السلام عليكم؛
حضرة الدكتور وائل، أحببت أن أشارك فيما ما شاهدته لكم على قناة مجانين (يوتيوب)، عن أن زينة المرأة ليست إغراء، وأن المرأة لا تقصد بزينتها ولبسها التحرش بالرجال، وإنما تهتم بالجمال، الخ...، وفي آخر المقابلة قلتم: أن الناحية البيولوجية بقيت هي المنفذ الوحيد لإثبات الشخصية، فتتزين المرأة وتخرج لتلفت الانتباه، وكذلك الرجل...
ولدي بعض الأفكار والملاحظات:
1- البنات الصغيرات، (إلى سن 16 فيما مضى، وأما الآن فأقل على ما أعتقد)، دافعهم الأول، والوحيد للبسهن هو الجمال...، لكن ما تلبث إحداهن عندما ترى إعجاب الأولاد بها، أن يتغير الأمر...، الفتاة يا دكتور يثيرها أن يعجب الرجل بها، وهذا يجعلها إن لم يكن لديها خوف من الله، إلى أن تتزين أكثر وأكثر وترى علامات الإعجاب أكثر وأكثر...، إذن وإن بدأ الأمر مجرد جمال، لا يمضي قليل من الوقت إلا وينقلب إلى قصد الإغراء لتستمتع هي، كما أن الولد يتحرش ليستمتع هو. وأرجو أن ترجع إلى كتابي "حفل الزفاف" الصفحة 199 وما بعدها لتقرأ ما كتب عن التناسب بين الزينة المشروعة في كل حالة، وبين الغرض المقصود منها، وأنه كلما التقارب بين الشخص وغيره أكثر، كانت الزينة مطلوبة أكثر (كيفًا وكمًا)، لهذا يطلب من المرأة أعلى أنواع الزينة لزوجها (وكذلك من الزوج بما يليق به)، لشدة التقارب بينهما، وقس على هذا...
2- هناك ثياب تلبسها المرأة وتنتشر حاليًا، يستحيل أن يصدق الإنسان أنها تلبس لمجرد الجمال فقط، حيث في كثير من الأحيان، مستوى الجمال فيها أقل بكثير مما فيها من إثارة وفتنة لكلا الطرفين (الذكر والأنثى)، ولا أظن أن بنتًا تستطيع لبسها أمام الرجال بنية حسنة، أعني ليس بقصد إظهار ما في جسدها من مواضع إغراء وفتنة للآخرين رجالًا ونساء. أصلًا معنى الجمال هذه الأيام أصبح مرتبطًا بالتزين العاهر أكثر من ارتباطه بالأناقة أي كما كان الأمر قبل ثلاثين سنة أو أكثر...، وطبعًا السبب: وسائل الإعلام...
3- القصد في هذه الأمور لا يهمنا، المهم هو المآل والنتيجة، المرأة إن قصدت أم لم تقصد، فإن التحرش بالرجل، ولفت انتباهه، إنما يكون بهذه الطريقة -أعني التزين والغنج والدلال-، وليس من المعقول أن تتحرش به بنفس الطريقة التي يتحرش بها هو. المرأة قد تكون غافلة عما يعانيه الرجل من لبسها وزينتها، ولكنها علمت أم لم تعلم تتحرش به، وتغريه، فلا تلومنَّه بعد هذا إن استجاب لتحرشها (غير المقصود) فتحرش بها (قصدًا)!!! وما أمر الله تعالى المرأة بالستر، وعدم مخالطة الرجال إلا لأنه هو خالق الرجال ويعلم طبيعتهم وما يفتنهم، وهو خالق المرأة ويعلم طبيعتها وما يفتنها، ولاحظ أن حديث الكاسيات العاريات، لم يفرق بين من تقصد وبين من لم تقصد، الكلام عام يشمل هذه وتلك بنفس العقوبة (لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها...) والعياذ بالله، وإن كانت من تقصد أشد جرمًا وأخبث طويَّة، هدانا الله وإياهن جميعًا، وأخذ بأيدينا إلى ما يرضيه.
