(185)
رياضيات
علّمونا زمان في المدرسة إنه لو فيه حل لمسألة رياضية بيستغرق عشر خطوات وفيه حل ثاني يستغرق ثلاثة خطوات؛ فالطالب اللي بيحل المسألة عن طريق العشر خطوات ياخد ربع أو نص الدرجة فقط وليس الدرجة كاملة رغم إن إجابته صح. بمعنى أنه الصحيح هو إتباع الخطوات السهلة والقصيرة للوصول للهدف. باستخدام منطق الحل لمسائل الرياضيات فاللي يقول نعم للتعديلات الدستورية ياخد ربع أو نص الدرجة واللي يقول لا ياخد الدرجة كاملة.
(186)
آداب الحوار
اللي عايز يتعلم إزاي يكون أدب الحوار؛ يشوف المحامي ناصر أمين الناشط في مجال حقوق الإنسان في مصر وهو يتحاور في البرامج الحوارية. واللي عايز يتعلم عكس ذلك يشوف بعض قيادات الأخوان المسلمين كيف يتحاورون، وما بين هذا وذاك فيه درجات كثيرة. يا رب نتعلم الأدب في الحوار علشان بلدنا تتقدم.
(187)
الشعب يريد إنهاء الاحتلال
لدينا حتى الآن خمسة نماذج من تعامل الحكام مع ثورة شعوبهم، ليشكل هؤلاء الحكام مدرجاً لعنف الحاكم ضد المحكوم. ويبدأ هذا المدرج بأقل درجات العنف ممثلاً في حاكم البحرين ولينتهي بأقصى درجات العنف والذي ما كان لأحد أن يتخيله وهو ما يرتكبه القذافي وأبناؤه في حق الشعب الليبي كل يوم. وعلى الرغم من هول ما يمارسه القذافي من قتل ضد الشعب الليبي إلا أنه أعطي للشعوب نموذجاً محتملاً لأقصى ما يمكن أن يواجهه أي شعب يخرج مطالباً بالحرية؛ فإن قبل دفع الثمن فعليه الخروج.
أقول هذا وأنا أقصد بقولي الشعب الفلسطيني، وأطرح تساؤلاً لماذا لا يفكر الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة أن يتحرك ويثور؛ ليس ضد حكومة محمود عباس ولكن ضد الاحتلال الإسرائيلي، ليس ليطالب بإنهاء الانقسام ولكن ليطالب بإنهاء الاحتلال. ما الذي يمكن لهم أن يدفعوه من ثمن أكثر مما يدفعه الشعب الليبي الذي يصر على مواصلة الطريق حتى تتحقق لهم الحرية من احتلال القذافي.
لقد قتل القذافي منهم من قتل ومع ذلك لم تضعف عزيمة هؤلاء بل زادهم إيمانا وقرروا إما الحرية أو الشهادة. ما يلقاه الشعب الليبي لن يلقى الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال أكثر منه على يد الاحتلال الإسرائيلي. يجب على الشعب الفلسطيني أن يخرج ليطالب بإنهاء الاحتلال وحينها سينتهي الانقسام وستتوحد الصفوف ولن يجد عباس وغيره سبيلاً سوى الخضوع لإرادة الثوار، أو فعليهم أن يرحلوا ليتركوا القيادة لمن هو أحق.
أستطيع أن أجزم أن هذا ما تخشاه إسرائيل الآن، بل يمكن القول بأن تحرك محمود عباس لإنهاء الانقسام يسعد إسرائيل أكثر مما يسعد الفصائل الفلسطينية؛ وذلك حتى لا يفكر الفلسطينيون في أكثر من إنهاء الانقسام. وإذا ما حدث ما هو أسوء وظهرت بوادر ثورة في الأفق؛ فستخلق إسرائيل من تتفاوض معه ليحصل على الفتات فتقضي على أي تحرك قبل أن تندلع الثورة. إن إسرائيل ترتعد من ثورة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، إذا قامت الثورة فلن تجد إسرائيل أمامها من حل سوى الانسحاب لحدود ما قبل يونيو 67 أو أن تُبيد الشعب الفلسطيني. إذا خرج الفلسطينيون رافعين شعار "إما الشهادة أو إنهاء الاحتلال"؛ فحتماً سينتهي الاحتلال. اخرجوا الآن ولديكم الملايين من الفلسطينيين في كل بلاد العالم يدعمونكم. اخرجوا الآن وإلا فلا تلومون إلا أنفسكم على بقاء فلسطين محتلة.
