الوحدة ... القسوة .... آلام النفس الكاسرة ... وهوان النفس على بني الإنسان.
آهات تائهة لا مرسى لها ... وآهات مُلامة على خروجها.
حين تهون النفس على أقرب الأقربين لا نلوم الغرباء على هواننا عليهم.
حين يكسرنا أقرب الأقربين لا نستغرب لوم الآخرين على آهاتنا.
حين تصبح النفس وحيدة لا ونيس لها لا نلوم الآخرين على عدم إحساسهم بوحدتنا. لا نلومهم على استغرابهم أننا نتألم.
لا نلوم عدم تفهمهم تحملنا أشياء لا نطيقها.
حين نُجبر على أن نحنو على من جرعونا القسوة ... على من حطموا قلوبنا ... على من أفسدوا حياتنا ...
حين نُجبر أن نكتم آهات تسببوا فيها نكاد لا نستطيع أن نكتمها ... ساعتها تبلى قوة احتمالنا ...
تخوننا قوانا ولا تستطيع أن تحملنا أرجلنا فنهوى مُخرجين آهات من الآلام ... رغم إرادتنا تخرج.
لكن هيهات هيهات أن يكون لنا حق أن تخرج آهاتنا. فعلينا أن نكتمها حتى لو كانت ستميتنا.
ترتد بداخلنا أحزان وآلام لا تجد من يرفق بها.
آه أيتها النفس الوحيدة إلى متى ستظلين حبيسة تتجرعين القسوة أشكالا وألوانا.
وتتجرعين الفراق مرارا وتكرارا. الوجوه مختلفة والآلام أشكالا وألوانا.
والوحدة مرساكِ دائما لا ونيس بل لائم لآهاتك ... لائم لأوجاعك
فلماذا تتألمين ... ألأن حياتك أفسدها الأقربون ... ألأن قلبك قد تحطم أشلاءً ...
ألأنك وحيدة ... أم لأنك لا تجدين الرفق بين القلوب ... أم لأنك مازلت تتلقين قسوة القلوب ....
أم لأنك مجبرة على كتم آهاتك وأوجاعك ... أم لأنك دوما تهونين على كافة النفوس ... أم لأنك تتسولين رفق النفوس.
آه يا نفس جريحة ... يا نفس وحيدة ... إلى متى ستطول أوجاعك ... إلى متى سيطول كتم آهاتك.
إلى متى يقتلك ظمأ الرفق وظمأ الرحمة.
أفيقي لا تتمني المستحيل لا تتمني أن تشعري بأمان رفق الإنسان. لا تتمني أن يكون لك أنيس.
لا تتمني أن يفهم آهاتك إنسان ... أن يسمع آهاتك إنسان
فآهاتك غير مقبولة النغمات ... غير مقبولة من بني الإنسان
اكتميها وإن قتلتك ... اكتميها وإن أحرقك لهيبها
اكتميها ولا تجعلي بشرا يسمعها
اكتميها حتى لو في كتمانها نهايتك
نهاية تنهيها وتنهي جميع الأحزان
واقرأ أيضاً:
همسات بحر / مناجاة / ما زلنا نحفر! / آهات تائهة