من أجل الإقناع، لا تركز على العينين!
من أجل إقناع مخاطبك، لا تركز على عينيه!
هذا ما توصلت إليه الدراسة التي أنجزت في جامعتي "فريبورﯕ وكولومبيا". فمن شأن نظرة مركَّزة أن تجذب الانتباه وتأسره، لكنها قد تُحرج أيضا: فالمخاطَب الذي يشعر بتتبعه وإمعان النظر فيه، يتفاعل إذن بالتشبث بموقفه والتعنت تجاه التغيير.
ففي إحدى التجارب، تم وضع المشاركين وجها لوجه، مثنى مثنى، وكانت مهمة الأول تتمثل في محاولة العمل على تقدم موقف الآخر حول مواضيع مختلفة للنقاش؛ في بعض الحالات كان عليه أن يُرَكز على عيني مخاطبه، في حالة أخرى كان عليه أن ينظر إلى مناطق أخرى من الوجه وهكذا يمنح التركيز على العينين معدلات أقل للإقناع.
انظروا بالأحرى إلى الذقن، إلى الفم، إلى الجبهة... دعوا مخاطبكم يتنفس!
حقيبة اليد: أي إدراك؟
تُرى أين تنظر النساء عندما يكُنّ في مواقع التسويق لمعاينة حقائب اليد؟ هذا ما اكتشفه علماء نفس من تايوان عن طريق إلباس النساء نظارات خاصة تكشف عن حركات نظراتهن فأنجزوا بذلك مسارا للنظر لحقيبة اليد.
تنظر النساء أولا إلى جسم الحقيبة، ثم إلى المقبض الذي يجذب نظراتهن بشكل خاص وتنتبه أخريات إلى "الميدالية" وسط الحقيبة، حيت شعار الماركة: يتوقفن عندها طويلا وأكثر مما يتوقفن عند جزء آخر من هذه الحقيبة، أحيانا قد يجذب الانتباه هذا العنصر الصغير لتزيين الحزام المتشابك من الجلد أو طلاء الذهب على جانب الحقيبة.
وبفك شفرة مسار النظر، هذا ما سيدفع أخصائي التسويق لجذب انتباه المشترية عبر النت من أجل حثها على اتخاذ قرار الشراء.
البحث منشور كما يلي: H.F.Ho, in Computers in Human Behavior, vol. 30 p.146, 2013
رضيع للقضم
"سوف ألتهمك"؛ "أنت وجبة للقضم"، من منا من الآباء لم يقل هذا لرضيعه؟
لمعرفة من أين تأتي هذه الشهية، عمل باحثون كنديون على شم النساء لروائح رضع - ليسوا أبناءهن - وتتبعوا نشاطهن الدماغي على عكس النساء اللواتي ليس لهن أطفال، يتم تنشيط منطقة دماغية تدعى النواة الذنبية Caudate nucleus ، هذه المنطقة التي يتم تنشيطها عادة عندما نأكل وجبتنا المفضلة هي مرتبطة بالمتعة، سواء تعلق الأمر بالطعام، بالجنس أو بالمخدرات.
يظهر أن دماغ الأم تكتسب "طعم" الرضيع، ربما بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالولادة حسب المحللين النفسانيين، قد يشعر الطفل بهذا الغموض وقد يعاني في بداية شبابه "رهاب الافتراس" الذي هو مصدر حكايات الغول والذئاب.
دماغك تحت سلطة الفيسبوك.
لماذا جذب موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" خمس البشرية إلى شبكته؟
بالنسبة للأخصائي النفسي كارلو سترانجير،فلأنه يقترح مكانة للتقدير الذاتي تساعدنا على مواجهة مخاوفنا من الموت هناك شيء من الحقيقة في هذا التحليل: فقد لاحظ باحثون من برلين أن أكبر مستخدمي "الفيسبوك" هم أكتر حساسية تجاه المجاملات من المستخدمين الضعاف، فبمجرد قول شيء فيه إطراء، تنشط منطقة دماغية، النواة المتكئة Nucleus accumbens، مركز إحساسات الرفاه والمتعة.
لكن بقي الآن علينا أن نعرف كيف يعمل الفيسبوك على تقوية حساسية هذه المنطقة أو إذا ما كان الاستعداد الطبيعي لبعض الأشخاص يفسر انجذابهم نحو شبكة إظهار الذات هذه.
