وجه المفكر الإسرائيلي (عونير شليف) انتقاداً حاداً للرئيس الأمريكي (باراك أوباما)، قائلاً إنه أثبت أنه يفهم فقط لغة القوة وليس لغة الأخلاق. وفي مقال نشره في النسخة العبرية لموقع صحيفة "هارتس"، قال (شليف) إن (أوباما) ارتعد خوفاً من انتقادات (نتنياهو) والجمهوريين لما جاء في خطابه الموجه للعرب والمسلمين، مما دفعه للاعتذار عما جاء في هذا الخطاب من خلال ما جاء في خطابه أمام مؤتمر (أيباك). ونوه (شـليف) إلى أن الخوف تملك (أوباما) من أن يؤدي إغضاب (نتنياهو) إلى خسـارتـه المال والأصوات اليهوديـة عشـيـة الانتخابات الرئاسـيـة، مشـدداً على إن كل ما يعني (أوباما) هو الاحتفاظ بكرسـي الرئاسـة لفترة حكم ثانيـة... وأكد (شـليف) على أن (أوباما) قد أسـدل السـتار على أي إمكانيـة لتحقيق تسـويـة سـياسـيـة للصراع عبر تبنيـه موقف اليمين المتطرف في (إسـرائيل). واعتبر أن تبني (أوباما) مواقف (نتنياهو) على هذا النحو لم يدعْ أمام الفلسـطينيين أي مجال لعقد آمال على المفاوضات وجهود التسـويـة.
وتسـاءل (شـليف): "كيف يمكن أن تتحقق التسـويـة و(أوباما) يطلب من الفلسـطينيين الاعتراف بيهوديـة (إسـرائيل) ويُملي عليهم مسـبقاً التنازل عن المطالبـة بانسـحاب (إسـرائيل) إلى حدود عام 1967..!!؟؟ وشـدد (شـليف) على أن (أوباما) قد اغتال الحلم الفلسـطيني الوحيد المتمثل في الحصول على اعتراف الجمعيـة العامـة للأمم المتحدة، واصفاً خطابـه أمام (أيباك) بـ "الصهيوني الصرف"...
إنجازات مذهلة
أكد عدد كبير من المعلقين الإسرائيليين أن (نتنياهو) حقق "إنجازات مذهلة" خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي مساء أمس الثلاثاء. وأكد جميع معلقي قنوات التلفزة الإسرائيلية الرئيسية إن أداء (نتنياهو) "تجاوز كل التوقعات"، حيث كان الجميع يتوقع أن (أوباما) سيُوبخ (نتنياهو)، وأن (نتنياهو) سوف يتراجع ويعيش أزمة حقيقية، إلا أن (نتنياهو) فاجأ الجميع وحقق تقدّماً، وصعد نجمه، فيما تراجع (أوباما) بشكل كبير. وقال (أمنون أبراموفيتش)، كبير المعلقين في القناة الثانية أن (نتنياهو) سحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولقّن الرئيس (أوباما) درساً لن ينساه عندما أقنع الكونغرس والرأي العام الأمريكي بموقفه الرافض للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، وأن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية "عبثية".
وأوضح (أبراموفيتش) أن (نتانياهو) لم يُحافظ على المستوطنات فقط وإنما أضفى "شرعية" على التجمعات الإستيطانية في الضفة الغربية و "قهر للمفاوض الفلسطيني". من ناحيته قال المعلق العسكري (روني دانئيل): "لم يعد أمام رئيس السلطة أبو مازن ورئيس وزرائه سلام فياض هامش كبير للمناورة، فهما لا يملكان سوى الطلب من (نتنياهو) وهو الذي يُقرر الآن ما يريد وليس أمريكا، والدليل أن الإدارة والكونغرس تسلم بتواصل الاستيطان".
وقد نجح (نتنياهو) من خلال خطابه أمام الكونغرس في توحيد صفوف حزبه (ليكود) وائتلافه الحاكم خلف قيادته. فقد اعتبر وزير خارجيته (أفيغدور ليبرمان) أن "أداء (نتنياهو) وإصراره على مواقفه يُثير الاحترام والتقدير ويُعيد (لإسرائيل) مكانتها". أما عضو الكنيست عن (ليكود) (تسيفي حوطبئيلي)، والتي كانت معروفة بانتقاداتها (لنتنياهو)، فقد قالت للإذاعة الإسرائيلية في صلف: "أنا فخورة (بنتنياهو)". "(أوباما)!؟ يحتاج إلينا بقدر لا يقل عن حاجتنا إليه"!!!
واقرأ أيضاً:
فتوى يهودية بإقامة معسكرات إبادة للفلسطينيين / المصلحة الإسرائيلية في قتل المتضامن الإيطالي / إلى القيادة السورية سوريا أمام مهمة تاريخية / مهجرو غزة وعامان من العدوان / ذكرى 15 أيار الثالثة والستون