أحيانا، لا فرق في التواصل بين الأزواج والغرباء، بل الأمر أسوأ
قد يعتقد المتزوجون أنهم يتواصلون جيدا مع أزواجهم، إلا أن علماء النفس وجدوا أنهم لا يحسنون نقل الرسائل إلى محببوبيهم كما يعتقدون – بل في بعض الحالات، لا يتواصل الأزواج بشكل أفضل من الغرباء.
نفس مشكل التواصل يحدث مع الأصدقاء المقربين، كما وجدت دراسة حديثة.
"يعتقد الناس عموما أنهم يتواصلون مع الأصدقاء المقربين بشكل أفضل مما مع الغرباء. في الحقيقة، قد يؤدي هذا التقارب إلى سوء تقدير الناس لمدى تواصلهم بشكل جيد، ظاهرة اصطلح عليها" تحيز تواصل التقارب، حسب "بواز كيسر"، أستاذ علم النفس بجامعة شيكاغو، وخبير بارز في شؤون التواصل.
وقد ابتكر زميل كيسر "كينيث سافيتسكي"، أستاذ علم النفس في كلية ويليامز في ويليامز تاون، ماساشوستس، تجربة طريفة لدراسة النتائج. ففي خلالها، جلس مجموعتان من الأزواج على الكراسي وظهورهم لبعضهم البعض، محاولين أن يستشفوا معاني الجمل الغامضة لبعضهم البعض. في المجموع، وشارك 24 من الأزواج.
استخدم الباحثون العبارات المعتادة في الأحاديث اليومية لمعرفة ما إذا كان الأزواج أفضل في فهم الجمل من شركائهم مما من الناس الذين لا يعرفونهم. فبالغ الأزواج في تقدير قدرتهم على التواصل باستمرار، وهكذا فعلوا أكثر مع شركائهم مما مع الغرباء.
زوجة تقول لزوجها، 'الجو حار هنا'، ملمحة لزوجها لتشغيل مكيف الهواء، قد تفاجأ عندما يفسر زوجها عبارتها على أنها عرض جنسي، يقول سافيتسكي، صاحب المقال الأكاديمي هذا، الذي نشر في عدد يناير 2011 من مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي.
"على الرغم من توقع المتحدثين أنهم يفهمون أزوجاهم بشكل أفضل من الغرباء، كانت معدلات الأزواج والغرباء إحصائيا متطابقة، وهذه نتيجة صادمة بسبب أن الأزواج كانوا أكثر ثقة من أنهم سيُفهمون من قبل شركائهم الآخرين"، حسب سافيتسكي دائما.
والسبب في نظره أن "بعض الأزواج قد يكونون في الواقع على نفس الموجة، ولكن ربما ليس بالقدر الذي يعتقدون. يكون الزوج متسرعا ومشغولا، ويكف عن اعتبار وجهة نظر الطرف الآخر، وتحديدا لأن الزوجان قريبان جدا من بعضهما".
وقد أجرى سافيتسكي تجربة مماثلة على مع 60 طالبا من معهد ويليامز. وفي الدراسة، بالغ الطلاب في تقدير مدى فعاليتهم في التواصل مع الأصدقاء، مكررين بذلك النمط الذي وجد مع المتزوجين.
لماذا؟
القرب يمكن أن يحدث ‘وهم البصيرة'
تنشأ مشاكل التواصل عندما يدعي المتحدث أن مخاطبه لديه كل المعلومات، وان لا حاجة لمزيد من الشرح الطويل. عندما يلتقي الناس بغريب ما، يقومون تلقائيا بتوفير المزيد من المعلومات لأنه ليس لديهم "تحيز التقارب" لدى ذلك الملتقى به. وفق نفس النهج، قد يفترض المستمع بطريق الخطأ أن تعليقا أو طلبا من قريبه قائم على معلومات مشتركة لديهما -- خطأ لن يقترفه المستمع مع شخص غريب.
لاختبار هذه الفكرة، أقام فريق في مختبر 'كيسر' تجربة يجلس خلالها طالبان في مقابل بعضها البعض، تفصلهما مقصورات/حجيرات مربعة تحتوي على أشياء. وبعض الأشياء لا يراها أحد الطالبين. ذلك الطالب -المتحدث-سيسأل شريكه نقل إحدى الأشياء- لكن المتحدث لا يعرف أن طلبه يمكن أن يتم تفسيره بطريقتين مختلفتين. على سبيل المثال، إذا كان المتحدث يطلب من زميله تحريك الفارة/الماوس، فإن الشريك لديه خياران: ماوس الكمبيوتر "التي يمكن أن يراها المتحدث، أو الفأرة اللعبة" التي لا يمكن أن يراها.
وجدت الدراسة أنه عندما يطلب من الشركاء نقل شيء مع اسم غامض، فإنهم يترددون طويلا عندما يكون المتكلم صديقا. لكن عندما يكون المتحدث غريبا، يكون الشريك سريعا في التركيز على الشيء الذي يمكن أن يراه المتحدث، ويتجاهل الشيء الذي لا يعرف المتحدث شيئا عنه. ويظهر هذا أن المشاركين يميلون لاتخاذ موقف مغرور عند العمل مع صديق، مهملين الأخذ بعين الاعتبار احتمال أن لا يشترك الصديق في المعلومات ذاتها التي لديهم.
حسب نيكولاس ايبلاي المشارك في الدراسة، وهو أستاذ في العلوم السلوكية في جامعة شيكاغو –مدرسة إدارة الأعمال:
"مشكلتنا في التواصل مع الأصدقاء والأزواج يمكن في كونه لدينا وهم بصيرة. الاقتراب من شخص ما يظهر انه يحدث وهم فهم أكبر من الفهم الفعلي".
يجب علينا أن ندرك، ‘أن ما أعرفه أنا مختلف عما تعرفه أنت، وهذا "ضروري لحدوث التواصل الفعال". "من المعتاد إعطاء التوجيهات لتدريس فصل أو في مجرد محادثة عادية. ولكن هذا التصرف يختفي عندما يكون الآخر صديقا مقربا أو زوجا".
المصدر:
MLA University of Chicago (2011, January 19). Couples sometimes communicate no better than strangers. ScienceDaily. Retrieved January 25, 2011, from http://www.sciencedaily.com /releases/2011/01/110120090954.htm
البحث الأصلي:
Kenneth Savitsky, Boaz Keysar, Nicholas Epley, Travis Carter, Ashley Swanson. The closeness-communication bias: Increased egocentrism among friends versus strangers. Journal of Experimental Social Psychology, 2011; 47 (1): 269 DOI: 10.1016/j.jesp.2010.09.005
اقرأ أيضاً:
النبي موسى ومعجزة فرق البحر / مظهر شاب دون جراحة تجميلية / المشاعر الإيجابية مفيدة للصحة في الكبر / أسلافنا لإنقاذنا!