أرسل باسل (تاجر، مصر، 27 سنة، مسلم)
اقتراح ورجاء
نشكركم على هذا الموقع المفيد ولكن لدي بعض الاقتراحات أو لنقل بعض الاعتراضات فأنا أعترض جدا على إقحام الدين في استشارات العلاج وكنت أتمنى أن لا يتم إقحامه، وكنت أرجو أن تكون ردودكم على المرضى ردودا علمية بحتة. والاعتراض الثاني هو على اسم الموقع فهل اسم موقع مجانين مشجع لشخص لديه اضطراب نفسي.
أنا معجب إلى حد ما بردودكم المدروسة ولكني لم أقتنع بإرسال مشكلتي لكم خوفا من إقحام الدين بالاستشارة
وشكرا.
10/9/2013
الابن العزيز "باسل" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك التي أتمنى أن تكون مستمرة رغم أننا نرد عليك بعد حوالي ثلاثة شهور، فنحن من الذين يحسنون الظن بالمتصفح قدر ما نحسن الظن في أن صفحات مجانين لها جاذبيتها الخاصة.... أهلا بك مرة أخرى ودائما أهلا بك.
أما الاعتراض الأول فهو أحد أهم أسباب تأخيري الرد عليك لأن لدي ما أود قوله بهذا الشأن، وهو ما تسميه "إقحام الدين في الاستشارة" وهذا ما لا تفعله مجانين إلا بصورته المهنية التي تقتضي -كما يعرف كل من أكمل تجربة إرسال استشارة إلى مجانين- أن يرد المستشير قبل إرسال استشارته على سؤال عن مستوى الالتزام الديني.... وبناء عليه يكون الرد مستندا إلى الدين عندما يكون تقييم الشخص لمستوى التزامه ممتاز أو شديد أو فوق المتوسط، –ونحن نأخذ ما ينفع الشخص من أي دين فترانا نستشهد بما هو إسلامي وبما هو مسيحي وربما ما هو يهودي أو حتى غير ذلك... ونتعامل بصورة مهنية أيضًا مع من يسمي نفسه لاديني دون الاستناد إلى دين في الرد عليه....
فهل ترى من المهنية أن نغفل جانب الدين في اقتراحنا للعملية العلاجية لصاحب مشكلة ملتزم دينيا؟ هذا يكون والله أسوأ من أن نرد ردا دينيا على صاحب مشكلة لاديني..... بكلام أوضح فإن طريقة العلاج المعرفي السلوكي وهي اتجاه الموقع المفضل في العلاج وكذلك في فهم آلية حدوث المرض إنما تعتمد على سبر أغوار العلاقة بين الأفكار والانفعالات الشعورية والسلوك ثم تغييرها لصالح الخلاص من المشكلة، وهو ما لا يمكن عمليا دون أن يكون تفاعل المعتقد والطقس الديني أي الأفكار الدينية أو السلوكيات الدينية جزءًا منه،.... حين يكون العلاج النفسي المعرفي السلوكي هو طريقة العلاج فمن الغباء أن يدعي أحد إمكانية إخراج الدين من الموضوع.
ثم بعيدا عن ذلك قد بينت دراسات متعددة وفي مناطق مختلفة من العالم وفي ديانات مختلفة أهمية الدين والممارسات الدينية في مساعدة المريض على الشفاء، ويمكنك إن أردت الاطلاع الرجوع إلى: المرض النفسي دور الإيمان والعلاج بالقرآن وأيضًا: الدين والطب النفسي مشاركة
ويستطيع المتأمل لعلاقة الطب النفسي بالدين تاريخيا على مستوى العالم أن يدرك أنها مرت بمراحل ثلاث هي التقارب ثم التباعد ثم التقارب مرة أخرى، ففي العصور الوسطى كانت الأمراض بشكل عام والنفسية بشكل خاص أمرا يتناوله رجال الدين والفلاسفة ثم أصبحت فرعا من الطب وحدث نوع من التباعد بين العلوم الدنيوية ومن بينها الطب النفسي وبين الأديان وكان هذا اتجاها مدعوما من أصحاب النظرة المادية الأحادية للإنسان كوحدة كيميائة عضوية كل شيء فيها كيمياء ومدعوما أيضًا من أصحاب التوجه التحليلي في علم النفس والعلاج النفسي ومن أصحاب البعد عن المشكلات من رجال الدين، إلا أنه ومع تأثر الجميع بالنظرية المعرفية بدأ في سنوات القرن الماضي الأخيرة يظهر نوع من التقارب مرة أخرى بين العلوم الإنسانية ومن بينها الطب وبين الدين أو الروحانيات كما يسمونها أفكار وممارسات، وقد نبع هذا التوجه الحديث في الطب النفسي وغيره من العلوم الاجتماعية في الشرق والغرب معا مع اختلاف الديانات كما ترى.
عوما وكي لا أطيل عليك أذكرك بأن من حقك حين تعلن رغبتك في إبعاد الدين عن مشكلتك وعلاجها من حقك أن تحصل على تلك الإجابة من مجانين، فلا داعي إذن للخوف من إقحام الدين.
موضوع اسم الموقع قتلناه بحثا وتفنيدا منذ إطلاق الموقع وعلى مدى السنوات ويمكنك الرجوع إلى ذلك عبر الارتباطات التالية:
مجرد اقتراحات : مجانين = مبدعين!
مجانين = مبدعين : نقاش الأسماء والمسميات
لماذا سميناه مجانين؟ دمنا مجانين مشاركة
لماذا سميناه مجانين؟ سؤال الملايين مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما يا "باسل" على مجانين.
واقرأ أيضاً:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري