سكر
بقلق المُترقب كان ينتظر
وضع الطبيب جسده على الكرسي
بيده ورقة على جوانبها خطين أزرق وأحمر
قال: كما توقعت .. سكر
على الرصيف الممتد الطويل .. يحاول البحث عن كلمات الطمأنة التي قالها الطبيب
وضع جسده المتعب على كرسي في طرف الحديقة
زحمة .. زحمة في رأسه .. لا يستطيع أن يحدد شيئ
أفاق على ابتسامة بنت بهية الجمال تمد يدها بقالب من الحلوى
ابتسم لها .. ملأت الابتسامة وجهه:
_شكرا يا حبيبتي .. أنا عندي سكر.
زائر
بالأمس أكدّتْ أنها بخير
الوجه غير الوجه ارتخت عضلاته _وكان لها أن ترتخي_
جميلة ..جميلة جدا.
تعلقت عيني بعينيها .. ابتسمت وللمرة الثانية أكدت أنها بخير.
استيقظت مرتين أو ثلاثة أرقبها من وراء الباب .. نائمة كطفل
على وجهها ارتسم ارتياح لا يعرفه إلا من جاورها
بالأمس رفضتْ وأصرّتْ ألّا أحضر الطبيب .. واجهتْ إصراري بابتسامة هادئة.
_ادعيلي..
_دعيالك .. صبح ومسا
نامت نوما مُتصلا لمدة ساعتين.
_بابا .. بابا .. اصح ..
لم أفزع كالعادة .. لقد عرفته في جمالها .. نبرات صوتها..في تعلق عينيها بعيني
لم أفزع ورغما غلبني البكاء.
فرج
قلتُ في ثورة..
_طالما مش أد الخلفة بتخلفونا ليه؟
اقترب وعلى وجه ابتسامة وضع يده على كتفي، ربت عليها قائلا:
_الصبح ..هتفرج إن شاء الله.
على صرير باب الحجرة .. استيقظتُ .. نظرتُ إلى كومة الكتب التي بجواري
كان فوقها لفافة من مال .. ابتسمتُ .. سحبتُ الغطاء ونمت.
واقرأ ايضًا:
ذاكرة المدن القديمة/ بائع الورد/ وصية الشهيد مابعد الأخير/ ثلاثة وجوه/ اكتمال/ قل هو الموت/ هوامش نص/ أتراحٌ في مملكةِ الطمي/ تناثر/ ماكانش ساحر..ولا/ قصص قصيرة جدا