(188)
أستحلفكم بالله
أعتقد أن حزن نتنياهو على رحيل بئس العابدين بن علي لم يكن فقط بسبب فقد صديق لإسرائيل، كما لم يكن بكاء إسرائيل على رحيل مبارك بسبب فقدهم لعمق استراتيجي لن يعوضوه أبدا. كما أعتقد أن حزن إسرائيل كان مصدره بالأساس أن ثورة الشعبين التونسي والمصري كانت مفزعة إلى حد الرعب وكأنه زلزال قوته 10 رختر هز أركان إسرائيل. زلزال ضرب أركان الكيان الصهيوني وهو بعد خارجها؛ فما بالها لو أن هذا الزلزال كان داخل إسرائيل نفسها. لهذا كان زعماء إسرائيل يصرخون أنْ ادعموا بئس العابدين بن علي، أنْ أنقذوا مبارك ولا تتركوا نظامه ينهار أمام ثورة الشعب، فما كان يفزعهم ليس الانهيار في حد ذاته ولكن أنه حدث بفعل ثورة الشعب.
أعتقد أيضاً أن خطاب محمود عباس الحماسي باستعداده للذهاب لغزة للقاء قادة حماس غداً – وكأنه السادات حين لعب دور الشجاع المستعد للذهاب إلى العدو في عقر داره من أجل السلام - لم يأت بهدف المصالحة بقدر ما هو خطاب جاء بناء على أوامر عليا؛ بهدف امتصاص غضب الشعب الفلسطيني حتى لا يثور. فما يرعب إسرائيل هو أن يتكرر السيناريو ذاته داخل إسرائيل فيخرج الشعب الفلسطيني ثائراً في مظاهرات سلمية رافعين مطلب واحد وهو إنهاء الاحتلال، وقتها لن تعرف إسرائيل ماذا تفعل. فما كان يطمئن إسرائيل دائماً إيمانهم بأن الشعوب العربية مجرد همج وأغبياء؛ يقودهم مجموعة من العملاء الذين اشترتهم إسرائيل بأبخس ثمن.
ما يرعب إسرائيل الآن سقوط هذا الاعتقاد فقد أفاق العرب ولم يعودوا قطيع يسير خلف العملاء. فقد صار قائدهم ضميرهم، ولم يعد بينهم غبي أو عميل، فماذا يمكن لإسرائيل أن تفعل وقد تحول طرفي المعادلة إلى ثائر لا يخشى الموت؛ يقوده إيمان بالهدف. أعتقد أيضاً أن رعب إسرائيل ازداد أضعافاً مضاعفة حين صدمهم الشعب الليبي الذي لم يخشى طائرات القذافي ولا مدفعيته ولا راجمات صواريخه وظل على إيمانه وإصراره بإسقاط النظام.
إن إسرائيل ترى ما لم تكن تتصور أن تراه ولا حتى في أسوء كابوس يمكن لها أن تحلم به. لقد بنى اليابانيون مفاعلاتهم النووية وهم يتصورون أنه لن يأتي زلزال يفوق السبع درجات على مقياس رختر؛ فناموا مطمئنين كل هذه السنوات إلى أن جاءهم زلزال يفوق الثمان درجات فزلزلت الأرض من تحتهم ولم تعد اليابان هي اليابان. هذا ما تعيشه إسرائيل الآن، إنها تعيش زلزال مقياسه عشر درجات على مقياس رختر؛ يهز مصر وتونس واليمن وليبيا وحتى البحرين فماذا هم فاعلين مع تبعات هذا الزلزال عندهم، وماذا عساهم فاعلون لو أن هذا الزلزال جاءهم في عقر دارهم. يا شعب فلسطين زلزلوا إسرائيل.. يا شعب فلسطين لا تنتظروا أن يفعل غيركم ما يجب عليكم أنتم أن تفعلوه.. يا شعب فلسطين أستحلفكم بالله أنْ أخرجوا ثائرين ولا تعودوا إلاّ وأنتم منتصرون، ولفلسطين محررون.
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (42)
واقرأ أيضاً:
باستيل مصر/ في روضة أطفال الديمقراطية: كى جي ون/ منظومة الحرية/ الرؤية المستقبلية لمصر/ لا.... للإحباط/ حكاوي القهاوي