ابتلي العالم عامة والعربي خاصة بآفة يختبئ خلفها أصحاب الأهواء والأغراض لبث سمومهم والنيل من خصومهم من خلف ستار العلم. فحين يقدم الشخص نفسه للمجتمع مسبوقا اسمه بـدال مشروطة مع الإمالة (د/فلان) أو بـدال متبوعة بنقطة (د. فلان). ليضفي على شخصه أو قوله أو فعله قدسية العلم في أذهان العوام، يستقبلونه وفعله وقوله بشيئ من الاطمئنان دون الشك فيه أو فيما احتوى فعله أو قوله من فساد أو إفساد، أو غمز أو لمز، أو طعن أو لعن، أو تشويه أو تجريح أو توجيه، أو تعليل أو تضليل، أو ..أو..الخ؛
فلكي أكون صادقا مع نفسي ومع غيري حين أتحدث أو أكتب الشعر أو النقد أو المقال حسب رؤيتي في السياسة أو في الإعلام أو فيما وهبني ربي من عقائد وعلوم الدين أوما يسمى بالعلوم الإنسانية فإني أُتبِع ما كتبت باسمي مسبوقا بـ (م/ ، أي المهندس، إلا أن يكون الموضوع في المجال الهندسي فيكون لزاما عليّ أن أكتب م كهرباء قوى/) ليعلم القارئ أني غير متخصص فيما أقدمه له؛ فقولي حينئذ قابل لأن يُرَد منه أكثر مما يُؤخذ، ولاغضاضة في ذلك فلكل فن أهل الذكر فيه.
أما (د/ ) هكذا فتجدها رداءً لكل فن وحتى العلوم العسكرية ــ والتي من أولى أبجدياتها سرية المعلومة وسرية الحاصلين عليها ــ نجد تلك الـ (د/) قد غزتها؛ معلنة عن ما تم تعليمه وعن من تم تعليمه من تلك العلوم وبالتبعية عن المعلم والمدرب ــ والذي بات اليوم أحد رجال عدونا هنا أو هناك. فأبشروا يا قوم!
نعود لموضوعنا ( آفة الدال الممالة).
أولا: ما الدافع الذي دفعني دفعا للكتابة عنه؟:
مقالان على هذا الموقع الذي استشعرت صدق ومصداقية مؤسسه؛ بدأت الرد على المقال الأول وتوقفت عند نقطة وتوجهت بصدق إلى كاتب المقال أن يصوِّب لي ما فهمته وآخرون خطأً من مقاله، ورحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي. ولم يفعل؛ فتوقفت عن تكملة الرد وكان عنوان الرد على المقال "لم تلبسون الحق بالباطل؟" ولأنه صاحب (د/) كرهت أن أستمر فأسيئَه بما كتبت ولعله يعدل عن ما بدا منه؛ وليس النقد في حد ذاته هدفا ولكن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.
أما المقال الثاني بعنوان: "عام الوداع والميداليات الذهبية" فقد فجأني بعد غيابي عن الموقع لعدة أسابيع؛ وأسفت لأن يسمح أستاذنا مؤسس الموقع لهذا الكاتب ـــ وإن كان صاحب ألْف (د/) ـــ أن يدس سمه ويتخذ الموقع منبرا للطعن في الإسلام عامة وفي التيار السلفي خاصة ــ وبلا دليل ــ ولكني التمست لأستاذنا العذر أنه جعل موقعه منبرا يعرض فيه الرأي والرأي الآخر ويظل البقاء للأصلح. مما دفعني دفعا للرد بهذا المقال على ما أرى فيه طعنا وإساءة. وأكرر: رحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي.
ثانيا: سأسلك مسلكا ما كنت لأرتضيه لنفسي في الكتابة ولكنها القاعدة التي تقرر: الجزاء من جنس العمل. لقوله تعالى "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به" فمنهج الكاتب الخطأ الذي ربط فيه بين لفظة (Selfie) اللاتينية والتي عرّفها بقوله: هذا السلوك النرجسي المعروف "بالسلفي" ــ هكذا بدون تشكيل حتى تُقرأ لمن لا يعرف نطق اللفظة باللاتينية كما ينطق السَّلَفِيّ بفتح كلا من السين المشددة واللام. بينما تنطق الأولى بكسر السين المشددة وتسكين اللام. وشتان بين اللفظين. تدليس خبيث!!!!