تمديد الرجلين: هل هذا من عدم اللباقة؟
يعمل تخصص علمي جديد "إرغونوميا السلوك" على فحص إمكانية تعزيز هيئات معينة للجسم لبعض الأفكار أو الإدراكات الخاصة فقد عمل إندي وزملاؤه بالمعهد التكنولوجيا بماساشوسيتش على محاولة اختبار التوقع لهذا النموذج، هل الشخص الذي نسمح له بتمديد اليدين أو الرجلين يشعر بنوع من القوة أو الحصانة؟ قد يدفع هذا اللإحساس بشكل لا إرادي إلى التمتع بمزيد من الحريات تجاه القواعد وقد تم اختبار هذه الفرضية بالطريقة التالية: ثم وضع شخصين في وضعيتين مختلفتين اتجاه الطاولة- اللأيدي والأرجل ممدودة أو العكس- ثم تم نثر المال على الطاولة وملاحظة من سيلتقطها: المشاركون ذو الأيدي والأرجل الممدودة التقطوا المال في الغالب أكثر من الآخرين.
في تجربة أخرى، كان على المشاركين حل لعبة "قلب الألفاظ"؛ تم وضعهم في مكتب حيث الأدوات (قلم، حاسوب،...) كانت في الحالة الأولى منثورة الشيء الذي كان يتطلب القيام بحركات واسعة من أجل التقاطها.
في الحالة الأخرى، ثم وضع المشاركين في مكتب في نوعين من الأوضاع حيث كانت حركاتهم محدودة ومن أجل اختبار نزاهتهم, ثم ترك الإجابات التي كان بإمكانهم قلب صفحاتها لقراءة حلول اللعبة هنا أيضا، الأشخاص الذين كان عليهم القيام بحركات واسعة لجأوا إلى الغش أكثر من الآخرين.
وهكذا ثم تعزيز الفرضية الأولى: عندما يكون علينا اعتماد وضعيات "موسعة", أيدي وأرجل ممدودة،نستشعر إحساسا بالحرية والقوة الشيء الذي يجعلنا نعتقد أننا فوق القواعد والقوانين ولاختبار هذه الفكرة بشكل قطعي، عمد الأخصائيون النفسانيون إلى جمع إحصائيات حول أصناف السيارات التي ارتكبت مخالفات أكثر في مدينة نيويورك، فلاحظوا أن الأمر يتعلق بالسيارات التي كانت تتوفر على مقاعد حيث بإمكان السائق مد رجليه بكل سهولة.
اللاعبون عبر النت: المصيدة
كيف نعمل على جلب المزيد من الأشخاص إلى مواقع ألعاب الكازينو والمراهنات عبر النت؟ إنه باللعب بالكلمات فمنذ تشريع الألعاب عبر النت -في فرنسا- من صنف المراهنات الرياضية، الكازينو أو "ألعاب البوكر"، قام المعلنون بابتكار أساليب جديدة لجذب الزبائن كيف تتوصل طاولات اللعب إلى جعل اللاعب يلتصق بها التصاقا ففي تجربة حديثة قام أخصائيون نفسانيون من جامعة كورنل (الولايات المتحدة) بدراسة الرسائل الاشهارية المذاعة فقد عملوا على تحديد خصائص متكررة خاصة الحديث الذي يُلح على السهولة والسرعة التي يمكننا أن نصير بها أغنياء، حتى ولو من لا شيء على مواقع "outre atlantique"، لاحظوا تعديلا طفيف يغير كل شيء، من قبيل تعويض لفظ القمار Gambling الذي يحيل إلى الألعاب الكلاسيكية للكازينو بلفظ اللعب gaming الذي يشير إلى عالم اللعب بمعناه الإيجابي، اللعب من أجل المتعة.
(تم حذف حرفيين فقط في الكلمة اللاتينية فتغير الإيحاء Gambling صارت gaming . صار المفعول واضحا.)
في تجربة أخرى، اقترح الباحثون على متطوعين اللعب لعبة عبر النت تحمل اسم "مقامرة" Gambling أو اللعب gaming حيث في الحالة الأولى كان التصنيف لألعاب المال والحظ، وفي الحالة الأخرى كان التصنيف "اللعب من أجل المتعة"، فلاحظوا أن الأشخاص يلعبون بطواعية أكثر في الظروف الثانية وأنهم كانوا أقل شعورا بالذنب أو قلقا فقد كانوا يعتقدون أنهم يسبحون في عالم لعبي محض، لكنهم عند الوصول كان الإدمان حقيقيا في بلد مثل فرنسا تم إحصاء 600.000 لاعب مرضي متورط في شكل من أشكال الإدمان.
المصدر: المجلة الفرنسية"الدماغ وعلم النفس" عدد 60-نوفمبر-ديسمبر 2013/صفحات5،7،8.
واقرأ أيضاً:
القنوات الفضائية: تدين وإشهار / الإيمان بالله يحدث تغييرات في الدماغ / دماغ الإنسان ينمو، يتغير وقادر على أن يشفي نفسه