنان والاهتمام ويمنحها الأمان الذي تعيش عليه باقي حياتها تتجرع من السعادة حتى تهنأ بعد طول شقاء...
أما أنت يا ذكرى ماتت، وحياة انتهت، وماضي دفين فداوم على نسياني حتى يجرحك الزمان مرة أخرى فتعود لترتمي في أحضاني عسى أن أداويك ولكنك لن تجدني.. لن تجد المغرمة بك، الولهانة التي تعذب قلبها لترضي غرورك المريض ستكون وحدك وقت جرحك كما استكثرت عليّ أن أشاركك فرحك واعذرني.....
فهذا ما جنته يداك.........
واقرأ أيضًا :
بلا روح / كلماتٌ على مِقْصلة الحلم: / لستُ أنـا ! / فَـداحَـهْ ! / بَعْدُ وَبَعْدُ... / فِـقْـهُ الرَّغْـبَةِ ! / وجوهٌ شتي !! / عسى..يا عَسى! / سببٌ مَبْـحُـوح !