فاللفظة الأولى تعني حسب اجتهادي رذيلة "الأنا" التي حسب علمي أول جريمة أخبرنا الله بوقوعها بعد خلق آدم عليه السلام؛ "أنا خير منه" فكانت وبالا على قائلها ومن تبعه من ذرية آدم إلى يوم الدين.
بينما تعني اللفظة الثانية فضيلة اتباع سلف هذه الأمة الصالح قولا وفعلا ـــ صدق من صدق ونافق من نافق ـــ هل من رابط بين معنى اللفظتين!!؟ وإلا فما الرابط بين معنى اللفظتين غير ما يربط لفظة (هُوَ) التي تعني بالإنجليزية (he)، ولفظة (هَوْ) التي يفوه بها الكلب؛ إذا قرنتا في سياقٍ وتم تجريد اللفظتين من التشكيل وينطقهما الناطق كيفما شاء!! (في الوقت الذي فاز السلفي اللاتيني بميدالية ذهبية فلا شك أن التيار السلفي الإسلامي...) تحريف للكلم عن موضعه وتلبيس على القارئ الذي خدع بالدال الممالة، أليس كذلك؟ أم تدليس؟ أم تضليل؟ أيدعي الخطأ عن حسن نية إلا غبي أو غبية.
ثالثا: يسألني أحدكم : زعمت أن الكاتب طعن في الإسلام عامة وفي التيار السلفي خاصة فما دليلك؟.
اقرأ وحلل: (سلسلة المعتقدات الوسواسية أو بالأحرى المعتقدات الخرافية التي تناقلتها الأقوام البشرية منذ مئات الآلاف من السنين. إن كنت تعيش في العالم العربي الإسلامي فيستحسن استعمال مصطلح الوسواس توازياً مع حضارة الأقوام العربية المعاصرة وإن كنت تعيش في عالم آخر فكلمة الخرافة أفضل بكثير).
يرى الكاتب ــ ولا تعنينا رؤيته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ــ لكن الكاتب يصدر لنا رؤيته بين السطور بأسلوب ناعم (إن كنت تعيش في العالم العربي الإسلامي فيستحسن استعمال مصطلح الوسواس توازياً مع حضارة الأقوام العربية المعاصرة وإن كنت تعيش في عالم آخر فكلمة الخرافة أفضل بكثير.)، انتبه من انتبه، وخُدِع من خُدِع، وأترك التحليل لفطنة القارئ وسؤال من يثق بعلمهم؛ حتى لا أُتهم بالتقول على الكاتب.
ولكن أسأل الكاتب: ما دورك في توعية تلك الأقوام العربية المعاصرة وكشف ذلك الوسواس الذي إن وصف بالخرافة يكون ذلك أفضل بكثير. وعلاج قومك منه؟
واقرأ وحلل: (في الوقت التي تصدر أرقى البحوث العلمية من الجامعات الإسرائيلية من أجل خدمة البشرية في شتى المجالات لا يزال التيار السلفي يبذر الأموال من أجل بحوث علمية وفكرية لاكتشاف أسرار الكون والبشرية في السيرة الدينية الإسلامية).
إسرائيل تصدر من جامعاتها أرقى البحوث العلمية، نعم، لكن من أجل خدمة البشرية في شتى المجالات!!. فهذا يحتاج لإعادة نظر واعية عالمة بتاريخ الصهيونية وأهدافها الخفية والمعلنة وجهودها الدائبة لإفساد المجتمعات البشرية عامة والإسلامية خاصة؛ وما تنشره من أوبئة ومسرطنات مادية وفكرية. أما أن يشيد بها ذلك الكاتب على منابرنا فلك أيها القارئ الكريم أن تستنتج دون تدخل مني.
