الاندماج العقلي والروحي.. نعم هو أيضاً هام جدا بالزواج، وأصبح جانب هام جدا لرجل هذا العصر.. وللأسف هذا أقل جانب تتربي عليه فتياتنا بجانب نصائح كـ الاهتمام بالطهو، الإنجاب والتزين، سمات الانْجِذاب الخارجي والتقدير الخارجي (الجمال، الأنوثة والذكاء)، أسلحة المرأة، بل تعتبر أهم ثلاث قوى يمكن أن تجتمع بامرأة، وبقدر كل صفة تتحدد طبيعة المرأة وشخصيتها..
الجمال.. والأنوثة
يخلط الكثيرون بين الجمال والأنوثة.. رغم أن الفارق بينهما كبير.. الجمال هو مظهر سطحي.. قد يكون السطح مشعا براقا، بينما العمق فاتر، باهت اللون والمعنى، أما الأنوثة هي أسلوب، أسلوب يضفي لوناً مميزاً عميقا، ومذاقا للمرأة..
الأنوثة والذكاء
هناك امرأة، هي كالكلمة جميلة الحرف، عديمة الفكرة. وأخرى، هي كلمة جميلة الحرف عميقة المعني.. ولو اجتمعت صفتا الذكاء والأنوثة بامرأة.. تصبح تكوين لا يستهان به. حيث كل صفة تكون وسيلة لإظهار وتجسيد الصفة الأخرى.. بذكائها تحدد كيف، متى، وبأي قدر تظهر أنوثتها.. وبأنوثتها تخفي ذلك الذكاء لتبدو، فقط قلبا محبا.. وعقلا -يبدو- للآخر.. مخدرا. فتكون المرأة للرجل، كالماء للثلج.. تُذيب نعم.. لكنها لا تذوب بتكوينها به.. تمنح الحرارة والمعني لحياته، السكن والهدوء لروحه، والصديق والمحاور لعقله.. يذوب هو بكيانه وعقله.. إليها يضاف، ولا تتلاشى هي.. بل تبقى وجودا يمنح، لم يذب، فلا ينضب..
هذا تماماً الفرق بين عقلية رجل اليوم، برؤيته واحتياجاته، وبين رجل الماضي.. تلك الصورة القديمه المتهالكة، تتوارثها الفتيات جيل بعد جيل، ومعتقدات فقيرة، تحصر كل العلاقة بين آدم وحواء.. بأن آدم طفل لاهي يفتقد العقل والأهلية أمام المرأة، ومن السهل جدا إلهاؤه إما عن طريق معدته، أو شهوته..!
وحواء.. واجبها الأول والأخير، بل كل ما عليها، التلون كل يوم وليلة، تماماً كالبهلوان بالسيرك، لإلهاء عيون بعلها..!! فهو طفل.. وهي شيء.. شيء لا يحتاج للعقل أو الرؤية.. أو الشخصية المميزة.. وتعب القلب.. شيء لا يصلح أن يعيش إلا تحت ظلال ذلك الطفل!!
وبعصر تغير به كل كل شيء، لا تزال فتيات عالمنا العربي، تتربي على تلك المعتقدات.. معتقدات ظلمت كلاً من الرجل والمرأة، حيث الإِشْباع العقلي والروحي هي حاجة الطرفان الأولى، فما كان يحتاج إليه الرجل قديما أو حتى قبل سنوات تغير الآن.. وأصبح الرجل يبحث عن أنثى لها عقل يتفهمه، قبل أن يفكر كيف يلهي عيونه، وعن قلب يشعر معه بالحرية والألفة قبل أن يأسره بالمشاعر، أصبح يبحث في أنثاه عن الصديق والصاحب، الأخت والأم، الحبيبة وحتى العشيقة.. أجده معذورا آدم فما أكثر وأسهل المعروض أمامه من كل صنوف النساء، وأجدها مسكينه حواء.. أن يكون عندها القوة والعقل والشخصية لتكون كل النساء فيكتفي بها الرجل، بعدما تتخلص مما تربت عليه من أن الزواج ليس أكثر من غذاء للبطن و غذاء للشهوة.
واقرأ أيضا :
الجمال.. أم الأنوثة؟؟!! / مجنون وأفتخر../ كوفاد / حيث في كلّ خطوة قمر مكسور / محاولة أخيرة لقهر الزمن / قصص قصيرة جدا