زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة1
أستاذنا الفاضل الدكتور وائل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد أن رأيت مقطع اليوتيوب وقرأت ما كتب عن هذا الموضوع على موقعكم المميز، قلت في نفسي: إلى أين وصلنا؟؟؟!!! وتذكرت بعضا من قصص تاريخنا المشرف... فسقى الله تلك الأيام حين كان الشاب يتنافس مع أقرانه في الرماية والسباحة وركوب الخيل وحمل السيف... وما يناله من مواقف تحسب له من النخوة والمروءة والكرم والشجاعة والحمية... وكل ما يسمو به إلى نيل شهادة (رجل) بمرتبة الشرف!!! وسقى الله تلك الأيام عندما كانت الفتاة تباري أترابها بالأدب والحياء وحسن الخلق ولا تنسى مع ذلك فصاحة الشعر والأدب وبراعة إدارة شؤون البيت والزوج وكل ما يسمو بها إلى نيل شهادة (امرأة) بمرتبة الشرف!!! مع ميل كل طرف إلى الآخر ميلا يزيده رفعة نقاءا.
هل ذهبت تلك الأيام بأصحابها وأمثالهم حتى بتنا نسمع ونرى ما تأنفه الطباع السليمة، ويشيب له الرأس؟!
بدأنا بتحرش الشباب لننتهي بتحرش الفتيات!هل العيب فينا أم بزماننا؟! هل استسلمنا للدهماء تقودنا، تسحقنا وتسحق أبناءنا بكل ما تملك من تجهيل وقهر وتجويع وإذلال وإفقار وتحلل حتى لم تدع لشبابنا ما يتنافسون به سوى ذكوريتهم؟ أليست الرجولة تحتاج إلى مؤنه- مؤنة في العقل والنفس والمال- أم أنها تأتي من فراغ؟
هل استسلمنا لهؤلاء، يتاجرون بعقول فتياتنا كي لا تتجاوز حدود أجسادهن من محيط الصدر والخصر والورك ونقاء البشرة فلا يجدن ما يتنافسن فيه إلا التفنن بما يخفين وما يظهرن منه، وما يظهرن كان أعظم؟
الله عز وجل قد وضع فينا هذه الغريزة (غريزة الميل للآخر) ورسم لها طريقا واضحا لا لبس فيه ينتهي إلى الطهر والعفاف، ينتهي إلى الزواج. (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21]، فأتى هؤلاء ليسدوا هذا الطريق -باسم الحضارة والمدنية والحرية- ويشوهوا هذه الغريزة لتصبح (معركة استمالة الآخر) ورسموا لها طرقا كل واحد منها أشد وعورة من سابقه تنتهي بأصحابها إلى الهاوية في الدنيا والآخرة.
نعم للمرأة وأيضا للرجل حق في التجمل والتزين، وذلك من النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا، لكن أين الذوق الرفيع في التنعم بها وأين نحن من ضوابط الشرع فيها.
التزين رتبة تلي رتبة السمت الحسن الذي يجب علينا معاشر الرجال والنساء الحفاظ عليه وهو ارتداء ما يوافق سننا وعملنا ومكانتنا الاجتماعية وقبل كل شيء شريعة ديننا. فهل ما نراه الآن باسم التزين قد حقق سابقه أم أنه نزل بالذوق العام إلى الدرك الأسفل وعكس تشوه فطرة صاحبه؟!
والسؤال الأهم هل ما يتخذه شبابنا من أنواع الزينة والتبرج (ما يسمى بالتقليعات الحديثة) يليق برجولته؟! وهل ما تتخذه فتياتنا من أنواع الزينة والتبرج يليق بحيائها؟! لقد بات كل فريق يجتهد لاستمالة الآخر، وإن كان مستقبح، فهذا قد تكفيه بدايةً نظرة يتصبر بها أو تقدير من أصحابه يعزز به ذاته، وهذه تكفيها مجرد كلمة ترضي بها نفسها أو تقنع بها من حولها بأنها تملك من الأنوثة ما يكفي ويزيد!!
ثم يصرخ هذا وتصرخ هذه من التحرش وكأن التحرش غول سقط عليهم من السماء فجأة دون سابق إنذار وهم لا حول لهم ولا قوة، مساكين ما كان قصدهم من التزين أمام الآخر إلا إرضاء أنفسهم بما وهبهم الله من نعمة الجمال وإذ بهم يغرون الجنس الآخر والأقبح أنهم ربما يغرون به أبناء جنسهم!!!! ثم يسألون سؤال المتغابي هل علينا من ذنب؟!!!
القضية ليست قضية تحرش وحسب، بل القضية أزمة أمة تحتاج إلى إعادة بناء لأبسط مفاهيم حياتها تحتاج إلى ثقافة في المأكل والمشرب والملبس وووو.....، نعم الملبس هذا الذي فقد وظيفته وغايته وبات في الحضيض على يد شيطان الموضة.... نحن نحتاج إلى رجال على الحقيقة ونحتاج إلى نساء على الحقيقة، إننا أمة تستحق إن يقال فيها (كل رجل فيهم رشيد) لا أن يسأل عنها (أليس فيهم رجل رشيد؟!)، فالمرأة تابعة للرجل بفطرتها -شاء من شاء وأبى من أبى- فإن رأى منها دينها وأدبها وجمالها وعقلها حرصت عليهم أيما حرص.
فابدأ أيها الشاب بنفسك فاجعل منك رجلا، ثم ارفع بصرك قليلا لترى في المرأة أيضا عقلها وخُلقها، فتدفعها لبنائه وحترامك.
ويتبع >>>>>>>>>>>: زينة المرأة ليست للإغراء مشاركة3
واقرأ أيضًا على مجانين:
الأمل الضائع....! / حجاب المسلمة، وجهةُ نظرٍ طبنفسية / يوميات رحاب حجاب المرأة المسلمة / إلا حجابي (1) / فليقولوا عن حجابي