بينما يرى الكاتب أن البحوث العلمية والفكرية لاكتشاف أسرار الكون والبشرية في السيرة الدينية الإسلامية تبذير للأموال. وهنا نقف مشدوهين أن نرى صاحب (د/) مسلم يشك، بل ويشكك في أن السيرة الدينية الإسلامية بها من أسرار الكون والبشرية ما فيه سعادة البشرية.
ولعله قرأ أو سمع قول الله عز وجل: "فإما يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى؛ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى" وقوله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض".
ولم يكفه الشك والتشكيك، بل ويسخر قائلا: لا يزالون يناقشون زينة المرأة وملبسها وسياقتها السيارة وتصنيف العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة. وكأن الأمور هذه لا ينبغي أن يكون لها وزن فالبحث والدراسة فيها محض تبذير للمال. أليس ذلك طعن في الإسلام ذاته؟ ثم يربط مطاعنه تلك بالتيار السلفي.
وثالثة الأثافي يمنح أبا العلاء ميدالية ذهبية قائلا: على ضوء ذلك يستحق أبو العلاء ميدالية ذهبية حين وصفهم بأنهم أمة ضحكت من جهلها الأمم. وأبو العلاء بريئٌ من نسبة هذا القول للتيار السلفي. "ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين".
واقرأ وحلل: في الوقت الذي فاز السلفي اللاتيني بميدالية ذهبية فلا شك أن التيار السلفي الإسلامي صعد بمفرده على منصة الميداليات بدون منازع ولم يحصل أي منافس على ميدالية فضية أو برونزية ولا يوجد في الأفق منافس لزعيم التخلف الحضاري والفكري والعلمي........
تيار إسلامي منتشر في أنحاء المعمورة يحمل همَّ الدعوة إلى الله، تخصص في نشر دين الله والذب عنه وتنقيته أولا بأول من تحريف المحرفين ومن وضع الوضّاعين ومن الدس على الدين ما ليس منه ومن تأويلات الفاسدين المفسدين. تيار له ما له وعليه ما عليه، فيه المخلص الصادق ونحسب أكثرهم كذلك، والله حسيبهم، والمنافق الآبق وإن قل عددهم وما الله بغافل عنهم؛ أيوصف تيار كهذا بهذا الوصف المشين؟! ألا ساء ما يصفون.
وليت صاحب الـ(د/) هذا يطلعنا على ما قدم للأمة ولدينه من إنجاز في مجال تخصصه، بخلاف هذا الهدم المتعمد لجهود العاملين لهذا الدين من خلال مثل هذا المقال لحساب من آووه ودعموه بالمال وبالألقاب التي بها ينخدع الكثيرون.
ثم ينتقل صاحب الـ(د/). ـولا أدري أي دال (ممالة) هذه بنكهة الشماتة قائلا: ودع العالم العربي الإسلامي ربيعه ونضاله من أجل الديمقراطية ويستحق الميدالية الذهبية في تصدره عدد الدول الساقطة إداريا Failed States . وقوله: ودعت مصر أول رئيس جمهورية تم انتخابه ديمقراطياً في تاريخها وتم حشره في زنزانة في انتظار قرار المحكمة بحقه العام المقبل.
وهنا ــ إرضاءًا لسادته أو لنفس معتلة بطائفية التشيع المتطرفة الحاقدة والتي بدت بجلاء في هذا المقال الذي أعلن فيه توديع العالم العربي الإسلامي ربيعه ونضاله من أجل الديموقراطية ويتغافل ــ أو يتجاهل ــ عن حقيقة أن هذه أولى القفزات نحو العزة والكرامة والحرية وليست آخرها. تأخذ شعوبنا منها العبر التي تصحح بها مسارها. ولو أنه يدرك من تجارب الأمم شيئا لعلم أن عملية هدم الباطل لابد وأن يتبعها وحتما إزالة مخلفاته، وتطهير الموقع ــ وهذا يلزمه جهد ووقت بحجم ذلك الباطل وتجذره.
