حكاوي القهاوي (51)
(234)
برافو أبو لحية
برافو أبو يحيي، برافو أبو ياسين، برافو أبو أنس رفعتم راية الإسلام في كل الدنيا وعملتم اللي معرفش يعمله كل اللي قبلكم، طلعتم أجدع من محمد بن عبد الله ومن كل الصحابة ومن عمرو بن العاص وعمر بن الخطاب لما فتحوا مصر، برافو عليكم عملتم تحديث للإسلام وبقى فيه إسلام جديد، إسلام فيه لازم نحرق الكنايس ونقتل المسيحيين. برافو عليكم وأنتم كده رجالة أمن الدولة الأشداء الأقوياء، طول عمركم مخلصين لأسيادكم حتى بعد ما طلعوا من الخدمة. برافو عليكم بجد وربنا يورينا فيكم يوم على قد التخريب اللي إنتم خربتوه في الإسلام وفي مصر.
(235)
بعد خراب مالطة
لأن دايماً المجلس العسكري ومجلس الوزراء وكل المجالس في مصر عندهم بطء في التفكير وبطء في سرعة إتخاذ القرار، وبالتالي بطء في سرعة رد الفعل، فدايماً المصايب بتحصل ولا حياة لمن تنادي، ولا يتحرك أحد إلاً تحت الضغط الشديد والشديد جداً. إن شاء الله بعد خراب مالطة يمكن يفكر أخيراً المجلس العسكري ومجلس الوزرا بحل مشكلة الفراغ الأمني اللي لها ميت ألف حل والحكومة ومش عايزة تسمع وعمالة تطبطب على السادة ضباط الشرطة. وياريت بقى يحل المجلسين المشكلة الطائفية بالقبض على التلفيين اللي بيخربوا في البلد ويحاكموا كل من هدم كنيسة أطفيح وقطع ودن الراجل الغلبان في الصعيد، وكل المجرمين اللي عملوا المصيبة في إمبابة أو حرضوا عليها. ياريت بقى المجلس يعمل دولة القانون على كل المسلمين والمسيحيين وعلى أي واحد يفكر يخرب البلد سواء كان عامل نفسه شيخ أو قسيس.
(236)
بيت العيلة يا بيتنا
شيخ الأزهر والمفتي لسه عايشين في القرن الماضي وبيحلوا مشاكلنا على طريقة فايزة أحمد بيت العز يا بيتنا، يا عم الشيخ أنت وهو الله يصلح حالكم بدل الكلام الساذج ده كل واحد منكم يعمل شغله ويصلح المؤسسة اللي هو فيها علشان التعابين اللي معششة في الخرابات اللي في البلد بأسم الدين تبعد عننا. الله يصلح حالكم اعملوا شغلكم علشان الإسلام الوسطي الصح ياخد مكانه، الله يصلح حالكم لازم تكون سلطة الأزهر قوية على كل المساجد في مصر؛ مش كل متخلف يحتل مسجد ويمسك ميكروفون ويخرب في أفكار الناس. ياعم الشيخ أنت وهو وهو وهو أتحركوا بقى وإلاّ حسابكم حيكون مع ربنا عسير.
(237)
السلفية والإخوان المسلمين
تناول الباحث حسام تمام في برنامج الميدان شرحاً رائعاً عن نشأة السلفية في مصر والتي تستند على الفكر الوهابي بالدرجة الأولى، فالسلفية الوهابية لها تصور في التوحيد اعتمدت فيه بالأساس على العودة بالعقيدة إلى ما قبل ظهور المذاهب الأربعة، فما قال به الأجيال الثلاثة الأولى من الصحابة والتابعين وتابع التابعين هو الذي يؤخذ به ومن هنا جائت التسمية "سلفي". يشير الباحث إلى أن هذا التيار السلفي له رؤية خاصة ينكر فيها أي تطور في المجتمعع "فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"، كما ينكر التجربة التاريخية للبشر؛ لهذا فهم يحرمون قيادة المرأة للسيارة كما يحرمون التشجيع في مبارايات كرة القدم. من الحكايات الطريفة التي يرويها كبار السن أن الملك فيصل رحمه الله عانيي منهم فقد أفتوا بأن الراديو بدعة ومن ثم فهو حرام "يوم ينطق الحديد"، فجاء رده عليهم في منتهى الذكاء إذ منع عنهم سياراتهم التي جاءوا بها لمقابلته للمطالبة بمنع دخول الراديو للمملكة، فما داموا قد رفضوا الراديو فلماذا يقبلون بالسيارة. يقول الباحث أن الفكر السلفي يرى العالم كله مجرد خراف ضالة؛ عليهم هدايتهم للطريق الصواب، ويرى أيضاً أن هذا الفكر يميل إلى صناعة الأعداء الذين يحاربهم، فجعل من الصوفية والشيعة واليهود أعداء له.
يذكر لنا الباحث أن بداية تأسيس هذا الفكر السلفي بمصر كانت في عام 1926 من خلال جمعيات أنصار السنة، ثم تبنى الشيخ محمد عبده أفكارها؛ فازداد إنتشارها. ثم جاءت جماعة الإخوان المسلمين لتأخذ بالكثير من أفكارها خاصة بعدد هروب قيادتها في زمن عبدالناصر إلى السعودية وتشبعهم بالفكر السلفي. وجائت الطامة الكبرى – كما يشير الباحث لما ذكره الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - في عام 1974 عندما أطلق السادات اليد لجماعة الإخوان لضرب الناصريةة والشيوعية، ونظم الإخوان في الجامعات المصرية رحلات العمرة للطلبة الذين نزل الكثير منهم ضيوفاً على مشايخ السلفية هناك ليتعلموا وليعودوا إلى مصر بأفكرهم وبكتبهم التي حصلوا عليها هدايا دون مقابل وكانت بالآلاف المؤلفة منن المطبوعات "تهدى ولا تباع". فصار ما صار من تحول فكري في جماعة الأخوان المسلمين على خلاف ما بدأه الشيخ حسن البنا نفسه، وكذلك ظهرت الجماعات السلفية التي منها عبود الزمر والتي تنتشر الآن في مصر. وقد أخذت صناعة الأعداء والتي تميز هذا الفكر شكلاً معاصراً في مصر فكان رفضهم للأقباط ورفضهم خروج المرأة وعملها ثم المطالبة بالرقابة الشرعية على القوانين.
لقد اعترف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في مذكراته أنه تم خداعهم، ولكن جاء هذا الاكتشاف متأخراً، إذ يتنبأ الباحث أن الفكر السلفي سيأكل الأخوان المسلمين ليبتعد عما تبناه حسن البنا من أفكار وسطية وصلت إلى أن الرجل كان منتمياً للطريقة الحصافية الشاذلية ولم يجد في هذا تصرفاً مخالفاً لأفكار جماعة الإخوان المسلمين. ويعتقد الباحث أن مستقبل الجماعة سيفضي عن تحولها إلى جماعة سلفية خاصة إذا ما فكر قيادات الجماعة كعاداتهم بشكل نفعي في ضم كل التيارات السلفية لصفوفهم حتى يضمنوا إكتساح الساحة السياسية في مصر لتكون لهم الأغلبية البرلمانية، وسوف ينتهي بهم الحال إلى مجرد جماعة سلفية لا علاقة لها بحسن البنا ولكن ولائها للشيخ "معرفش بن مين".
9/5/2011
ويتبع >>>>>>>>: حكاوي القهاوي (53)
واقرأ أيضاً:
أهم من الاستفتاء، وأخطر من ثورة مضادة/ هنا والآن.. الثورة تكون إزاي؟؟/ حكاوي القهاوي