حكاوي القهاوي (44)
(199)
اعتذار
اعتذار من كل مصري إلى كل الشعب التونسي الحبيب الشقيق؛ رغم أنف مبارك وكل كلابه الأمنية والبلطجية اللي كانوا في المدرجات واللي كانوا قاعدين ع الدكة وبيحرضوا واللي كانوا لعملية البلطجة بيدبروا من خارج الإستاد ومن داخله. السبب الحقيقي ورا اللي جرى يا شعب تونس الجميل، إن تونس عاملة عقدة لمبارك، مش شعب تونس برضه هو أول من ثار، وولع الدنيا بنجاح ثورته... مش رئيسها هو اللي خلع وهرب، وبهروبه رفع سقف طموحاتنا كلنا. علشان كده لما لقى تونس جت في القاهرة هو وكلابه قالوا فرصه وجت لغاية عندنا.. وراحوا ينتقموا من اللي عملوها فيه وكانوا السبب. أنا أعتذر وكل مصر تعتذر؛ إيدنا في إيدكم عشان بالمحبة زي إبليس إن شاء الله راح نرجمه.
(200)
ربنا بيحبك يا مصر
ربنا بيحبك يا مصر وعايز الخير لنا كلنا، طب تعالوا بصوا معايا كده، الأولة موقعة البغال اللي لولاها ما كان مبارك غار عننا. والثانية موقعة الصناديق اللي لولاها ما كان استغلال الدين انكشف لنا. والثالثة مدد يا سيدنا الحسين مدد؛ بموقعة الأضرحة انكشف للبسطا المخدوعين إن السلفيين تلفيين وإنه لازم نبعدهم عننا. والرابعة من غير ميعاد جت ف الإستاد وأكدت لنا إنه لازم نتخلص من كلاب مبارك اللي لسه عايشين وسطنا... عرفتم بقى إن ربنا والله بيحبنا.
3/4/2011
(201)
دكانة الرئيس
غياب الديمقراطية يخلي أي بلد زي الدكانة والريس هو صاحبها، يعمل فيها اللي هو عايزه؛ ممكن يغير الديكور وممكن يقفل لو كان تعبان في يوم، أو يدي المفتاح لحد من العيال يفتح ويْمَشّي الشغل بداله على ما الريس ينزل الدكانة من تاني. وأهو برضه الواد يفهم الصنعة علشان بعد عمر طويل الدكانة تفضل مفتوحة. مصر؛ تونس؛ ليبيا؛ اليمن؛ سوريا وغيرهم كتير كلهم دكاكين بأسماء الرؤسا. عشان كده مفيش رئيس قادر يفهم أو يستوعب اللي بيحصل من الشعب. ناقص الريس يخرج للشعب ويقول إنتوا بتثوروا ليه.. هي كانت دكانة أبوكم ولاّ دكانتي، مش كفاية بتاكلوا يا غجر؟!!!! خسارة إنه مفيش في الدول اللي زي كده نقابة للشعب تطالب بحقوق التقاعد لما الريس يطرد الشعب من دكانة سيادته.
السادات الله يرحمه كان عامل مصر وكالة عطاره وهو قاعد على بابها بيشرب الشيشة، ممكن يعمل خاطر لأي تاجر من التجار حبايبه. يعني مثلاً في مباحثات كامب ديفيد للسلام لما كان الوفد المصري اللي معاه يرفض المقترحات الإسرائيلية، كان يرد عليهم ويقول معلش عشان خاطر كارتر. ده كان نموذج لإدارة وكالة السادات للعطارة، معلش عشان خاطر الحاج كارتر بتاع الفول السوداني... ومفيش بين الخيرين حساب يا حاج كارتر واللي عندك عندي، ومن حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه.
الله يرحمه كان كريم قوي في سياسة الانفتاح؛ وافق إن اللي عايز يفرش فرشه يبيع فيها بضاعته قدام الوكالة مفيش عنده مشكلة، فتلاقي في عصر الانفتاح كل اللي عنده حاجه وعايز يبيعها فرش عند الحاج السادات؛ إيشي فرشة بيبسي؛ وفرشة ملابس مستعملة؛ والكل بيرزق والحمد لله. الحاج مبارك بقى عمل مصر دكانة مبارك للبقالة والبيع بالجملة والقطاعي.
الدكانة ممكن تبيع أي حاجة شكك؛ ع النوته يعني، أي واحد من التجار حبايبه مزنوق ممكن يشتري ويسدد بعدين أو ينسى يسدد زي بعضه الدنيا مش راح تنهد، وبكده مبارك باع مصر كلها ع النوته. كل حاجة في مصر كانت تدار بمنطق محل البقالة. الديمقراطية بقى راح تعمل من مصر مؤسسة، يعني كل حاجة تنعرف؛ الداخل والخارج راح يتسجل ع الكمبيوتر مش في نوته في جيب الريس. الديمقراطية راح تعمل من مصر مؤسسة مش وكالة عطارة ولاَ دكان بقالة. الديمقراطية راح تعمل من مصر مؤسسة لها مجلس إدارة يتحاسب ع الأرباح النصف سنوية والسنوية، والمجلس اللي بيحقق ربح يقعد والمجلس اللي بيخسر ينطرد وغيره يدير.