كما أن البناء يحتاج أيضا إلى وقت وجهد وموارد وطاقات وتضافر جهود على قدر البناء. فتقييم موقع لم ننته من هدم قديمه الباطل فضلا عن إزالة مخلفاته ومقارنته بأبنية قام أهلها قبلنا بالهدم والتطهير والبناء بل والتأثيث والعيش فيه؛ والانتهاء إلى منح أمتنا ميداليته الذهبية في تصدرها الدول الساقطة إداريا . Failed States يدل على أن الذي قيّم غير منصف لجهل أو لغرض.
ولا يعنيني رأيه السياسي في شيئ غير أنه رأي شامت محبط في وقت يحتاج إلى الارتفاع بمعنويات الثائرين من أجل الحرية والكرامة.
لكن ما يعنيني اقتباسه لفظة العراب؛ (فضيلة عراب Godfather العالم العربي الإسلامي) والتي ليست من ثقافة ولا قواميس المسلمين، فتلك اللفظة تعني في ثقافتهم "أب بالعماد" أو "أب بالمعمودية"
أو "كفل ولدا بالمعمودية" جميع تلك المعاني لا صلة لها بالثقافة الإسلامية إلا ما كان منها على ارتباط بابن سبأ ومن خلفه؛ والذين من مأثوراتهم: "لكل فكرة عراب يعد أتباعه بسعده ودعمه ومن عصاه جزاؤه الخراب والعقاب".
فمن ذلك العراب الذي يعنيه الكاتب؟ بقوله: (فضيلة عراب Godfather العالم العربي الإسلامي الذي يستحق بجدارة ميدالية ذهبية لتدميره العالم العربي الإسلامي وجهوده في القضاء على الأقليات الدينية الغير الإسلامية وهجرتها بعيداً عن عالم التخلف والتسلط). وما تلك الفكرة؟
ولفت نظري أن الكاتب لم يستطع كتمان حقيقة شهد بها الأعمى والمبصر، وساقها ضمن مقاله: (ودعت مصر أول رئيس جمهورية تم انتخابه ديمقراطياً في تاريخها وتم حشره في زنزانة في انتظار قرار المحكمة بحقه العام المقبل). غير أنها لم تخل من نكهة الشماتة؛
وكأنما لم يكفه ذلك فأصر على أن يتخفف من جانب من الغيظ الذي يقض مضجعه لظهور نجم تيار يبغضه ولو لفترة وجيزة إيذانا بظهور أطول وأقوى وأعمق بإذن الله، فقال: (تستحق الشعوب العربية ميدالية ذهبية أخرى حيث أثبتت بأنها تفتقر إلى الكفاءة في تقييم أفرادها ومن يقودها. انتخبت محمد مرسي الذي أثبت عدم كفاءته بكل جدارة قبل وبعد انتخابه).
وسيظهر الله الحق وأهله وساعتها سيكون تقييمنا وتقييم غيرنا للسيد الرئيس / محمد مرسي أنه أعظم وأقوى شخصية كان يمكنها أن تقود السفينة في تلك المرحلة لولا الخيانة؛ ولا أقول ذلك من قبيل التمني والأحلام، لكن انطلاقا من قراءة منطقية للمشهد الذي نراه جميعا. وألخص رؤيتي فيما يلي:
1ــ ثقة في وعد الله للمؤمنين، "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". "وكان حقاعلينا نصر المؤمنين" بشرط أن نلتزم هدي ربنا: "فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون".
2ــ الكم الهائل من الإنجازات التي أتمها الله على يديه وهو مكتوف الأيدي بالشرطة وقادة الجيش ــ ولا أقول الجيش فغالب الجيش مغلوب على أمره والباقون وهم قليلون، ضللهم شيوخ باعوا دينهم بدنيا غيرهم.
ويأبى الله إلا أن يتم نوره، وتظهر الحقائق ـــ وبالقضاء الذي كشف مرسي الغطاء عن بعض ما فيه من الفساد والمطامع والبلاء؛ أما الإعلام الذي يمتلكه كبار مصاصي دماء البشر فحدث ولا حرج.