المقصود من كلامي موافقة من اعتبر لبس البنات تحرشًا بالرجال، وأرى ضرورة دراسة هذه الناحية قانونيًا، لوضع حد لتصرفات المرأة، -وإن كان هذا حلمًا حيث القوانين العالمية تسير نحو تحرير المرأة من كل قيد- لا أدري أين المساواة في الحظر على الرجل في مثل هذه الأمور، ومعاقبته، حتى إنه في البلاد الغربية تستطيع الزوجة أن تشتكي إلى القضاء ضد زوجها إذا عاشرها بدون رضاها، ويعدون هذا اغتصابًا!!! بينما -في المقابل- نطلق العنان للمرأة أن تفعل ما تريد بحجة (حرام مسكينة يجب أن تأخذ حقها)، حقها في ماذا؟ في مضايقة الرجال؟
أحدهم يقول لك: أنا أدخن وهي حريتي الشخصية، ولا أقصد أن أؤذيك...!! ولكنك بالفعل تؤذيني وتتعدى على صحتي وعلى حريتي في تنفس الهواء النقي! حريتك مقيدة في ألا تؤذيني!!
حرية الشاب مقيدة في ألا يؤذي المرأة، وحرية المرأة مقيدة في ألا تؤذي الرجل...، قد لا يكون التزين إيذاء في المجتمعات غير المسلمة بل مصدر سرور، لكنه إيذاء عندنا حيث تعيق المرأة المتبرجة الرجل عن التقوى وعن الالتزام بشرع الله تعالى وغض البصر، وتجعله ينزلق في المعاصي التي تؤذي آخرته.
أرجو مناقشة هذا الموضوع بشكل جدي، وأشكركم على الدفاع عن البنات فكثير منهن طيبات القلب، وأشكركم لأنكم تعملون على إزالة الفكرة الممسوخة التي يتبناها الرجال تجاه النساء، واعتقادهم أن المرأة هي (لأجل شهوتهم فقط، وأنها لا تفكر إلا بهذا) مع أن الفتاة -غالبًا- في طبيعتها التي لم تشوهها وسائل الإعلام، آخر ما تفكر به حين تطلب الرجل: الشهوة!!! خاصة الصغيرات منهن، وكما قلت: هذا غالبًا وليس الكل...
لكن ما يجري من تزين وإبداء للمفاتن، منزلق للبنت قبل أن يكون كذلك للرجل، فإرشاد البنت إلى الانتباه إلى زينتها أمام الرجال، من أجل مصلحتها هي قبل مصلحة الرجل...
الموضوع مطروح للنقاش على مجانين، وأهلًا بآراء جميع مرتادي مجانين مستشارين وقراء...
ويتبع >>>>>>: زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة1
واقرأ أيضًا على مجانين:
الموضة:... جمال، وثقافة!! / الجاهل الأخير مشاركة / الأمل الضائع....! / حجاب المسلمة، وجهةُ نظرٍ طبنفسية
التعليق: الأصل أن المرأة تحب أن تتزين لتبدو جميلة أمام نفسها فذلك يشعرها بأنوثتها وهي طبيعة بها وكذلك فهي تحرص كثيرا على مظهرها أيضا أمام الآخرين.
لكن ككل قاعدة لها شواذ فهناك من تتزين في حدود اللياقة والاحتشام وهناك من تتزيد بدرجة تصل إلى الإغراء وهناك من تفعل ذلك دون قصد الإغراء لأنها لا تضع في اهتماماتها الالتزام بالاحتشام النابع من التدين والتقاليد، وهناك من تقصد الإغراء بلبسها.
أما عن النقطة التي تثير جدل هل التزام الاحتشام يفرض على الرجال عدم مضايقة المرأة ومعاكستها؟ فهناك من بالفعل يثيره ما تفعله بعض الفتيات وهناك أيضا من يضايق حتى المحتشمات بل بشكل يثير التقزز.
لكن ليس ذلك معناه أن تترك المرأة الاحتشام لأنها في الحالتين معرضة للمضايقات فذلك عذر أقبح من ذنب، فهي بعدم حرصها على الاحتشام بلا جدال تثير غرائز الرجال.
كذلك فليس معنى الاحتشام هو عدم الأناقة والجمال فهناك من الفتيات المتحشمات من هم أكثر أناقة من الغير محتشمات.
وربما أناقة الاحتشام يعطي ليس فقط جمال المظهر بل يعطي جمال المظهر وجمال الاحترام ويعطي فرصة لجمال النفس أن يظهر.