اليوم اضطرت محكمة الاحتلال للاتفاق مع محامي الأسير البطل الشيخ خضر عدنان على عدم تجديد اعتقاله الإداري والذي ينتهي منتصف أبريل/نيسان القادم، مقابل تعليق إضرابه المستمر منذ أكثر من شهرين، حرّك خلالها المياه الراكدة، وأعاد الاهتمام لقضية الأسرى، ولما يُسمى الاعتقال الإداري، رافضاً كل المحاولات لكسر إضرابه والتي كان آخرها من "مشيخة" الأزهر، لتنتصر إرادته على إرادة جلاديه.
نعم انتصرت إرادة رجل، لكنه ليس أي رجل -إنه رجل بأمة- انتصرت على الجبروت والغطرسة والظلم، انتصرت على كل أسلحتهم وقوتهم، انتصرت على قوانينهم العنصرية وعلى مسرحياتهم في محاكمات صورية واعتقالات بلا أي مسوغ لا مثيل له في العالم بأسره.
انتصر الشـيخ خضر عدنان حين تحدى بمعدتـه الخاويـة وإرادتـه الحرة قرار اعتقالـه إدارياً، بلا تهمـة وبلا مدة وبلا مبرر، فقط لأن مجرم من مجرمي الاحتلال قرر أنـه "إرهابي"، لا دليل ولا إدانـة لكنها عقليـة المجرمين الذين يُمارسـون إرهاب الدولـة.
هذا الإرهاب المنظم الذي لا يلتزم بقانون أو أخلاق، الذي ينقض العهود والمواثيق كما فعل بإعادة اعتقال محررين في صفقة التبادل الأخيرة، إرهاب الدولة الذي يُزين لهم إصدار التشريعات التي تُجيز التعذيب، والاعتقال بدون تهمة، إرهاب يُمارس ليل نهار وبدعم من العالم "الحر" أو في أحسن الأحوال بغض الطرف عنه.
الشيخ خضر عدنان لا ينتصر لنفسه فقط، لكن لكل حر أبي يرفض الضيم، ينتصر لقضية شعبه، قرر والتزم بأنه لن يتراجع حتى لو كانت حياته ثمناً، ووجد في والديه وزوجته وعائلته الدعم والإيمان بعدالة قضيته وموقفه، في ملحمة أذلت المحتل المجرم.
الشيخ الأسير البطل خضر عدنان فلسطيني واجه المحتل ومحاكمه وقوانينه الجائرة، وخاض معركة من نوع خاص، وحده بسلاح الإرادة والإيمان بعدالة قضيته، وفي ذات الوقت يخوض فلسطينيون آخرون معركة الدفاع عن الأقصى، وحدهم بلا دعم أو مساندة، يُدافعون عن مقدسات الأمة، التي ما زالت ورغم ربيع المنطقة تغط في سبات عميق.
لقد أعاد إضراب الشيخ خضر عدنان للضفة الغربية المحتلة حيويتها وشبابها، وخرج شبابها وشيّابها ليواجهوا المحتل تضامناً معه وتحدياً للمحتل، وتوحد الجميع بمختلف مشاربهم كما لم يتوحدوا قبل، ثائرين مهددين، إن أصاب الشيخ البطل خطب أو قضى نحبه، فسيدفع الذين ظلموا الثمن.
معركة الشيخ خضر وإرادته، وتضامن الشعب الفلسطيني معه، تُثبت إن أثبتت أن روح المقاومة والتحدي لم تمت، رغم كل المحاولات البائسة لتدجينه وقمعه.
لن ينتصر المحتل مهما طال الزمن، وستُهزم دولة الإرهاب عاجلاً أو آجلاً.
من هو الشيخ الأسير خضر عدنان
ولد الأسير خضر عدنان محمد موسى في بلدة عرابة بمحافظة جنين في 24/3/1978، وينتمي إلى عائلة قدمت العديد من أبنائها شهداء وأسرى في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين.
تتكون أسرته من والديه، واثنين من الأخوة، وأخت واحدة، وهو الثالث بين أخوته، متزوج وله ابنتين هما (معالي) 4 سنوات، و(بيسان) 1.5 سنة، وزوجته حامل.
درس الشيخ الأسير في مدرسة (عرابة للبنين) فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة (أبو جهاد). واصل خضر عدنان تعليمه الجامعي، فالتحق بجامعة بيرزيت ليحصل منها على بكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية في العام 2001، وأيضاً مسجل في جامعة بيرزيت ببرنامج الماجستير منذ العام 2004 تخصص اقتصاد ولكنه لم يتمكن من الاستمرار بسبب اعتقالاته المتكررة من العدو الصهيوني.
قاد الشيخ الأسير خضر عدنان حملة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء الفرنسي السابق (لوينيل جوسبان) أثناء زيارته لجامعة بيرزيت في العام 2000 احتجاجاً على تصريحاته التي أدان فيها عمليات (حزب الله) ووصفها بالإرهاب، حيث تم قذف (لوينيل جوسبان) بالحجارة والبيض واعتراض موكبه، وعلى خلفية هذه الحادثة اعتقلت أجهزة السلطة الشيخ عدنان ومكث أسبوعين في سجن أريحا أمضاها مضرباً عن الطعام حتى تم الإفراج عنه.
اعتقلته قوات الاحتلال أكثر من مرة وعلى فترات متعددة وهي كالتالي:
11/3/1999 – 8/7/1999 [4 شهور]
29/11/2000 – 5/11/2001 [11 شهر]
14/12/2002 – 11/12/2003 [12 شهر]
3/5/2004 – 11/4/2005 [11.5 شهر]
12/3/2008 – 11/9/2008 [6 شهور]
خلال العام الماضي وبتاريخ 31/5/2011 حاولت قوات الاحتلال اعتقال الشيخ خضر عدنان من بيته ولكنها لم تتمكن من ذلك، فقامت بتسليم عائلته بلاغاً لكي يقوم بتسليم نفسه لأقرب مركز تحقيق، ولكنه رفض ذلك، ومنذ ذلك الحين أصبح مطلوباً لأجهزة الاحتلال.
واقرأ أيضاً:
سيكولوجية الصهيونية في حكايات المهدي(4)/ هل يلعب الإعلام الحديث دوراً تضليلياً؟/ أذرع الإخطبوط الصهيوني في وسـائل الإعلام