عجلات السيارة الأربع (قادة جيش، شرطة، وقضاء، وإعلام) كلها خارج الخدمة، ثم قيل له تفضل هذا هو المفتاح. قد سيارة الوطن. استنجد بالركاب (اللي يحب النبي يزق)، ما زالت مصالح الركاب بيد الفلول فإذا بالفلول ومن بأيديهم مصالحهم تقول له: (إلّأ إلّأ). في المستودعات بعض العجلات المهملة وبعضها مكهنة، أعادها، سار بها وعلى مهل، طريقه ملغمة، وما أن دارت العجلات إلا وكلهم وعدوُّنا معهم قد استشاط حنقا وغضبا وقرروا: فلتُقلب العربة، وكان ما كان.
ومع ذلكأنجز الله على يديهفي عام ما لم ينجزه غيره الذي كان يمتلك كل الأدوات في عقود؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر:
أ ــ دستورا سيظل منارة في عالم الدساتير على مستوى العالم ولعدة قرون بإذن الله. وإن عطِّل.
ب ــ ذاق الشعب طعم الحرية المطلقة ــ وإن كان فيها عدم انضباط فلا قانون يضبطها ولا شرطي يحرسها ــ فاستغلها الفاسدون والمفسدون وأحالوها إلى فوضى ثم تمرد؛ استغلت للإطاحة
بالرئيس مرسي نفسه؛ ولعل هذه كانت أكبر خطأ وقع فيه السيد الرئيس محمد مرسي عفا الله عنه. فحرية بلا نظام فوضى "لو اتبع الحق أهواءهم لفدت الماوات والأرض" فلابد من ضوابط للحرية. ونظام بلا حرية طاغوت "ما أريكم إلا ما أرى". فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.
جـ ــ كشفت المحنة التي تحملها ــ جزاه الله خيرا ــ جميع الأقنعة عن النخب الفاسدة والمفسدة والمحبة والكارهة، والعدوة والصديقة.
(جزى الله الشدائد كل خير *** عرفت بها عدوي من صديقي)
د ــ عرف الشعب الواعي من هذه التجربة الفرق بين معاملة الحاكم الذي يخشى ربه لشعبه ولمعارضيه قبل معاضديه، فما اعتقل، ولا كمم أفواها، ولا انتقم من ظالميه، ولا ضيّق على معارضيه، ولا لفق لبريئٍ تهمة، ولا استباح الحرمات، ولا صادر الأموال والممتلكات ولا قتل أبرياء، ولا حرّق جثثهم، ولا اقترف إثما ورمى به بريئا، ولا خان بلده ولا خان شعبه ولا خان دينه، وكل ذلك وأكثر منه فعله الآخرون، والله شهيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هـ ــ علم الشباب ــ وأراهن عليهم ــ كيف يثق في إعلام صادق، ويكشف كل إعلام كاذب بعد أن أصبح الإعلام الإلكتروني متاحا للجميع. وقد تجلّى ذلك في موقف الشباب من الاستفتاء على دستور الضرار.
شباب يرى بعينيه ويسمع بأذنيه ــ لأنه في الميدان ولم يصبح بعد عضوا في حزب الكنبة الذي يضلله إعلام الانقلاب وإعلام أصحاب الأموال المنهوبة لأنه لا مصدر للمعلومة إلا من تلك القنوات الكذوبة وتشكلت بها ثقافتهم وبذلك كانوا حزب الكنبة بجدارة ــ وعلم الشباب علم اليقين كذب الكذابين ودجل الدجالين وشعوذة سحرة فرعون المسمون بالإعلاميين.
ولماذا أراهن علىالشباب بالذات ومن دونهم سنا؟ لأنهم وليس غيرهم رجال الدولة غدا ولبنات الجيش المصري، ولن يسهلعليهم تضليله ولو جاءوا بألف علي جمعة، ولا بكهنة التوجيه المعنوي بجيوش العالم. لا هذه الأجيال ولا التي تليها الذين هم أبناؤهم. فلن يدعوهم ينخدعوا. "وتلك الأيام نداولها بين الناس" كما علم الشباب أن عرقهم وجهدهم في سنوات التجنيد الإجباري ليست لحساب الوطن كما كان من قبل إنما تضاف لحساب حفنة من قادتهم . أما عن العقيدة القتالية فقد اتضحت أسرارها.