(202)
قناة التحرير
محمود سعد طلع بيفهم؛ خدها من قاصرها وراح على قناة التحرير وقال بيدي لا بيد عمرو. أما أختنا لميس طلعت على نياتها وساذجة؛ إفتكرت إنها قاعدة. الجماعة فضلوا مستنيين إنها تفهم، ولما لقوا إنه مفيش فايده فيها ومش عايزة تفهم؛ إضطروا يقلعوا برقع الحيا ويبانوا على حقيقتهم. واضح إن فيه حد مقرر يخرب بيت التليفزيون قبل ما يمشي ويجيب عاليها واطيها. عموماً يا ست لميس قناة التحرير موجودة بس الله يخليكي أوعي تاخدي جوزك معاكي عشان وشه مستفز ومش لايق عليه التحرير لا هو ولا أخوه اللي كان بيقول إن الريس طيب وغلبان واللي حواليه ضحكوا عليه وخلّوه يشرب حاجه أصفره. ياريت جوزك يفضل في الزنقة اللي هو فيها أرحم لنا وعلشان خاطري خليه يسيب برنامج المواهب علشان المدام بتتفرج على البرنامج وأنا بصراحة خايف عليها من الضغط.
(203)
لك يوم يا..
فيه أخ من إخوانا الصحفيين البعدا اللي كان بيشتغل لمصلحة أمن الدولة زمان؛ طبعاً هو رئيس محترم. أخينا بعد الريس ما إنخلع قعد يتكلم في برنامج عن خفايا الأمور واللحظات الأخيرة قبل الرحيل؛ قال إيه له مصادره اللي جوا المطبخ وعارف اللي بيحصل. اللي هو مش عايز يقوله إن مصادره كانت بتقوله علشان هو واحد من بتوع أمن الدولة وطول عمره بيعمل لهم اللي هم عايزينه، بس الفرق إن الواد ذكي وضرب صُحبيه معاهم.
لما الأخ لقي الدنيا تغيرت قام عمل نفسه بطل من بتوع التحرير؛ طبعاً هو كان بينزل الميدان عشان يخدم أسياده وبعدها عملها بجميلة قال يعني من بتوع الثورة. أخونا بيلعبها صح قوي وعشان كده ناس كتير شربت المقلب وصدقت إنه بجد ثورجي. الغريب إن مفيش وثيقة من وثائق أمن الدولة اللي الشباب لقوها جابت سيرته خالص وده معناه إنه عزيز عليهم وراجلهم لغاية دلوقت وعلشان كده أمن الدولة حريصية على عدم فضحه. عموماً لك يوم أكيد يا ظالم حتى لو كان يوم ثامن أو تاسع أو حتى عاشر يوم من أيام الأسبوع.
(204)
قانون الأحزاب
أحسن حاجة في قانون الأحزاب الجديد إنه علشان الحزب يتأسس لازم يكون فيه على الأقل خمسة ألاف عضو وأنهم يكونوا في عشر محافظات على الأقل وكل محافظة فيها 300 شخص على الأقل. ميزة القانون ده إنه راح يمنع كل إتنين قاعدين على قهوة ولاّ في زنقة ولاّ في زاوية إنهم يعملوا لنا حزب. كمان جميل قوي إن القانون رفع الدعم عن الأحزاب؛ مش كل واحد عايز سبوبة يفتح له حزب.
ياريت لو كانوا عملوا تطبيق القانون ده بأثر رجعي علشان الأحزاب اللي ملهاش لازمة تتقفل أحسن. أكشاك المعارضة في عصر ما قبل الثورة بتفكرني بالطرق الصوفية، كل طريقة تاخد دعم أو نفحة من الدولة علشان يصرف بها رئيس الحزب على بيته الأول وبعدين اللي يفيض يروح للحزب، ومدد يا سيدي الحزباوي. ولما يجي المولد كل واحد يفرش وينشد مدد يا مبارك مدد وياخدوا النفحة اللي تخللي كل حزب مبسوط ويحلف بكرامات سيدنا الولي. وده السر اللي لما شيخ حزب من الأحزاب ربنا إفتكره ومات؛ ابنه اتخانق علشان ياخد مشيخة الحزب، الراجل معاه حق يعني برضه يصح النفحة اللي كان بياخدها أبوه تروح لحد غريب. لو الدعم للأحزاب دي انتهى يبقى كل حزب يورينا كرامة علشان نصدق إن تحت القبة شيخ ويستمر الحزب في أخد الدعم؛ لو أخد خمسة في المائة من نواب البرلمان.
(205)
الأحزاب بنت القديمة
لما حزب الوفد عمل انتخابات حرة؛ الناس يا ولداه فرحت والكل راح انضم له وأخد العضوية. خسارة الحزب ما لحقش يفرح وجت ثورة خمسة وعشرين يناير ورجع الحزب ورئيسه لحجمهم الطبيعي. يا ترى كام واحد لسه في الحزب بعد الأداء السخيف في الثورة.. الله أعلم؟ واللي يسري على الوفد يسري على غيره، وما ألعن من الوفد إلاّ التجمع. علشان كده يا ريت الأحزاب دي كلها تقفل وتسلم المقرات بتاعتها للحكومة تعملها دار للأيتام أنفع.
4/4/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (46)
واقرأ أيضاً:
كنت في التحرير.. لستُ أمّك!!/ منظومة الحرية/ الرؤية المستقبلية لمصر/ لا.... للإحباط/ حكاوي القهاوي