و ــ وأعظم إنجاز تم في هذه المرحلة تلك التجربة الفريدة في تاريخ مصر خاصة والعالم عامة ألا وهي تجربة الانتخابات والاستفتاءات بلا تزوير. وقد شهدها القاصي والداني والكبير والصغير، والشباب، وبالأخص الشباب. ولن يستطيع أحد أن يزور له مشهدا رأته عينه. كما كان يقيننا أجيال انتخابات الـ (99%) أن التزوير هو القاعدة وبدرجات متفاوتة وأن لاتزوير مستحيل.
يـ ــ أما باقي المجالات فلا ينكرها غير حاقد وحاسد. ولا أنفي أن كان هناك بعض القصور في ثورية القرارات والإجراءات التي تقتضيها المرحلة. كما حدثت بعض الأخطاء إلا أنها لم تكن بأي حال خطايا. ولأنها جولة سيليها بإذن الله جولات. حسمها ربنا عز وجل "أما الزبد فيذهب جفاءًا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
ويلوح لأي منصف ما في دفينة نفس هذا الكاتب ضد الإسلام متسترا خلف مصطلح الإسلام السياسي ليقرر أنه نظام فاسد. وعميت عيناه أن ترى نجاحات وإنجازات ذلك التيار في تركيا بل راح يتصيد أي أخطاء لا تخلو منها تجربة بشرية، بل ويرى بعينه الحاقدة أوعين سادته وأرباب نعمته أعداء الأمة حسنات رجب طيب أردوغان سيئات، اقرأ ما قال وحلل: مجدت الشعوب العربية الخليفة السلطان رجب طيب أردوغان الذي أثبت للعالم بأن الإسلام السياسي نظام فاسد يستغل الحركة الديمقراطية ويؤمن بالغاية تبرر الوسيلة. اشتهر الزعيم التركي بمقولته عن الحركة الديمقراطية بأنها كقطار السكة الحديد تستعمله للوصول من مكان إلى آخر. مقولة هذا الرجل تستحق ميدالية ذهبية.
يرى الكاتب بعين أعداء التيار الإسلامي ويقرر أن الإسلام السياسي نظام فاسد في نظر العالم كله حسب زعمه، وعميت عينه عن إنجازات الخليفة السلطان رجب طيب أردوغان، بل ويسخر بقوله الخليفة السلطان.
وقد شهد العدو قبل الصديق لهذا الرجل. وأسأل الكاتب: إن كانت الوسيلة مباحة ولا تصطدم مع معتقداتي فما الضرر في استغلالها للوصول لغاية نبيلة؟ إلا أن يكون الكاتب أمينا مع نفسه ومعنا ومع البشرية جمعاء ويعلن أن الديموقراطية تصطدم مع ثوابت ومعتقدات ديننا الإسلامي في كيت وكيت؛ وحينئذ سننبذ تلك الديموقراطية التي يكون لزاما على من ينتهجها أو يستغلها التفريط والتخلي عن دينه وثوابت عقيدته. وبذلك يكون قد أدى لأمته ولدينه نفعا نشكره عليه ويجزيه ربه عنه خير الجزاء.
ولا يفوت الكاتب أن يلصق بذلك الخليفة السلطان تهمة هو ضالع فيها وأهله بني إيران ألا وهي إشعال نار الحرب الأهلية السورية. حتى أصبحت حلبة للصراع بين الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية وبين الطوائف الشيعية والسنية. وعمي بصره كما عميت بصيرته عن دور إيران في تلك الحلبة.
"ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا"صدق الله العظيم.
ولم يستطع الكاتب أن ينحِّي تعصُّبَه الطائفي جانبا ــ في فترة تحتاج أمة الإسلام إلى تناسي خلافاتها وتتحد لمواجهة المتربصين بها ــ فا نطلق يلمز الخلفاء الراشدين رضوان ربي عليهم وهو يطعن في أردوغان من خلال الطعن في حاشيته فيقول: (أما الآن فقد صدأ معدنه وانكشفت أوراق الفساد المالي ضمن حاشيته تماماً كما هو الحال في تاريخ الخلفاء وسلاطين الإسلام). وكأنه يجهل أن خير القرون لم يخل من منافقٍ وخائنٍ وسارقٍ وزانٍ ولم يعب ذلك من قريب أو بعيد سيد الأنام. ولا يدعي ذلك عاقل. ولكنه التعصب المذهبي الأعمى والبغيض. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أنهى الكاتب العرض الاكتئابي الذي أصابني فعلا بالكآبة لحال أمتنا وحال النخبة التي مَنَّ الله عليها بقسط وافر من علوم الدنيا وبدلا من تسخيره لصالح أمته ولم شملها وتأكيد وحدتهابذلت تلك النخبة قسطا كبيرا من جهدها لشخصها ولابأس من ذلك. ولكن فرض الله على عباده زكاة وصدقات من ما رزقهم وحباهم به دون غيرهم، وأعتقد أن العلم أعلى منزلة من المال فوجب شكر نعمة الله ببذل المستطاع مما ينفع الأمة من هذا العلم لا بما يضرها ويثقل كاهلها.
إذا بالكاتب يكشف انتماءَه قولُه؛ إذ نجده يرى إيجابيات الباباوات ويمنحهم ميدالياته الذهبية بجدارة رضا عنهم وكذلك الشعب الأيرلندي ثم الأمريكي ومما يسعدنا أنه اختار شعبا مسلما ضمن من أثنى عليهم حتى وإن لم يجد سوى إيران؛ التيلم يلفت نظره فيها أي سلبية تنتقد في شعبها أو في أنظمتها وذلك بعد أن استفرغ جام غضبه على الشعوب العربية المسلمة ولم يراع أنها شعوب انتفضت لاسترداد حقوقها وانتزاع حريتها وكرامتها من مغتصبيها وتحقيق العدالة الاجتماعية فيما بين أفرادها. وأن هذه الانتفاضة جولة تليها حتما جولات حتى يكتمل لها ما تصبو إليه بإذن ربها.
وختاما أدعو كل صاحب (د/) أن يوفِّيَ داله حقها من الاحترام وأن يحفظها من الإمالة وأن يبذل لأمته زكاتها حتى يباركها الله له. ولكن من أبى لها إلا الإمالة فأنصحه أن يستمتع بهز داله الممالة بعيدا عنا.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ملحوظة: كاتب هذا المقال مهندس من عوام المسلمين، لم يشرف بالانخراط في صفوف التيار السلفي، ولكن يراهم قوما يعملون لخدمة دين الله، وهو لا يعمل فهو من المقصرين، فلا أقل من أن يذب عنهم؛ وعن كل من يبذل في سبيل نصرة ونشر هذا الدين؛ تطاول المتطاولين وإساءات المسيئين. يرجو بذلك عفو ربه.
اللهم ارزقني الصدق والإخلاص في القول والعمل.
ولي رجاء أن يتكرم الأستاذ الدكتور مؤسس الموقع بنشر هذا الرد كي يبرأ من خطأ غيره ويسمح للرأي والرأي الآخر أن يتناطحا في موقعه، فإنه إن حجب أحد الرأيين تحمل وزر صاحب الرأي الذي نُشِر.
ويتبع >>>: صيانة العلم والعقل...
التعليق: سلمت أناملك يا باش مهندس...
أوافقك رأيك تماماً.
يبدو أن صاحب الدال من النوع يلي منسميه (محمد جورج موسى ابن فاطمة بنت عمر الماركسي)...
المهم خليه في علمه حتى نحترمه فشخصيته العلمية تظهر في الطب النفسي بوضوح وكلامه في اختصاصه جميل
أما آراؤه الشخصية غير العلمية، وأفكاره المتحيزة ضد الإسلام فخليها عنده، ما في داعي ينورنا...
الحمد لله عندنا كهرباء!